الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"داعش" يبدأ استراتيجية "شد الأطراف" والتركيز على "الحدود البعيدة"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منفذو الجريمة يهربون بسيارة دفع رباعى إلى الصحراء تجاه ليبيا
تحذير: الصعيد بيئة خصبة لتجنيد الميليشيات.. وتصوير العمليات يرفع معنويات الإرهابيين

فى هذه المنطقة الوعرة، وعلى الطريق الصحراوى الغربى الممتد من القاهرة لأسوان، حيث التأمين صعب للغاية، ارتدى عناصر من خلية «داعش» يتكونون من ١٢ فردًا الزى العسكري، بعدما وضعوا مدقات على الطريق.
بعدها قطع الإرهابيون الطريق، وشرعوا يفتشون الحافلات كضباط المرور، ولما وقفت حافلة تقل أقباطًا متجهين إلى دير الأنبا صمويل، أمطروهم بالرصاص الغادر، فى حين كان اثنان يصوران الجريمة الوحشية، من أجل التباهى بها على المواقع الإلكترونية.
وما أن أزهقت الأرواح البريئة، حتى استقل القتلة سيارات دفع رباعى إلى الصحراء الشاسعة تجاه ليبيا.
ليس عصيا على الإدراك أن الهاربين لاذوا للمنطقة غير الآهلة بالسكان، لسهولة الهروب والاختباء بها، كما من السهل أن نعرف أن ذلك حسب ما ورد فى كتاب عبدالعزيز المقرن، القيادى الإرهابي، فإن العمل ضد التخوم والأطراف والتركيز عليها فى العمليات العسكرية والهجمات لما تختزنه من نقاط ضعف بشرى واجتماعى واقتصادى وأمنى هو الهدف المهم.
بدأ «داعش» فى خلق مجموعة من الخلايا بصعيد مصر، من أجل إضعاف واستنزاف الأطراف والتخوم كمرحلة أولى فى إطار استراتيجية شد الأطراف ثم تصعيد هذه الاستراتيجية لإنهاك الدولة، حيث سيؤثر ما يحدث أمنيا وسيكولوجيا وعملياتيا على المركز فى العاصمة، وعلى المنظومات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وعلى أدائها.
والواضح من تأمل عمليات التنظيم الإرهابي، أن «داعش» دائمًا ما يعتمد على المفاجأة فى اختيار الأهداف، كما أنه سريع فى التحرك نحو الأهداف المحددة، وهذا يعنى مهاجمة الأهداف فى المناطق المنبسطة وتفادى المعارك فى المناطق الجبلية أو الوعرة، كما يفضل القيام بعمليات خاطفة، كما جرى أمس فى الصحراء الغربية.
المجموعة الإرهابية فى الأغلب مكونة من ١٢ عنصرًا، ثلاثة منهم فى المقدمة يلبسون أحزمة ناسفة للتأمين، و٢ للتصوير، والباقون للتنفيذ.
فتح «داعش» إمكانية المشاركة أمام العشرات بالصعيد وأوجد طريقة للعمل السرى تجاوز المشكلة الأمنية فى القضاء على التنظيم جراء اعتقال بعض أفراده والمطاردات الأمنية، كما أضفى حالة الوحدة العامة على الأعمال الفردية لتيار إرهابى يجمع ما بين شكل من أشكال المركزية على صعيد الانتماء والشعارات والرموز والأفكار، وبين عدم الارتباط المركزى بحيث لا يمكن إجهاضه أمنيًا.
تعتبر كل سرية وخلية فى داعش مكونة من فرد أو أكثر، وهى وحدة مستقلة يرأسها أميرها ويدبر شئونها، وتتجه للعمل العسكرى مباشرة ولا تتجه لأى شكل من أشكال التنظيم والدعوة والتحريض وغير ذلك من أعمال الجماعات السرية، بل تكون نفسها وتختار هدفها وتهاجمه، وتبلغ أى وسيلة إعلام على الإنترنت بعملياتها.
من المهم أن نشير إلى أن المجموعات التى استهدفت الكنائس فى الآونة الأخيرة، هى ٥ مجموعات أخرى، كان قد قام بتجنيدها شاب اسمه عمرو سعد، من محافظة قنا، وكان قد أطلق لحيته فجأة، وقامت الأجهزة المعنية بتصنيفه على أنه سلفي، وحين بدأ داعش فى الانتشار بالمنطقة، وقام المخططون الافتراضيون على الإنترنت بالتحاور معه، كما طرح تلك الأسئلة على إمام مسجده، إلا أنه لم يستطع الأجوبة على كل تساؤلاته، ومن هنا ذهب لسيناء لمدة ٣ شهور، وعاد بعدها ليجند تلك الخلايا، التى لم يقبض إلا على ٣ أفراد منها فقط.
مجموعات الكنائس هى داعشية، ومجموعات اغتيال الشرطة هى إخوانية بامتياز، وكلاهما يؤدى دورًا، وهو ما يطلقون عليه شد الأطراف وبترها، كما يشرح عبدالعزيز المقرن فى كتابه «حرب العصابات»: «من خلال استخدام تلك المجموعات التقليدية، سوف نبدأ بمهاجمة الكمائن الصغيرة واستغلال تلك النجاحات والانتصارات فى وسائل الإعلام من أجل رفع معنويات المجاهدين والشعب بصفة عامة، وتحطيم معنويات العدو».
الخلاصة، هم يضغطون من أجل المصالحة، ولو كلفهم ذلك أى شيء، وكل هذه المجموعات ستتبخر فى لحظة، لو قررت الدولة التحاور مباشرة مع الجماعة، ولأن حالة السخط والرفض الشعبى تجبر مصر على عدم الوقوع فى خطأ المصالحات مرة أخرى، فإن الإخوان قررت أن تستمر فى المحاولات، وداعش إحدى أدواتها، لأنها لن تخسر أكثر مما خسرته، ومن هنا يتبين لنا أن العمليات مستمرة، وهناك ضحايا كثيرون على الأبواب، حتى نعالج أخطاءنا التى تحتاج فى الحديث عنها إلى كتاب وليس إلى مقال.