"البائع الشاطر اللي يكسب الزبون.. يعمل شغل مضبوط عشان يرجع له تاني".. ورغم ارتفاع الأسعار، لكن الحاج محمود الأصلي، الشهير بـ"أبو أشرف"، صاحب الـ 76 عامًا، ما زال متمسكًا بسر تميزه، المتواصل منذ 40 عامًا، عاشها كبائع لـ"حمص الشام"، يأتيه زبائنه، من كل مكان، ليس فقط من أجل الاستمتاع بالليمون، وعصير الطماطم، مكونات المشروب الساخن، لكن أيضا "سر الخلطة" التي يتميز بها من توابل "سحرية"، من إعداده الخاص، والتى تعد الأكثر جاذبية.
"بدأت فلاحًا، مرورًا بمهن عديدة، حتى الاستقرار على مهنة بائع حمص الشام".. هكذا بدأ الحاج "أبو أشرف"، حديثه لـ"البوابة نيوز"، متابعًا: "والدتي توفيت وأنا في عمر الـ6 سنوات، لم يكن أمامي سوى الاعتماد على نفسي، بدأت أبحث عن أي عمل حتى أستطيع مواكبة الحياة، ربما العمل منذ سن صغير، كان سببًا في النجاح في أي مهنة أعمل بها، خاصة في صناعة حمص الشام، حيث تعلمت العمل بضمير، بعيدًا عن الغش، وخداع الزبائن، وهو نفس حالي منذ 40 عامًا".
وعن يومه في محله بمنطقة الوايلي، يقول: "أذهب يوميًا إلى السوق لشراء المستلزمات، من (طماطم، وليمون، وغيرها..)، ثم التوجه إلى المحل، أول ما بفتح أملأ المياه، وأولع الشعلة، وابتدي تجهيز الحمص ومستلزماته، وتبدأ رحلة النظافة، حيث إنها الأكثر أهمية، لازم المحل والادوات كلها تبقى نظيفة وآمنة"، مضيفًا: "النظافة أول شيء بيدور عليه الزبون، وبعد كده الجودة، وعشان النظافة من الإيمان، خليتها شعاري".
وعن سر استمراره لمدة 40 عامًا، بائعًا لـ"الحمص"، أكد أن "الضمير هو رقم واحد، والبائع الشاطر اللي يكسب الزبون يعمل شغل مضبوط عشان يرجع تاني"، مضيفًا أن أكثر ما يجذب زبائنه، هي "خلطة التوابل السرية"، والتي يحضرها بنفسه، "الخلطة بعملها بدماغي، أنا اللي بعملها واكتبها، واديها للعطار، ولو غشها بعرفها وبرجعها، وحصلت مرتين ورجعتها، وما تنفعش تكون مطحون جاهز".
وعن تأثره بموجة ارتفاع الأسعار، قال: "كنت بشترى 500 كيلو حمص، بـ 6 آلاف جنيه، دلوقت بجيب 200 كيلو فقط، بنفس السعر، وما بقتش أخزن، بالتأكيد الأسعار بتأثر في الشغل، بس عمري ما غيرت ولا غشيت في شغلي هيفضل زي ما هو، الناس تعرف أبو أشرف.. لازم يرجع تاني".
