الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الفريق يونس المصري: القيادة السياسية حريصة على تطوير تسليح جميع أفرع الجيش

 الفريق يونس المصري،
الفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال حواره مع المحررين العسكريين، بمناسبة الاحتفال بالعيد القومي للقوات الجوية، قال الفريق يونس المصري، قائد القوات الجوية، إن القوات المسلحة سطرت ملحمة بطولية خلال حرب أكتوبر شهد بها العالم، مشددا على أن القوات المسلحة ماضية في طريق النصر وتبذل العَرَقَ والدَمَ والرُوحِ من أجل الوطن، لافتا إلى أن مِصرَ الدَولَةَ الوَحِيدَةَ في العَالمِ التي تُواجِهُ الإِرهَابَ بِشجَاعةٍ وجَرأَةٍ وصِدق.
وفيما يلي أبرز ما قاله الفريق يونس المصري، خلال حواره مع المحررين العسكريين: 



* تم اختيار يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية، لذا نرجو إلقاء الضوء على دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة، وسبب اختيار هذا اليوم ليكون عيدًا للقوات الجوية؟

خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال مراحل الحرب المختلفة حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973م، ففى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا، بهدف إضعاف التجميع القتالى لقواتنا الجوية، وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وأظهر طيارونا مهارات فائقة فى القتال الجوي، وجرأة وإقدام.
استمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة، تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، حيث إسقاط 18 طائرة (رغم تفوقه النوعى والعددى)، ما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة، ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة، ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية.
وأؤكد أن يوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1973 يعتبر رمزًا للتحدى بالقوات الجوية، ونأخذ من هذا اليوم وما تم فيه من بطولات وتضحيات نبراسًا لنا لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.

* تعودنا من قواتنا المسلحة ومنها القوات الجوية على عدم الالتفات كثيرًا لما تحقق، إنما لا بد من التعمق والتركيز فيما هو آت ومطلوب تنفيذه، للحفاظ على مكتسبات الماضى ومسايرة التطور الحالى والملموس فى مجال الطيران، فما هى الإجراءات التى اتخذتها القوات الجوية لتطوير إمكانتها؟

- تبقى حرب أكتوبر المجيدة المرحلة الفاصلة فى تاريخنا العسكرى المعاصر والتى كان من دروسها المستفادة ضرورة التطوير والتحديث فيما يخص الفرد المقاتل، الطائرات، المعدات، القواعد الجوية والمطارات والمنشآت الأخرى، وتسعى القوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة باستمرار للتطوير، لذلك تم وضع عدة خطط للتطوير من خلال محاور رئيسية هـى:

المحور الأول هو تطوير الفرد المقاتل.. فقد تم وضع خطة لتطوير الفرد بالقوات الجوية يتم تنفيذها منذ عدة سنوات، لتأهيل الفرد بالداخل والخارج لحصوله على أحدث ما توصل إليه العلم فى مجال تكنولوجيا الطيران، باستخدام أحدث مساعدات التدريب وبرامج التأهيل النظرى والعملى، وأطمئنكم أنه أصبح لدينا الآن بالقوات الجوية أطقم طائرة وفنية تمتلك أحدث التكنولوجيا، وقادرة على التعامل مع أحدث نظم التسليح بالعالم، وقد شُهِد لهم بالكفاءة فى جميع المحافل التى تم اشتراكهم فيها.

أما المحور الثانى هو تطوير الطائرات والمعدات وأنظمة التسليح، من خلال تدبير طائرات وهليكوبتر ونظم تسليح من أحدث ما تم إنتاجه فى هذا المجال، لمسايرة التطور الحالى فى نظم التسليح، وفى خطٍ موازٍ تقوم الأطقم الفنية ببذل أقصى جهد للمحافظة على الكفاءة الفنية وتنفيذ أعمال التطوير للطائرات والأنظمة المتواجدة فى الخدمة بقواتنا الجوية، باستغلال أقل الموارد وبما يتماشى مع الوضع الاقتصادى الحالى للبلاد، ولضمان عمل تلك المنظومات لأطول فترة ممكنة.

أما المحور الثالث، فهو تنفيذ أعمال التطوير بالقواعد الجوية والمطارات من خلال وضع خطة شاملة، لتطوير جميع القواعد الجوية والمطارات والوحدات الفنية والإدارية منذ أربع سنوات، ونحن نجني ثمارها هذه الأيام من خلال افتتاح عدد من القواعد الجوية والمطارات بعد انتهاء أعمال التطوير، التي شملت البنية التحتية بالكامل وحقول الطيران والمنشآت الفنية والإدارية، مع عدم إغفال باقى التأمينات.


* بعد انضمام الطائرات الرافال الفرنسية إلى أسطول القوات الجوية، هل هناك توجه إلى التعاقد على طائرات جديدة؟

- تسعى القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية فى المرحلة الحالية لتطوير المعدات والأسلحة لمواكبة التطور التكنولوجى لمعدات القتال بالعالم، وفى هذا الإطار تحرص القوات الجوية على امتلاك أحدث نظم التسليح بالعالم، فى ضوء ضرورة إحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية.

ويعتبر انضمام حاملتى الهليكوبتر الفرنسية ميسترال (جمال عبدالناصر – أنور السادات) إلى القوات المسلحة، إضافة جديدة تستطيع القوات المسلحة من خلالها القيام بأعمال قتالية علي الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، لما تتميز بها الحاملة من إمكانية تواجد أنواع مختلفة من الهليكوبتر (هجومى – إنذار مبكر – بحث وإنقاذ)، ما يزيد من قدرة قواتنا المسلحة فى الحفاظ على أمنها القومى والإقليمى ضد أى تهديدات.

كما تقوم القوات الجوية بتطوير جميع المعدات ونظم التسليح والملاحة فى خطٍ موازٍ مع تطوير أسطول الطائرات والهليكوبتر، وفى ضوء انضمام طائرات "الكاسا" لأسطول النقل الجوى وكذا هليكوبتر الخدمة العامة ومنظومات الطائرات الموجهة، وبانتهاء توريد دفعات الطائرات والهليكوبتر الحديثة، ستصبح القوات الجوية فى القريب من أقوى القوى الجوية فى الشرق الأوسط.

* نظرًا لتلاحق الأحداث فى الفترة الأخيرة اعتبارًا من ثورة يناير وحتى الآن، ظهرت مهام جديدة للقوات الجوية نرجو منكم إلقاء الضوء عليها؟ 
ترتب على قيام ثورتي (25 يناير، 30 يونيو) ظهور متطلبات واحتياجات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا، ولدعم استقرار الحياة اليومية للمواطنين، حيث فرضت الأحداث مهامًا إضافية للقوات الجوية كتأمين الحدود الدولية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، والتعامل مع العناصر الإرهابية، ويتم تنفيذ ذلك من خلال إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات.

ويتجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر العمليات اليومية للقضاء على العناصر الإرهابية شمال ووسط سيناء، وكذا العناصر الإرهابية المتسللة من الشريط الحدودى الغربى من دولة ليبيا، لاقتلاع جذور الإرهاب الأسود على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وتدمير العديد من البؤر الإرهابية، لتسطر القوات الجوية مزيدًا من ملاحمها البطولية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية حق الشهيد، ليثبت نسور الجو قدرتهم الفائقة على حماية حدود الدولة، وتدمير العناصر الإرهابية ومجابهة جميع محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة الهجرة غير الشرعية، التى تؤثر على الأمن القومى المصرى عبر التنسيق مع كل عناصر القوات المسلحة.
وخلال تنفيذ تلك المهام غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية، لم يتوقف التدريب على مهام العمليات والاستمرار فى حماية سماء مصر فى جميع الأوقات وتحت كل الظروف


* على ضوء المهام الصعبة والمتعددة لتشكيلات القوات الجوية وما يتطلبه ذلك من قدرات عالية لتحقيق القيادة والسيطرة الحازمة، كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية؟
- الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة، وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب واللياقة البدنية العالية والقدرة على استخدام أحدث المعدات، وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات أداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف.

وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد البدنى بالإضافة إلى مساعدات التدريب المختلفة وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية وباستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب. وتختار القوات الجوية العناصر المناسبة للعمل فى المجال الفنى، ثم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين، وبعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج، مع توفير الرعاية الصحية والإجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم.

* انتهى منذ أيام قليلة التدريب المشترك (فيصل-11) مع القوات الجوية الملكية السعودية، نود أن نطلع على أوجه التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة فى مجال التدريبات المشتركة؟

- تعتبر قواتنا الجوية دائما محل تقدير للدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات المشتركة لنقل الخبرات ومهارات القتال، فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقه على مدار العام مثل "اليرموك" مع الجانب الكويتى، والتدريب المشترك "زايد" مع الجانب الإماراتى، والتدريب المشترك "حمد" مع الجانب البحرينى، والتدريب المشترك "فيصل" مع الجانب السعودى، وكذا التدريب المشترك "ميدوزا" مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك "النجم الساطع" مع الجانب الأمريكى، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية، وتنفذ القوات الجوية مجهودا جويا كبيرا خلال هذه التدريبات، حتى تحقق أقصى استفادة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه الجانب الآخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية.

وأود أن أؤكد أن التدريب المشترك (فيصل-11) والذى كانت ختام فعالياته منذ أيام قليلة، يعتبر من أقوى التدريبات المشتركة التى تمت فى الفترة الأخيرة، نظرا لاشتراك العديد من طرازات الطائرات متعددة المهام من القوات الجوية المصرية، وكان الجديد فى التدريب اشتراك الطائرات متعددة المهام "رافال" لأول مرة فى التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة، وتنفيذ بيان عملى بالذخيرة الحية فى ختام فعاليات التدريب.

* فى ضوء ما تم من تطوير فى أنظمة التسليح بالقوات الجوية بإنضمام طائرات ونظم تسليح حديثة، نود إلقاء الضوء على ما تم من تطوير داخل الكلية الجوية خاصة فى النواحى التعليمية لمواكبة ذلك التطور؟ 
- بالنظر إلى كل الحروب التى اشتركت فيها قواتنا الجوية وما نقوم به منذ عدة سنوات وحتى وقتنا الحالى من أعمال ومهام مستحدثة مثل تأمين كافة الاتجاهات الإستراتيجية للدولة وكذا مكافحة البؤر الإرهابية بالإضافة للمشاركة الفعالة ضمن قوات التحالف العربى فى عملية "إعادة الأمل"، فقد ثبت جليًا أن الطائرة بالطيار وليس الطيار بالطائرة، ومن هنا تظهر قيمة الاهتمام الدائم والتطوير المستمر فى جميع مراحل إعداد الطالب بالكلية الجوية. وشهدت الكلية الجوية تنفيذ خطة تطوير تم إعدادها بعناية 
وفق أحدث المعايير العلمية، وتنفيذها بكل دقة لإعداد وتأهيل طيارين وجويين نظريًا وعمليًا، ليكونوا على أعلى مستوى عسكرى وعلمى يمكنهم من استيعاب ومواكبة التطور الذى يطرأ كل يوم على نظم التسليح، فى سهولة ويسر.
ففى المجال النظرى، تم تطوير جميع المناهج الدراسية طبقًا لأحدث ما يدرس فى الكليات الجوية على مستوى العالم، بما فى ذلك إيفاد الطلبة لحضور دورات تأهيل لعدة أشهر خلال فترة الدراسة بأرقى الكليات الجوية للدول المتقدمة فى هذا المجال، للاستفادة من خبرات تلك الدول من جهة ولزيادة الثقة فى نفس الطلبة الموفدين، بأنهم على قدر المساواة فى كل النواحى مع أقرانهم فى الدول الكبرى، ولكى تكتمل المنظومة التعليمية بالكلية، تم التركيز على تأهيل أعضاء هيئة التدريس بالكلية الجوية بالتأهيل العلمى والثقافى المطلوبين للتعامل مع طلبة هذا الجيل، الذى أصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وكذا لتدريس كافة علوم الطيران والمواد المتصلة به بالمستوى المطلوب.
وفى المجال العملى، يتم تدريب الطلبة عمليًا على أحدث طائرات التدريب فى العالم، مثل طائرة التدريب الأساسى المروحية "جروب" وطائرة التدريب المتقدم النفاثة (K-8)، التى يتم تصنيعها داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع، طبقًا لمراحل التدريب المختلفة، بالإضافة إلى التدريب على محاكيات تلك الطرازات والتى تحاكى الواقع تمامًا.
والجدير بالذكر أنه تم إعادة تأهيل الطلبة تخصص هليكوبتر بالكلية الجوية مرة أخرى، للانضمام للعمل بتشكيلات الهليكوبتر فور التخرج، وتدريب الطلبة الجويين بواسطة الفصل الملاحى الطائر الذى يحتوى على أحدث الأجهزة الملاحية، وكذا محاكيات أنظمة المراقبة الجوية بكافة مستوياتها، وأنظمة توجيه المقاتلات، مع الأخذ فى الاعتبار أنه كما تم اختيار طالب الكلية الجوية بعناية وفق معايير دولية محددة فإنه يتم توفير كل الوسائل للمحافظة على مستوى اللياقة البدنية والطبية للطلبة طوال فترة الدراسة بالكلية، بما يضمن أن يستمر ذلك كأسلوب حياة لهم بعد التخرج


* التدريب الجاد والمستمر والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام هو الركيزة الرئيسية التى تركز عليها القوات المسلحة، فما هو الجديد فى نظم إعداد وتدريب طيارينا خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى الراهن؟

- هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا تتم من خلال برامج التأهيل العلمى (النظرى / العملى) بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة للقوات الجوية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية وتوفير النفقات.
لدينا مدرسة للقتال الجوى بها آخر ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى كتدريب متقدم، كما نمتلك نظامًا لتقييم نتائج القتال الجوى وهو من أحدث النظم فى هذا المجال، بالإضافة لبرامج الزيارات والبعثات الخارجية للاستفادة من خبرات الدول المختلفة، والاشتراك فى المناورات والتدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل المهارات والتعرف على أحدث الأسلحة وأساليب القتال.

* مع الحرص الذى توليه القوات المسلحة فى تزويد القوات الجوية بأحدث الطائرات المقاتلة والمتعددة المهام والنظم القتالية المتطورة المرتبطة بها، كيف يتم الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى لتلك النظم لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية؟

- لا بد أن يواكب انضمام طرازات من الطائرات والهليكوبتر والأنظمة الحديثة للقوات الجوية تحديث وتطوير فى منظومة التأمين الفنى بكل مستوياتها، وهو ما يتم بالفعل داخل القوات الجوية من حيث الحرص على حصول كل التخصصات الفنية على التأهيل الفنى التخصصى المناسب داخليًا وخارجيًا، لضمان استمرار استخدام أحدث أساليب الصيانة مع تحديث كل ورش الصيانة بمستوياتها المختلفة، لتنفذ بعض العمرات والتفتيشات داخل مصر، وتطوير نظام الإمداد الفنى بقطع الغيار ليتماشى مع كل الطرازات العاملة بالقوات الجوية، كل ذلك أدى إلى وجود منظومة متكاملة للصيانة والإمداد الفنى كان لها عامل إيجابى فى عدم التأثير على الكفاءة الفنية والقتالية لأسلحة ومعدات القوات الجوية.

* تشارك القوات الجوية أجهزة الدولة فى دعم مسيرة التنمية والمعاونة فى خدمة المجتمع المدنى، ما هى الجهود التى تقوم بها القوات الجوية فى هذا المجال؟
من أبرز ما تشارك فيه القوات الجوية فى خدمة المجتمع المدنى هو مجال الحد من آثار الكوارث الطبيعية، لما للقوات الجوية من إمكانيات تتيح لها سرعة رد الفعل، وتنفيذ ما تكلف به من مهام فى أقل فترة زمنية ممكنة، حيث يتم استطلاع المناطق المتضررة وتدقيق الموقف، وبالتالى تحديد المطالب بما يساعد متخذى القرار مع تنفيذ أعمال الإخلاء للجرحى والمصابين، ونقل مواد الإغاثة وتقديم خدمة الإسعاف الطائر بالإضافة إلى إمكانية مكافحة الحرائق بواسطة الهليكوبتر.
كما تقوم القوات الجوية بتحديد المناطق الملوثة بمياهنا الإقليمية حال حدوث تسرب للزيوت من السفن العابرة، وبعد ثورة الثلاثين من يونيو، اقتضت الضرورة الأمنية قيام القوات الجوية بالمساهمة فى نقل السادة القضاة للإشراف على الانتخابات، وكذا نقل أسئلة وإجابات امتحانات الشهادات العامة للعديد من المحافظات وخاصة النائية منها، أضف إلى ذلك المساهمة الدائمة فى أعمال مكافحة الزراعات المخدرة فى تعاون وثيق مع وزارة الداخلية ممثلة فى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وكذا التصوير المساحى لصالح المشروعات القومية للطرق

*- يعد معهد طب الطيران وعلوم الفضاء احد أكبر المراكز المتخصصة فى الشرق الأوسط، ما هى الإمكانات التى يتضمنها المعهد؟
ـــ معهد طب الطيران والفضاء مخصص لتدريب الأطقم الطائرة بالقوات الجوية وقد تم تزويده بأحدث أجهزه التدريب الفسيولوجى مثل جهاز الطارد المركزى وغرفه الضغط المنخفض وغرفة الرؤية الليلية وغرفه الإجهاد البدنى والكرسى القاذف ويتم عقد دورات تدريبية بصورة منتظمة لتدريب الأطقم الطائرة عليها، ويقدم المعهد دراسات فى طب الطيران والفضاء لتأهيل اطباء القوات الجويه للعمل فى التشكيلات الجوية وذلك من خلال فرق أساسية ومتقدمة والحصول على درجه الماجستير فى طب الطيران وهذه الفرق متاحة أيضًا للأطباء العسكريين الوافدين من الدول الشقيقة... كما يقوم المعهد بإختبار الطلبة المتقدمين للكلية الجوية من خلال غرفة الضغط المنخفض وجهاز إختبار الطيارين من الناحية النفسية، والمعهد مجهز بغرف للعلاج بالأكسجين تحت ضغط عال لعلاج الأمراض المختلفة بما يساهم أيضًا فى خدمة القطاع العسكرى والمدنى بالكامل.

*ما الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء (الضباط – ضباط الصف – الجنود)؟

- الوفاء ورد الجميل هو عنوان المرحلة القادمة للقوات الجوية وفى طليعة الوفاء هو الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء خاصة ممن ضحوا بأرواحهم فى الفترة الأخيرة خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى كما تقوم القوات الجوية بمتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية مع ترشيح بعض من أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة كل عام.
أخيرًا وليس آخرًا يتجلى الوفاء والعرفان بالجميل من القوات الجوية بعدم نسيان دعوة أسر الشهداء فى إحتفالات القوات الجوية خلال المناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهدائنا الأبرار لا يُنسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنين فهم من قدموا أغلى ما لديهم ليحيا وطننا الغالى مصر فى أمان وعزة وكرامة

  ما هى أبرز الانشطة والفعاليات التى يتضمنها احتفال القوات الجوية بعيدها هذا العام؟

-
يهمنا فى هذه المناسبة بصفة خاصة مشاركة أبناء الشعب العظيم الصانع الحقيقى للانتصارات، لذلك تشارك القوات الجوية بطائراتها بالمرور فوق مدن الجمهورية بتشكيلات مختلفة من أحدث الطائرات والهليكوبتر.
كما تقوم بتنظيم معارض للطائرات بمختلف أنواعها بالقواعد الجوية والمطارات المنتشرة بالمحافظات تستقبل خلالها طلبة الجامعات المصرية وكذا طلبة المدارس بمراحلها المختلفة ويتم فتح متحف القوات الجوية للجمهور خلال فترة الإحتفالات وتحرص القوات الجوية فى هذه المناسبة على قيام قدامى القادة بزيارة القواعد الجوية والمطارات للتعرف على أعمال التطوير التى تمت بالقوات الجوية من إنشاءات وطائرات ومعدات حديثة وعقد اللقاءات لتواصل الأجيال ونقل الخبرات، ولا تنسى القوات الجوية رجالها من الشهداء وذلك بزيارة مقابر الشهداء وعقد لقاءات مع ذويهم وتكريم أسر الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداءً للوطن.

* كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟


-
أُهنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر، وتضربون كل يوم مثالًا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجيًا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه.
وأوصيكم بالمحافظة على ما وصلتم إليه من مستوى عالٍ فى الكفاءة القتالية وأن تسعوا دائمًا لتطوير الأداء وذلك بالإستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالًا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن وسطروا فى التاريخ بطولات لا تنسى.
أما للشعب المصرى الحر الأبى فأقول لهم إن حربنا على الإرهاب حرب شرسة بدأت منذ أكثر من أربع سنوات وستستمر لسنوات قادمة وقد سقط خلالها العديد من الشهداء، ونحن على استعداد لإستقبال شهداء أخر حتى يتم القضاء على الإرهاب الأسود واقتلاع جذوره
.
وبعون من الله سيتم ذلك بتضافر كل الجهود لقواتنا المسلحة والشرطة وبدعمٍ منكم أنتم شعب مصر
.
وفى هذا اليوم.. لكم أن تفتخروا بقواتكم المسلحة وقواتكم الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضمانًا لاستقراره ورخائه وصونًا لشعب عظيم وتاريخه وحضارته المجيده لتظل مصرنا الغالية حرةً أبية
.