الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد الطيب.. سيف الحق المسلول

احمد الطيب شيخ الازهر
احمد الطيب شيخ الازهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان ولا يزال للأزهر الشريف دورًا مهمًا من خلال محاربته للفكر المتطرف وتوضيح صحيح الدين، وهو ما ظهر خلال الفترة الماضية خلال تبني الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر للعديد من القضايا الشائكة التي استطاعت أن تؤكد على وطنية الطيب بسبب مواقفه من القضايا والصراعات المحتدمة في المنطقة وهو الأمر الذي حظى باهتمام بالغ على الصعيد المحلي والعربي والعالمي.
ومع إعلان دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن قراره غير المحسوب بخصوص نقل عاصمة إسرائيل إلى القدس الشريف حتى كان هناك موقف حازم من الأزهر الشريف، وأصدر الطيب بيانًا ناريًا رفض فيه ما قام به ترامب، مؤكدًا على مخالفة القرار للشرعية وللقانون الدولي ورفض الأزهر في الوقت نفسه لقاء نائب الرئيس الأمريكي ترامب مايك بينس وهو اللقاء الذي كان مرتقب أن يحدث بين الطرفين خلال يوم 20 ديسمبر المقبل وهذا بعد أن كانت السفارة الأميركية بالقاهرة قد تقدمت بطلب رسمي قبل أسبوع، لترتيب لقاء لنائب الرئيس الأميركي مع شيخ الأزهر الشريف، قائلا " كيف لي أن أجلس مع من منحوا ما لا يملكون لمن لا يستحقون، ويجب على الرئيس الأميركي التراجع فورًا عن هذا القرار الباطل شرعًا وقانونًا".
والواقع أن الأزهر الشريف لم يكل عن المطالبة بوأد التطرف والعنف في المنطقة وليس في مصر فحسب فنجد أن «الطيب» لم يقف موقف المتفرج على ما وقع داخل بورما من انتهاكات لحقوق مسلمي الروهينجا انطلاقًا من دور الأزهر ومسئوليته العالمية ففي الوقت الذي نكلت وشردت فيه السلطات داخل مينامار بالمسلمين وقامت تجاههم بالكثير من المجازر أدان الطيب تلك المجازر والسياسات غير الرصينة وأصدر بيانًا ناريًا أدان فيه ما جرى لمسلمي الروهينجا، مؤكدًا على أن الأزهر الشريف لا يستطيع الوقوف مكتوف الاسدي وإنما سيقف بالمرصاد لتلك الانتهاكات كما أنه سيقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف تلك الانتهاكات التي تقع للمسلمين هناك وقام الأزهر بتوزيع مساعدات انسانية على 10 آلاف شخص من مسلمي بورما علاوة على أن استمرار جهود الأزهر في دعم مسلمي بورما. 
وليس الأزهر الشريف ببعيد عن الدور التاريخي له الذي مارسه كمحاولة للتقريب بين مذهبي السنة والشيعة وهو الدور الذي مارسه علماء أجلاء خلال العقد الماضية مثل شيخ الأزهر الراحل محمود شلوت والشيخ جاد الحق الذي كان قد أسس مجلس للتقريب بين السنة والشيعي في الأزهر، وهو الدور الذي سار على نهجه «الطيب» ففي الوقت الذي احتدم فيه الصراع الطائفي داخل العراق ما بين الشيعة وبين السنة طرح الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال عام 2015 مبادرة لرأب الصدع بين كل من السنة والشيعة كمحاولة للتقريب بين الفئتين ومنع الانقسام والصراع والاتحاد لمواجهة تنظيم داعش مع ضرورة احترام المذهب الشيعي للعقيدة الاسلامية بمنع سب صحابة الرسول وما إلى هذا وهي المبادرة التي حظت باهتمام وترحيب الكثير داخل العراق وخارجها من داخل الشيعة أنفسهم.
قال الدكتور طارق فهمي، استاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إن موقف شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب موقف حازم وجاد تجاه دعم القضية الفلسطينية وخاصة أن الأزهر الشريف لا يمثل مصر فحسب وإنما هو مؤسسة لها مرجعيتها العربية والدولية، لافتًا إلى أن بيان شيخ الأزهر ورفضه مقابلة نائب الرئيس الأمريكي ينقل رسالة إلى العالم بموقف مصر والعالم الإسلامي برفض إعلان ترامب.
وأضاف فهمي أن هناك العديد من الرسائل التي يمكن استخلاصها من بيان خطاب الازهر والذي من بينها وقف الاتصالات جزئيا مع أمريكا واتخاذ مواقف حازمة ورادعة لنقل رسالة إلى إدارة ترامب برفض جميع الدول العربية والاسلامية بجانب المجتمع الدولي للقرار الذي يؤثر على عملية السلام ويكرس الإرهاب ويعمل على نموه في المنطقة، مؤكدا على أن موقف شيخ الأزهر يجعله يلقي الكرة في ملعب القمة الاسلامية التي من المقرر أن تنعقد في تركيا خلال الفترة المقبلة والتي عليها أن تكون قراراتها حازمة ومستمدة من الأزهر الشريف.
فيما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الخارجية والخبير مركز الأهرام، أن شيخ الأزهر لعب دورًا وطنيًا خالصًا وسمح بالتظاهر لرفض تصريحات ترامب داخل مسجد الأزهر الشريف، لافتًا إلى أن موقف الطيب يحسب له وهو موقف مستمد من الأزهر الشريف الذي لعب دور وطنيًا خالصًا لإعلان رفض تصريحات ترامب.
وأكد اللاوندي أن شيخ الأزهر كان صريحًا وحاسمًا حينما أعلن بيانه ورفض مقابلة نائب رئيس أمريكا لأن إدارة ترامب زورت الوقائع التاريخية داخل القدس وأعطت إسرائيل مالا تستحقه الأمر الذي يقود إلى اشتعال الصراع داخل فلسطين ويفتح الباب أمام انتشار الإرهاب وظهوره مجددًا.