الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

انتفاضات فلسطين.. من دهس العمال إلى قرارات "ترامب"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترجع الأسباب المؤججة للانتفاضات الكبرى والثورات دائمًا إلى حوادث قد تكون صغيرة مقارنة بحجم هذه الثورة أو تلك الانتفاضة؛ ولكنها ترمز لظلم وقهر مجتمع بأكمله؛ وتمر اليوم الذكرى الثلاثين للحادثة التي تسببت في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى؛ فضلا عن أن هذه الذكرى تأتي بالتزامن مع أحداث كارثية يشهدها العالم بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس والاعتراف بالمدينة التاريخية عاصمة للكيان الصهيوني؛ وسط أصوات تتنبأ باندلاع انتفاضة رابعة داخل فلسطين إذا اعتبرنا كما اعتبر البعض أن حوادث الطعن التي حدثت ما بين عامي 2015 و2016 تعد انتفاضة ثالثة.

بدأت أحداث الانتفاضة الأولى في مثل هذا اليوم من العام 1987 في قطاع غزة ثم انتقلت إلى باقي مدن وارياف فلسطين، ويعود سبب الشرارة الأولى للانتفاضة لقيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمّال الفلسطينيّين على حاجز إريز، وهو الذي يفصل قطاع غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
ولكن جراء هذا الحادث قد توفي حوالي 1,300 فلسطيني قتلوا أثناء أحداث الانتفاضة الأولى على يد الجيش الإسرائيلي، كما قتل 160 إسرائيليّا على يد الفلسطينيين، وتأتى احداث الحادثة بأنة كانت هناك سيارة إسرائيلية يقودها إسرائيلي دهست عمال فلسطينيون من جباليا البلد متوقفة في محطة وقود، ولكن هذه الحادثة كانت مجرد القشة التي قصمت ظهر البعير، مما أودى بحياة أربعة أشخاص وجرح آخرين، ولكن الصدمة الأخرى تأتي في أن الإذاعة لم تعلن الخبر بشكله الكبير والصريح، ولكن قد أعلنت عنه موجز وقد أُشيع آنذاك أن هذا الحادث كان عملية انتقام من قبل والد أحد الاسرائيليين الذي تم طعنه قبل يومين حتى الموت فاعتبر الفلسطينيون أن الحادث هو عملية قتل متعمد، في اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا-البلد فقام الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود، وأمام ما تعرضوا له من وابل الحجارة وكوكتيل المولوتوف، حيث طلب الجيش الإسرائيلي الدعم، ومن هنا تشكلت أول شرارة للانتفاضة.

ولكن هناك أسباب أخرى أدت إلى وصول هذا العمل إلى ما وصل إليه فنبدأ بعدم تقبل الفلسطينيين بالاحتلال الإسرائيلي، وتردي الوضع السياسي والاقتصادي، كذلك اإحتلال القدس التي ضمت إلى اليهود، كما أن القيادة العربية والفلسطينية لم تناد بموقف حازم وتتخذ موقفًا محددًا في مثل هذه الأحداث، وإنما وقفت مكبلة الأيدي، ولكن المرجع الفكري الثقافي الذي سلكه الشعب الفلسطيني كان له مردود آخر منها إيصال الصوت إلى خارج الحدود الذي مثل صدى على الجانب العالمي.
وجاءت الانتفاضة بشيء لم يكن في الحسبان فبدأت بالعصيان المدني، ثم تطور في فرض الحصار علي الشعب الفلسطيني بشكل كبير، ولكن تتشكل الثقافة في مشاركة النساء في مظاهرات وتدخلها في الشأن السياسي، والتي كانت مقتصرة علي الناشطات فقط، ولكن هنا كان للنساء دور بارز في تلك الانتفاضة وما تلاها حيث كان عكس الاحتجاجات السابقة فلم يخشين المواجهة مع العدو، وشاركن في العلاج للمرضى وقامت بالمشاركة في إلقاء الندوات والتوعية الفكرية والثقافية حيث تم اعتقال الكثير منهم، ومع تدهور أوضاع المعيشة وارتفاع وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية زادت مشاركة المرأة وذلك عن طريق رمي الحجارة .