الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تغيير أحوالنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
غنى محمد منير: 
أسكن بيوت الفرح آه ممكن 
أسكن بيوت الحزن لا يمكن 
ومستحيل يا حزن راح تسكن 
قدر الزمان يفهمنا آه يمكن 
ما زلت أبحث عن مصر التى نحلم بها، والتى قررنا أن نستعيدها بعد ٣٠ يونيو، لا من عصابة فاشية سرقتها فحسب ولكن من تراكمات عقود كثيرة على مر ٦٥ عامًا، تراكمات أدت بنا إلى هذا الحال، أدت إلى تلك المقارنات التى تملأ مواقع التواصل الاجتماعى، مقارنات بين فتيات الجامعات وهن يرتدين الفساتين القصيرة وفتيات اليوم وهن محجبات ومنقبات، وبين شوارع مصر النظيفة قديمًا والممتلئة بالقمامة الآن، وبين مدارس تمتلئ بالعلم ومدارس الآن ممتلئة بالفوضى، وبين شواطئ مصر المستقبلة لليونانيين والإيطاليين فى هجرة غير شرعية إلينا وبين شبابنا الذين يغرق فى عرض البحر الآن مهاجرًا غير شرعى، وبين دول كانت تقترض منا وتطلب المعونة، وأصبحت من أوائل الدول اقتصاديًا وحالنا الاقتصادى اليوم، وبين جنيه مصرى بأربعة دولارات ودولار الآن بـ١٨ جنيهًا!
يكفى هذا، ولكن فقط أضع أمامكم الصورة حتى نتأكد أن السياسات المتتالية منذ عام ٥٢ امتلأت بأخطاء وصلت بنا إلى هذه الحالة، ولكن لن نبكى على اللبن المسكوب كثيرًا، ولن نظل نلعن الظلام سنين.
حان الوقت أن نخرج من هذا النفق المظلم، وحانت لحظة الإفاقة المجتمعية الشاملة، وأقصد بالشاملة حكومة وشعبًا، فالتغيير لا يأتى إلا بالرغبة والقدرة، فلا بد أن يكون الجميع لديه الرغبة الحقيقية للتغيير، ومن ثم ستأتى القدرة لا محال، فقط عليك أن تلزم نفسك أمام الله أنك عازم على أخذ مبادرة فى تحسين ظروفك المعيشية، أو أنك لن تتبع الغيبيات التى تمتلئ بها بعض القنوات وبعض المنابر ومواقع التواصل الاجتماعى، أو أنك ترفض بعض الموروثات التى أدت بنا إلى التخلف، فقط قل أريد وسآخذ المبادرة، ففى كل أفعال المبادرة (والإبداع) توجد حقيقة واحدة أولية والجهل بهذه الحقيقة البسيطة يقتل أفكارا لا حصر لها وخططا لا حدود لروعتها وهذه الحقيقة هي:
فى اللحظة التى يلزم فيها الإنسان نفسه بصورة نهائية تتحرك العناية الإلهية، وتحدث أشياء من كل نوع لتساعد المرء أشياء لم تكن لها أن تحدث بدون هذا الالتزام، يتدفق تيار أحداث كامل من نبع هذا القرار، تيار يحشد لصالح المرء كل أنواع الصدف غير المنظورة والمقابلات والمعونة المادية، أمور لم يكن الإنسان يضعها فى الحسبان.
وشهادة حق.. لدينا رئيس الآن _بعد طول انتظار_ أزعم أن لديه هذه الرغبة وهذه القدرة، وأن العناية الإلهية تفتح لنا آفاقًا لم تكن فى الحسبان، ولكن هل هذا يكفى دون رغبة والتزام ومبادرة الشعب أيضًا.. لا يمكن.