الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"الحشد الشعبي" يفتح الطريق لإيران على الحدود العراقية السورية

قوات الحشد الشعبي
قوات الحشد الشعبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمكنت، أمس الاثنين، قوات "الحشد الشعبي"، التابعة للقوات المسلحة العراقية، من الوصول منطقة الحدود العراقية السورية، في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة لتطهير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن وصل "الحشد الشعبي" إلى قرية أم جريص الواقعة ضمن قضاء سنجار.
كان هادي العامري، أمين عام منظمة بدر، أكبر القوات الشيعية المنضوية ضمن الحشد الشعبي، قد أعلن، الاثنين، عن وصول قوات الحشد إلى الحدود العراقية السورية، معلنًا قرب البدء بـ"عملية عسكرية لتطهير الحدود"، وأكد "العامري"، في تصريحات له، أن عملية تطهير الحدود العراقية السورية ستستمر متجهة إلى قضاء القائم.
وتأتي هذه النتيجة الجديدة خلال مساعي الجيش العراقي التضييق على عناصر "داعش" واستعادة الجيوب المعزولة في الجانب الغربي لمدينة الموصل، حيث ينهار وجود "داعش" يومًا بعد آخر حتى يعلن الجيش تحرير كامل أراضي الموصل.
ويمثل وصول "الحشد الشعبي" لمنطقة حدودية مع سوريا بعدًا حيويًّا يتجاوز المعركة نفسها، حيث يفسر المراقبون للشأن العراقي تلك الخطوة بأنها تعتبر دعمًا للنفوذ الإيراني الذي يهدف إلى استراتيجية وضع أقدامه في منطقة ذات أهمية بالغة تؤمِّن وصوله إلى سوريا عبر الأراضي العراقية.
واعتبر المراقبون أن تلك الخطوة أثارت جدلًا كبيرًا إقليميًّا ودوليًّا، حيث باتت الخطوة تصب في مصلحة إيران في الوقت الذي أبدت فيه تركيا اعتراضها على اقتراب "الحشد الشعبي" من الحدود الغربية للعراق، إلا أن اعتراضات تركيا هدأت في الفترة الأخيرة على إثر استخدام الولايات المتحدة الأمريكية قوات كردية للسيطرة على الجانب السوري من الحدود مع العراق. 
في السياق نفسه بات الموقف الأمريكي غير واضح، فأمريكا ليس من مصلحتها تأمين إيران لطريق تصل من خلاله إلى سوريا وصولًا إلى لبنان وضفّة البحر المتوسط.
ومن الواضح أن قوات "الحشد الشعبي" استفادت من الصمت التركي، مؤخرًا، والذي تم تفسيره على أنه بمثابة ضوء أخضر لاختراق قضاء سنجار (موضع سيطرة البيشمركة الكردية)، وأيضًا موضع تمركز قوات تابعة لحزب العمال الكردستاني، والذي تعتبره تركيا تنظيمًا إرهابيًّا.
واعتبرت تقارير صحفية أن وجود "الحشد الشعبي" المدعوم من إيران هو محاولة استباقية لفرض أمر واقع وإملاء الشروط على الآخرين والتي يساعد فيها بقوة قوات بدر أحد أبرز وأقوى القوات المنضوية في "الحشد" وقائده هادي العامري، الأمر الذي تنبهت إليه أمريكا، حيث وجهت تحذيرًا لأطراف مسلحة عديدة من الاقتراب من المناطق الحدودية في خطوة عدت نوعا من فرض الحظر على وصول الامدادات والأسلحة الايرانية إلى حزب الله اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن قوات "الحشد الشعبي" تستفيد من الغطاء الحكومي في تبرير تحركاتها بمختلف مناطق العراق، ففي بيان له أصدره أمس الأول، أفاد "الحشد" أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أوكل إليه مهمة السيطرة على الحدود العراقية السورية، مضيفًا: "قوات الحشد الشعبي نجحت في قطع جميع الإمدادات لعصابات داعش في المحور الغربي من الموصل قرب البعاج وتلعفر والقيروان".