الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

تيودور مومسن.. مؤرخ نوبل الوحيد

تيودور مومسن
تيودور مومسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُعتبر الألماني تيودور مومسن، وهو كاتب وعالم آثار وصحفي وسياسي ومؤرخ، رجل موسوعي شامل بكل المقاييس، وهو الوحيد الذي حاز على جائزة نوبل عام 1902، وكان المؤرخ الوحيد حتى الآن الذي حاز عليها.
ولد تيودور في 30 نوفمبر 1817 لأب دنماركي يعمل قسًا، فصار واحدًا من جيل ألماني كبير تأثر بالأفكار اللوثرية، ودرس في مدرسة الطونا بهامبورج ثم التحق بكلية الحقوق، لكنة وجد نفسه مهتمًا بقراءة التاريخ خاصة تاريخ روما، وفي الوقت نفسه كان صديقا للأدباء، خاصة الشاعر تيودور شتورم.
في عام 1843 نشر مومسن كتابه الأول في القانون "مسائل قانونية في الكتابه وحقوق المؤلف"، ثم نشر كتابين حول القانون الروماني العام، ولفت الكتابان انتباه كارل فردريش فون سافيني رئيس العلوم القانونية في تلك الآونة وقدم لة فرصة العمر، حيث ضمه إلى أكاديمية العلوم البروسية، وكان سببًا في أن ينتقل بين بلاده وبين إيطاليا وفرنسا؛ لكنه عاد إلى بلاده عقب اندلاع ثورة 1848 في فرنسا، ثم عمل صحفيًا، كما عمل مدرسًا للقانون المدني في الجامعة، وراح يناهض أحداث ثورة فرنسا ما سبب له بعض المتاعب.
وفي عام 1850 قدمت جامعة زيورخ عرضًا ليقوم مومسن بتدريس القانون الروماني، ثم عمل في نفس المهنة بسويسرا عام 1854، وعندما عاد إلى ألمانيا بناء على طلب كلية الحقوق ببرسلو تزوج من ماري زايمر ابنة أحد الناشرين، والتي أنجبت منه ستة عشر طفلًا، وظل ينتقل بين الجامعات يدرس علوم القانون من برلين إلى مدن ألمانية أخرى؛ وعينته جامعة برلين أستاذًا للتاريخ الروماني، ثم أصبح سكرتيرًا لقسم الفلسفة والتاريخ بأكاديمية بروسيا.
كان اتجاه مومسن إلى العمل البرلماني قد أثر كثيرًا على إنتاجه في القانون والتاريخ، فلم يعرف أنة قد قدم شيئًا ذو أهمية طوال سنوات عمله أو انضامه للبرلمان، ولكن في ثمانينات القرن التاسع عشر راح يجمع أعماله، فنشر قائمة بليروجرافية تضم كافة كتاباته حتي عام 1887، والتي ضمت ما يقرب من 920 عنوانًا، وكان فوزة بجائزة نوبل عام 1902 بمثابة تكريم لشخصه أكثر من تكريم لأعماله فهو المؤرخ الوحيد الذي فاز بالجائزة؛ ولم يكن لرجل مثل مومسن أن يحصل على جائزة كبيرة أو يتم تكريمه إلا من خلال جائزة نوبل؛ فقد استفاد من دراسته للغات القديمة في التعرف على فنون الكتابة المنقوشة خاصة اللغة اليونانية القديمة واللاتينية، وقد نشر في بداية حياته مجموعة دراسات باللغة الإيطالية؛ إلا أنه لم يستمتع بهذا التكريم كثيرًا، فقد رحل عن عالمنا بعد عام من فوزه بها.