الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ورحل أحمد فؤاد نجم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نشر ديوانه الأول "صور من الحياة والسجن" خلال نهاية خمسينيات القرن الماضي، وقدمته الدكتورة سهير القلماوي محتفية به، يكاد النقد الأدبي يحار في التفتيش عن خصائص ناجزة لقصيدة "نجم"، فيما سماعها قد يوحي بحضورها مسبقا، حتى قبل أن ينظمها صاحبها، ما حدا بها إلى أن ترسّخ مفهوما جديدا لقصيدة تشكلت على مهل، لتندلع كالطلقة، تحريضا على حب "بهية" ورفضا قاطعا للاستبداد.
والأمر هنا يتعلق بخروج المواطن أحمد فؤاد نجم من شظايا مصرية، كابد فيها اليتم والغربة والحاجة والخيبة، لتشف الروح، فيهدر اللسان بالقصيدة ويندمج المواطن بالشاعر وبالمحرض، عبر لغة تستعيد حضورها من إيقاع اللحظة والأحداث الحافة بها، تلك الماثلة في وجدان جماعته المصرية ولابدة فيه.
من هنا يمكن فهم تشظّي معجم هذه القصيدة، بمفرادات الوطن والحرية والحبيبة والعشق والسكوت، وابتعادها عن وخم الوصال والهجر القديم، خاصة أن نصّه - كأيامه - لا يستقر في عدد مقطعيّ بعينه من حيث البناء، لأن طرق توزيعه المقطعيّ تختلف بين الإيقاع السمعي والاشتغال الدلالي.
إنه صديق جيفارا، ورفيق الشيخ إمام، وحبيب سيدنا الحسين، وأمير الصعاليك وأبناء البرّ وعابري السبيل، فيما كان إبداعه يفتح لهم السكة مع انعدام ثقتهم في الانحيازات والاختيارات، ولهذا تشترك قصيدة "نجم" في الحضور المركزي للصوت، لا كلازمة إيقاعية، بل كنواه يكملها متلقّوها، في مطلق الإشارة المعبّرة، ومعنى الاستمرار بحركة موصولة ودائمة، كي تسهم بفاعلية في الحشد والتعبئة وإيقاظ الوعي.
هل يمكن إذن الحديث عن استثمار المأثور، واللغة الكاشفة، والتصويت المباشر نحو الدلالة، والحوار الخاطف، واللياذ بالسردية في أحيان، كخصائص لقصيدة نجم؟، أم ترى أن الحديث حول هذه الخصائص يعّد أمرا نافلا، وهو القائل:
إذا الشمس غرقت في بحر الظلام
ومدّت على الدنيا موجة ظلام 
وغاب الطريق في الخطوط والدواير
يا ساير يا داير يا أبو المفهومية
مفيش لك دليل غير عيون الكلام.