رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أما آن للعرب أن يستيقظوا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما الذى يخرج العرب من أزمتهم الراهنة؟
وهل هم فى أزمة مفتوحة حقًا بدأت ولن تنتهى؟
أم إن المشهد المتأزم هو حال أمتنا منذ أن بدأت فى تأسيس الدول الحديثة إبان القرن الماضي؟
أسئلة كثيرة لم نجب عليها، لأننا ما إن ندخل حربا حتى ندخل أخرى، إن لم تكن مع دول إقليمية تحيط بنا، ندخل صراعا وغزوات فيما بيننا وكأننا مصابون بعقدة داحس والغبراء.
ما الذى يجعل حروبنا مفتوحة دوما؟ ومعاركنا لا تنتهى برغم خسائرها الكبيرة؟ وتضحياتها الجسيمة، لا بد أن يجيب العقل العربى والفكر القومى العربى على أسئلة ثقيلة ومزعجة من هذا النوع وإلا سنواصل رحلة الألف ميل من هذه الأزمة لسواها من الأزمات المفتوحة.
فما إن نسدل ستار أزمة حتى نخرج بأخرى تلوح لنا بخسائر أكثر من الحرب العراقية إلايرانية التى دامت ثمانى سنوات بالتمام والكمال، وحصيلتها تدمير بلد عربى كان يمثل ثقلًا عسكريا هائلًا، أُخرج من معادلة الصراع العربى – الإسرائيلى بل صار يفنى نفسه بحروب طائقية متواصلة
رافعا يده عن أية مشاركة مقبلة فى حروب العرب، لأنه ما زال يلملم جراحاته فى أحسن الأحوال.
وهناك أزمة أشد إيلاما فى المشهد العربى متمثلة فى الحرب الضروس التى تشهدها سوريا التى دمرت أغلب مدنها، وما خلفته الحرب الأهلية فيها ما لا تتمكن جيوش الغازية من إحداثه، خلال السنوات الخمس الفائتة وبيد أبنائها، دون أن يكون هناك موقف عربى موحد ورادع للأطراف التى تدمر بلدا حضاريا مثل سوريا، فى حالة مواجهة ويمثل جيشها وقدرتها ركيزة من ركائز المواجهة.
وفى الجناح الغربى للأمة يقف شبح الأزمة الليبية، بكل مأساويتها وضياع ثرواتها بمؤامرة دولية حركت المشهد الليبى نحو الاقتتال والفناء بين أقاليمها وجهاتها الأربع.
لينشط وعى الناس ويتغير ولاؤهم من حال الوحدة المجتمعية إلى نمط يوغوسلافيا التى صارت ثلاث دول، بإرادة دولية.
وفى اليمن مشهد أكثر سريالية، بين الحروب التى يشهدها عالمنا العربى الذى تقاد فيه الدول إلى حتوفها، ونهايات توحدها بانقسام أهلها فى إثنياتها وفى ولاءات أقوامها التى ظلت متآخية قرونا خلت، وتفاخر بفسيفسائها وتلاوينها المجتمعية وأصبح التنوع نقمة عليها لا نعمة كما كانت، فى سياسة مفروضة من عدو معروف ومرام مكشوفة تلخص 
بـ (تقسيم المقسم، وتجزئة المجزأ ) هذه العبارة اللعينة التى رددتها وسائل إعلامنا لعشر سنوات خلت وما كنا ندرك أنها سياسة جديدة تفرض علينا لنقبل بفكرة التقسيم وكأنها أمر واقع لا محال، بل وجدت من يروّج لها ويضعها فى الدساتير والقوانين كما فى فكرة استقلال الأقاليم، والحكومات اللا مركزية التى تخطت البعد الإدارى إلى السياسى الانفصالى والتى تعد النواة للانفصال كما يحدث اليوم وعلى رؤوس الأشهاد فى العراق وسوريا وغدا فى أماكن أخرى بعد أن مرت دون صراخ فى السودان السابقة فى العصر الحديث.
إن ما يحدث اليوم أكثر من حرب تشن على أمتنا يتطلع العرب على مصر وسواها من الدول القومية ذات التوجه العروبي، كى تقف بالمرصاد لهذه المؤامرة التى تستهدفنا جميعا والتى لن ينجو منها أحد أو يكون فى معزل عن انعكاساتها التى ستأتى مثل تكسر الأمواج العاتية التى تقتلع الأخضر واليابس، أظن أن أصحاب مشاريع تقسيم الأقطار العربية، يهالهم بقاء مصر صامدة كالصخرة التى تتكسرعلى نصالها السهام والسيوف والرماح التى تطلق على أمتنا، لكن هذا لا يحول دون مسئولية عربية تضامنية توقف هذا الانحدار العربى المروع من دون الانتقال إلى حال الهجوم على أولئك الذين أسرفوا فى ضياع آمالنا وأمانينا بالعيش الكريم، والمنعة وتحقيق التنمية ومحاربة الأمية والجهل التى عاد شبحها يكبر للأسف.
نحن واثقون من قدرات أمتنا، ومن حتمية بقائها ليس فى الأمنيات بل فى كونها، تملك إرادة المجابهة والولادات المتكررة، ولكن بتوفر إرادة حرة وتنسيق بتغليب المشتركات وتخطى الخلافات، وترجيح كفة المصلحة القومية على المصالح الضيقة.
اقتباس: ما الذى يجعل حروبنا مفتوحة دوما؟ ومعاركنا لا تنتهى برغم خسائرها الكبيرة؟ وتضحياتها الجسيمة، لا بد أن يجيب العقل العربى والفكر القومى العربى على أسئلة ثقيلة ومزعجة من هذا النوع وإلا سنواصل رحلة الألف ميل من هذه الأزمة لسواها من الأزمات المفتوحة.