السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

على غرار كردستان.. السنة في العراق يطالبون بالانفصال هربًا من الاضطهاد الشيعي.. وباحث: "فيروس" الانقسامات ضرب البلاد

الشيخ فاروق الظفيري
الشيخ فاروق الظفيري المتحدث الرسمي للحراك الشعبي السني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الشيخ فاروق الظفيري المتحدث الرسمي للحراك الشعبي السني في العراق: إن عدة جهات سياسية وعشائرية ودينية وأكاديمية في الساحة السنية في العراق، طرحت مسألة الانفصال بالفعل، وانقسموا إلى شقين أولهما يدعو إلى إقليم فيدرالي كما ينص الدستور يشمل المحافظات السنية الرئيسية الموصل وصلاح الدين والأنبار وديالى، على أن يتحد فيدراليًا مع الأكراد السنة، وهذا يلقى ترحيبًا واسعًا من الأكثرية السنية، وعلى رأسها "الحراك الشعبي السني"، مضيفًا أن هناك عددا قليلا أيضًا يدعون إلى الانفصال بالكلية، ورغم قلته إلا أن هذا الرأي بدأ يلقى قبولًا متزايدًا بعد استفتاء كردستان، ولكنه حتى الآن لا يزال اقل بكثير من رأي دعاة الإقليم.
وأوضح الظفيري، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن السبب الرئيسي وراء هذه الدعوات هو الأحزاب الشيعية الحاكمة والتي لا تؤمن بالشراكة الوطنية بل تربيتها العقدية تأبى التعايش السلمي، والتي لا تؤمن إلا بالتسلط والإقصاء والتهميش وعدم احترام العهود والمواثيق التي يقطعونها مع المكونات العراقية الأخرى، مضيفًا إلى ذلك التدخل الإيراني بالشئون العراقية على جميع المستويات.
وبدوره قال الباحث محمد محسن أبو النور، المتخصص في الشئون الإقليمية: إن هناك بالفعل بعض الممارسات الطائفية تحدث ضد أهل السنة في العراق من قبل الحكومة الشيعية، بينما ليس هذا السبب الوحيد في يثار من دعوات سنية تطالب بالانفصال، وهى أن هناك "فيروس انفصال" ينتشر داخل الدولة العراقية، يزداد يومًا تلو الآخر، مؤكدًا أنه خلال زيارته الأخيرة للعراق وجد محافظة البصرة ذات الأغلبية الشيعية تطالب بالانفصال بحسب النظام الفيدرالي، وبالفعل علقت لافتة عند مدخل المحافظة ترحب بالزائرين تحت توقيع "مرحبًا بكم في إقليم البصرة"، مشيرًا إلى كون ما يجرى في العراق بشكل عام يرجع إلى العديد من التدخلات من قبل بعض الدول على رأسها إيران وتركيا وإسرائيل وأخيرًا ألمانيا لأسباب تتعلق بخصومتها مع نظام طيب أروغان.
ومن جانبه قال أسامة الهتيمى الباحث والمحلل السياسي، تجمع الأكراد قوميا وجغرافيا وتمتعهم بالحكم الذاتي في ظل الفيدرالية العراقية ساعدهم بشكل كبير على أن يظهروا هذه النزعة الانفصالية ويقوموا بإجراء الاستفتاء، وهو ما لقى ترحيبا من بعض المكونات السياسية والدينية لدى العرب السنة في العراق، رأوا أن نجاح الأكراد في تحقيق مطلبهم وانتصارهم في معركتهم سيكون لهم بمثابة فرصة كبيرة للسير على نفس النهج وتحقيق مرادهم في إقامة دولة خاصة بهم، يتخلصون بواسطتها من عمليات الإقصاء التي تتم بحقهم ويستطيعون أن يتمتعوا بحقوقهم كمواطنين من الدرجة الأولى.
وأوضح الهتيمى في حديثه لـ"البوابة نيوز"، أنه لا شك أن هذه النزعة تظللها الكثير من المغالطات السياسية والوطنية وحتى الجغرافية فالأمر ليس بهذه السهولة فعلى المستوى السياسي فإن العرب السنة العراقيين ليست لديهم السمات السياسية التي كان يحظى بها لأكراد فليس هناك أحزاب عربية سنية عراقية تطرح رؤية انفصالية أو تدعو لإقامة دولة عربية سنية فيما أن الدولة الكردية تسعى للتأسيس على أساس عرقي وليس مذهبي، في حين أن نسبة كبيرة من شيعة العراق ينتمون أيضا للعرب بل إنك تجد قبائل عربية نصفها سني والنصف الآخر شيعي، ويضاف إلى ذلك أيضا أنه لا يوجد حدود جغرافية محددة بالنسبة للعرب السنة في العراق وهو أمر كفيل بأن يعقد هذه المطالب ويدخلها في نزاعات لا نهاية لها.