الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«الرحمة».. فى زمن تاهت فيه الرحمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوم ورا يوم.. حكايات كتير بتعدى علينا وأمام عيونا، وأحيانا بنكون أبطال أو ضحايا فيها، ولكن بطلها الحقيقى دائما غياب الرحمة من قلوبنا، فى زمن طغت فيه كل قوانين الغابة على قلوب البشر، أصبحنا نبحث طول الوقت عن صديق أو رفيق أو حبيب أو حتى جار، ودائما نسأل أنفسنا هى الناس جرا ليها إيه، وقلوبها حصل لها إيه؟؟
السؤال سهل والإجابة كمان سهلة، الواقع اليومى والحياة بتقول إن الموضوع كله يتلخص فى كلمة اسمها «الرحمة»، كلمة كانت لها معانى كتير زمان عندما كان فى مودة وجيرة وواجب وأصول ودين وعيب وحرام.. ودى كلها كلمات كمان تاهت من حياتنا وبندور عليها وهنحكى عنها فى مواقف جاية كتير.
اللى لفت نظرى جدا صورة لمصور عالمى فيها أنثى أسد ملقاة على الأرض بجوار فريستها الغزالة الحامل، الحكاية اللى فى الصورة إن أنثى الأسد طاردت فريستها الغزالة بكل قوة وفعلا بعد عناء تمكنت من صيدها، ولكن اكتشفت من أول لحظة بعد الاصطياد أن الغزالة حامل، حاولت أنثى الأسد وفق رواية المصور الذى كان يتتبع عملية الصيد ويوثقها بالصور، أن تنقذ جنين الغزالة اللى فارقت الحياة طبعا، وبعد محاولات كثيرة من أنثى الأسد فشلت طبعا إنها تنقذ الجنين، فجلست بجوار فريستها الميتة لساعات طويلة، والمصور ينتظر أن تتحرك ليكمل تصوير الحالة ويوثق موضوعه الصحفى، ولكن طال انتظار المصور الصحفى، وأنثى الأسد لا تتحرك، فقرر أن يتحرك بهدوء نحوها ليرى لماذا لا تتحرك؟ ولكن المفاجأة أنه اكتشف أنها ماتت من الندم والحزن على جنين الغزالة الذى نفق فى بطن أمه الفريسة.
أنثى الأسد رغم طبيعتها المفترسة ورغم كل قوانين الغابة التى تبيح لها اصطياد فريستها دون أى ضوابط إلا أنها كانت أكثر رحمة من كثير من البشر الذين قست قلوبهم وماتت مشاعرهم ولم يعد لمعنى «الرحمة» فى قلوبهم مكان، والأكثر خطورة من ذلك أن هناك من يبرر لنفسه هذه القسوة وانعدام الرحمة، وسيجد من حوله «مطبلاتية» يحملون دفوفا وأختاما تؤكد أنه على صواب ومن حوله متخلفين.. أفيقوا يرحمكم الله إنها «الرحمة» ركن من أركان الإنسانية.. أفيقوا قبل أن تكونوا الفريسة لا الصياد.
wael.alsadat@gmail.com