الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

سعد زغلول.. سلام على زعيم الأمة

سعد زغلول
سعد زغلول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة».. هكذا كان شعار سعد زغلول، مؤسس حزب الوفد، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 1927.
لم يكن سعد زغلول سياسيا محنكا فقط، بل استطاع أن يصبح زعيمًا شعبيا، ثار من أجله الشعب بأكلمه عقب نفيه عام 191.
ولد سعد زغلول عام حسب السجلات التي عثر عليها بمؤهل الحقوق الخاص به في عام 1960، على الرغم من وجود أقاويل أنه ولد عام 1857، في محافظة كفر الشيخ وتحديدًا بمركز فوة سابقًا (مطوبس حاليًا)، وكان والده رئيس مشيخة القرية، وحين توفى كان عمر سعد خمس سنوات فنشأ يتيمًا هو وأخوه أحمد زغلول.
تلقى تعليمه في الكتاب ثم التحق بالأزهر عام 1873 وتعلم على يد السيد جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده، التف مثل الكثير من زملائه حول جمال الدين الأفغانى، ثم عمل معه في الوقائع المصرية، ثم انتقل إلى وظيفة معاون بوزارة الداخلية لكنه فصل منها لاشتراكه في ثورة عرابى ثم اشتغل بالمحاماة، لكنه قبض عليه عام 1883 بتهمة الاشتراك في التنظيم الوطني المعروف بـ«جمعية الانتقام».
بعد ثلاثة أشهر خرج من السجن ليعود إلى المحاماة ثم دخل إلى دائرة أصدقاء الإنجليز، عن طريق الأميرة نازلى، وسعى وقتها إلى تعلم اللغة الإنجليزية ثم تزوج من ابنة مصطفى فهمى باشا، رئيس وزراء مصر، ثم تعلم الفرنسية ليزيد من ثقافته.
توظف "سعد" وكيلا للنيابة وكان زميله في هذا الوقت قاسم أمين، قائد الحركة النسائية في مصر، وترقى حتى صار رئيسًا للنيابة وحصل على رتبة البكاوية، ثم نائب قاض عام 1892، ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 1897.
انضم سعد زغلول إلى الجناح السياسى لفئة المنار، التي كانت تضم أزهريين وأدباء وسياسيين ومصلحين اجتماعيين ومدافعين عن الدين، واشترك في الحملة العامة لإنشاء الجامعة المصرية وكان من المدافعين عن قاسم أمين وكتابه «تحرير المرأة» وفي عام 1906، وتم تعيينه ناظرًا للمعارف ثم عين في عام 1910 ناظرا للحقانية.
وفي عام 1907 كان سعد أحد المساهمين في وضع حجر الأساس لإنشاء الجامعة المصرية مع محمد عبده، ومحمد فريد، وقاسم أمين، وتم إنشاء الجامعة في قصر جناكليس (الجامعة الأمريكية حاليًا)، وتم تعيين أحمد لطفي السيد كأول رئيس لها.
ساهم في تأسيس النادي الأهلي عام 1907 وتولى رئاسته في 18 يوليو 1907م، وأصبح سعد نائبًا عن دائرتين من دوائر القاهرة، ثم فاز بمنصب الوكيل المنتخب للجمعية وبعد الحرب العالمية الأولى تزعم المعارضة في الجمعية التشريعية التي شكلت نواة «جماعة الوفد» فيما بعد وطالبت بالاستقلال والغاء الحماية.
♦ الوفد المصري:
خطرت لـ"سعد" فكرة تأليف الوفد المصري للدفاع عن القضية المصرية عام 1918 ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث دعا أصحابه إلى مسجد وصيف في لقاءات سرية للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في عام 1918.
تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي وآخرين وأطلقوا على أنفسهم الوفد المصري، وجمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم، واعتقل سعد ونفي إلى جزيرة مالطة في البحر المتوسط هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 فانفجرت ثورة 1919 التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول، وهو الاسم الذي جاءت فكرته لتسمية حزب الوفد.
اضطرت إنجلترا إلى عزل الحاكم البريطاني وأفرج الإنجليز عن سعد زغلول وزملائه، وعادوا من المنفى إلى مصر، وسمحت إنجلترا للوفد المصري برئاسة سعد زغلول بالسفر إلى مؤتمر الصلح في باريس، ليعرض عليه قضية استقلال مصر، لم يستجب أعضاء مؤتمر الصلح بباريس لمطالب الوفد المصري فعاد المصريون إلى الثورة وازداد حماسهم، وقاطع الشعب البضائع الإنجليزية، فألقي الإنجليز القبض على سعد زغلول مرة أخرى، ونفوه مرة أخرى إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، فازدادت الثورة اشتعالا، وحاولت إنجلترا القضاء على الثورة بالقوة، ولكنها فشلت مرة أخرى.
تسبب غياب "سعد" في الاضطرابات في مصر، ما أدى في نهاية المطاف إلى الثورة المصرية في عام 1919 لدى عودته من المنفى، وقاد زغلول القوى الوطنية المصرية حتى إجراء الانتخابات في 12 يناير 1924 حيث أدت إلى فوز حزب الوفد بأغلبية ساحقة، وبعد ذلك بأسبوعين، شكلت الحكومة الوفدية برئاسة سعد زغلول.
في أعقاب اغتيال السيرلي ستاك، سردار والحاكم العام للسودان، في 19 نوفمبر 1924 وتصاعد المطالب البريطانية اللاحقة التي شعرت أن سعد زغلول صار شخصا غير مقبول، وتقدم باستقالته وتم قبول استقالته في 24 نوفمبر سنة 1924، وخاض بعدها حربًا مع الملك فؤاد وأحزاب الأقلية المتعاونة مع الملك دفاعا عن الدستور، وتوج كفاحه بفوز حزب الوفد بالأغلبية البرلمانية مرة ثانية عام 1927 وانتخب سعد رئيسًا لمجلس النواب حتى وفاته عام 1927.