الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"محبة وسلام".. رسالة بابا الفاتيكان لمسلمي الـ"روهينجا"

البابا فرنسيس بابا
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«فرنسيس» يتفقد مسلمى ميانمار وبنجلاديش فى زيارة الـ 6 أيام يلتقى رئيس الجيش بمقر إقامته.. ومدير المكتب الصحفى للفاتيكان لبحث مسئولية الجيش
«محبة وسلام».. شعار البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، فى رحلته إلى ميانمار وبنجلاديش، والتى بدأها بزيارة «ميانمار» ويختتمها ببنجلاديش فى الثانى من ديسمبر القادم، وهى الزيارة التى وصفت بالتاريخية، وجاءت بعد سلسلة تصريحات للبابا تنتقد الاعتداءات التى يواجهها أقلية الروهينجا المسلمة
البابا كان قد هاجم سلطات ميانمار بسبب معاملتها مسلمى الروهينجا، قائلا إنهم «يُعذبون ويُقتلون لا لشيء سوى لدينهم وثقافتهم»، وخلال خطابه الأسبوعي، قال البابا فرنسيس: «لقد طردوا من ميانمار، ورُحّلوا من مكان إلى آخر بسبب أنه لا أحد يريدهم، إنهم طيبون، ومسالمون، ليسوا مسيحيين، إنهم طيبون وإخواننا وأخواتنا»، مضيفًا: «إنهم يُعانون على مدار أعوام، ويعذبون ويقتلون ببساطة لأنهم يريدون أن يمارسوا ثقافتهم ودينهم الإسلامي».
جدول البابا خلال الزيارة مزدحم، فخلال ستة أيام ـ مدة زيارته للبلدين ـ يلتقى مع سلطات المدينة فى البلاد ويزور مخيمات لاجئى الروهينجا إلى جانب لقائه مع الجماعة الكاثوليكية الموجودة والتى يقدر عددها بـ ٦٦٠ ألف نسمة.
البابا الذى يسير على خطى من سبقوه، حيث كان البابا يوحنا بولس الثانى زار بنجلاديش عام ١٩٨٦، فيما زارها البابا بولس السادس عام ١٩٧٠ عندما كانت تسمى بشرق باكستان قبل عام على نيل بنجلاديش استقلالها.
استقبال حافل كان فى انتظار البابا لدى وصوله مطار يانجون، حيث اصطف نحو ٣٠ ألف شخص على طول الطريق من المطار إلى مقر إقامته فى يانجون، وسوف يستخدم البابا عصا رعوية خشبية مصنوعة يدويًا من اللاجئين الكاثوليكيين من أقلية كاشين الإثنية، وهى إحدى المجموعات العرقية الرئيسية السبع فى البلاد.
وبعد ساعات من وصوله إلى ميانمار، ونزولًا على اقتراح الكاردينال «شارل بو» رئيس أساقفة يانجون استقبل البابا، قائد الجيش البرمانى الجنرال مين أونج هلانج، وبرفقته بعثة مؤلّفة من أربعة عسكريين، ثلاثة منهم رؤساء مكتب العمليات الخاصة فى لقاء خاص استمر ما يقرب من الـ ١٥ دقيقة.
وقال مدير مكتب الصحافة التابع للكرسى الرسولى جريج بوركي، إن المناقشات تطرقت إلى المسئولية الكبرى الخاصة بسلطات البلاد فى هذه المرحلة الانتقالية، خاصّة أنّ الجيش البرمانى يمسك بجزء من السلطة، ويتضمن جدول البابا مقابلة مع الرئيس هتين كياو، كذلك مستشارة الدولة ووزير الخارجية أونج سان سو كي. وعن أهمية الزيارة قال الكاردينال بييترو بارولين أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان، أن الجماعة المسيحيّة تشكل فى هذين البلدين أقليّة داخل أكثريّة مسلمة فى بنجلاديش وبوذيّة فى ميانمار؛ مضيفًا: اعتقد أنَّ وجوده فى آسيا وتحديدًا فى منطقة قريبة من منطقة الأزمة التى تقلق العالم سيشكّل فرصة مناسبة لتجديد نداء الحوار والسلام والمصالحة.
وأكد: البابا مستعدٌّ على الدوام لكى يقدّم مساعدته ومساعدة الكرسى الرسولى فى السعى لمواجهة وحلِّ هذه المشاكل من خلال الحوار والمحادثات واللقاء، وكما ردّد الباباوات عبر العصور، لا شيء يضيع بالسلام أما الحرب فتُضيِّع كلَّ شيء، مشددًا: الحوار ما بين الأديان شكل من أشكال اللقاء من أجل الخير العام فى المجتمع، فالفكرة هى أنَّه يمكن للأديان أن تقدِّم إسهامها الملحوظ فى سبيل السلام والتنمية على المصالحة والتعايش السلمى بين الشعوب وبأنّه بإمكانها أن تتّحد معًا للعمل داخل البلدان. 
وأضاف: البابا عبِّر لمرات عديدة عن اهتمامه إزاء وضع هؤلاء اللاجئين، يكفى أن نفكِّر فى النداء الذى أطلقه بعد صلاة «إفرحى يا ملكة السماء» فى الرابع والعشرين من مايو لعام ٢٠١٥، وأعتقد فى النهاية أنَّ نداءه سيشكِّل دعوة من أجل حلٍّ ثابت لهذه المشاكل ولاسيما فيما يتعلَّق بولاية راخين فى ميانمار واللاجئين الذين يعيشون هذا الوضع. 
من جانبه قال الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، إن البابا فرنسيس يهتم بالإنسان فى المقام الأول بغض النظر عن أى اختلافات، مضيفًا: لذلك نجد أن القضايا التى يهتم بها البابا كلها تتمحور حول الإنسانية، مثل قضية اللاجئين والسلام والحوار والحفاظ على البيئة.
وأضاف: رحلة البابا إلى بنجلاديش وميانمار لها أهمية خاصة بسبب أزمة مسلمى الروهينجا، والتى انتفض العالم كله لوقف العنف وعودة الأسر إلى بلادهم، مشددًا: وكما جاء فى رسالة البابا قبيل سفره لهذين البلدين الأسيويين فإنه يحمل رسالة سلام ومحبة للمجتمع كله، ورسالة تعضيد للجماعة الكاثوليكية الموجودة هناك، وذلك حرصًا من قداسته على زيارة الأقلية الكاثوليكية حول العالم.
ولفت جريش: قضية الروهينجا إنسانية من الدرجة الأولى، ويجب ألا يغض العالم بصره عما يحدث لهذه الأقلية، مؤكدًا: الحوار والمصالحة هى الحل إذا كانت هناك نية جادة لإحلال السلام حول العالم.
وأشار» جريش» إلى أن البابا يزور البلاد الفقيرة، فميانمار وبنجلاديش بلاد فقيرة ذات أغلبية بوذية، وإسلامية، حاملًا معه رسالة محبة وسلام وحوار بين الأديان.