الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المصري في العيادة النفسية.. 40 مليون مكتئب بسبب الغلاء.. اقتصاديون: أزمة إدارة اقتصادية.. ماليون:على الحكومة أن تقدم إيجابيات لتشعر المواطن بالتفاؤل..وتقارير تنادي برفع معدلات التنمية وزيادة الاستثمار

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحالة النفسية للمصري "ليست تمام"، زحف متواصل على العيادات النفسية للعلاج من الاكتئاب بسبب الغلاء والأسعار، اقتصاديون رأوا أن سبب الأزمة إدارة اقتصادية، وماليون شددوا على ضرورة أن تقدم الحكومة إيجابيات لتُشعر المواطن بالتفاؤل، فيما نادت تقارير بسرعة رفع معدلات التنمية وزيادة الاستثمارات. 


وكشف تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن هناك أكثر من 300 مليون شخص فى العالم يعيشون حالة من الاكتئاب بزيادة 18% من الفترة من 2005 حتى 2015.
وأضاف التقرير الصادر فى مارس 2017، أن مخاطر الاكتئاب على الشخص تتمثل فى إصابته بأمراض السكرى والقلب، كما أنه عامل خطر جدًّا مرتبط بالانتحار الذى يحصد مئات الآلاف من الأشخاص سنويًّا، ويظهر على الشخص مرض نفسى يميزه بالشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المختلفة، إضافة لتغير الشهية والنوم لفترات طويلة أو قصيرة جدًّا والقلق الدائم واليأس والشعور بالذنب وعدم احترام الذات والتفكير الدائم فى إيذاء النفس والانتحار.

وقدَّر الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، عدد المكتئبين فى العالم بـ300 مليون شخص، بينهم مليون مصري يعانون مرض الاكتئاب، يذهب منهم من 40 إلى 60% إلى الطبيب الممارس، يشعرون بآلام فى الجسم والظهر والمفاصل، وصعوبة بالهضم والانتفاخ وضربات القلب وزيادة الضغط ولا يذهبون للطبيب النفسي.
ورصد تقرير منظمة الصحة العالمية تصدُّر دول مثل مصر والسودان وتونس والمغرب قائمة الدول العربية التي بها أعلى نسب انتحار، حيث ينتحر 4 أشخاص لكل 100 ألف شخص يوميًّا.
ولفت تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء إلى أن مَن أقدموا على الانتحار فى مصر زاد من 1160 شخصًا عام 2005 إلى 3700 حالة عام 2007، ثم وصل إلى 4200 شخص فى عام 2008.

هنا يقول الدكتور عبدالرحمن حماد، استشاري علاج الإدمان، مؤسس وحدة طب الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية: إن عدد المصابين بمرض الاكتئاب زاد بشكل كبير فى العالم، مما يؤثر على إنتاجية الشخص فتقلّ جودة إنتاجه وجودة الحياة لديه، ويفكر فى الموت والانتحار، مضيفًا أنه للخروج من هذا المرض لا بد من إزالة الوصمة وأن يتحدث المصاب بالاكتئاب عن المرض والذى يعانى منه؛ لإزالة الوصمة، موضحًا أن من طرق معالجة الشخص من الاكتئاب التركيز على الجوانب الإيجابية.
ووجّه حماد نصيحة للمكتئبين قائلا: "إن اكتئابك لن يغير الواقع السيئ أو السلبى "، وطالب كل مكتئب بأن يُقبل على الحياة بتفاؤل؛ حتى يستطيع أن يغير الواقع السيئ، كما نصح بالقراءة فى كتب التاريخ وطبيعة الحضارات التي قامت، موضحًا أنه ليس معنى وجود واقع سيئ فى البلد أن يصاب كل المواطنين بالاكتئاب؛ لأن الاكتئاب يؤثر على الشخص نفسه ولن يغير من الواقع العام السيئ، وهذا يتطلب من الشخص أن يعمل ويجتهد وينتج؛ حتى يخرج من هذه الحالة.

وأوضح محمد أبو الفتوح نعمة الله، مدير مركز وادى النيل للدراسات الاستراتيجية، أن منظمة الصحة العالمية قدّرت أعداد المنتحرين بنحو 800 ألف حالة سنويًّا، وفى أوروبا تصل معدلات الانتحار إلى 3000 حالة يوميًّا، بينما فى الوطن العربى نجد 2000 حالة انتحار يوميًّا رغم أن عدد سكان أوروبا يبلغ ثلاثة أضعاف سكان العالم العربي، وهو ما يعني أن معدلات الانتحار فى العالم العربي ضِعف معدلات الانتحار فى أوروبا، وأعلى معدلات انتحار فى مصر والمغرب؛ بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية فى المقام الأول.
وأضاف نعمة الله أنه فى مصر ازدادت معدلات الانتحار إلى أكثر من 5 آلاف حالة سنويًّا، أكثر الفئات العُمرية في الانتحار من 15 إلى 25 عامًا، ومعظمها من الإناث بسبب العنوسة وسوء الأوضاع الاقتصادية والفقر، تليها الفئة من 25 إلى 40 عامًا، ويكون أغلبها من الرجال بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرة على الإنفاق على الأسرة، كانت النساء تمثل نحو ثلثي معدلات الانتحار، لكن هذه النسب تغيرت منذ 2011 ليصبح الرجال هم الأكثر انتحارًا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرة على الإنفاق، مضيفًا أنه لا شك فى وجود ارتباط بين ازدياد معدلات الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية فى الإصابة بالاكتئاب، وفى مصر تزداد معدلات الإصابة بالاكتئاب إلى نحو 40% من السكان، طبقًا لبعض التقديرات، ويمكن الربط بين ازدياد معدلات الفقر والبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية بمصر وبين ازدياد معدلات الاكتئاب والانتحار، خاصة مع ازدياد حدة التضخم وارتفاع الأسعار ومضاعفة أعباء المعيشة وارتفاع معدلات البطالة والفقر إلى حدود غير مسبوقة بسبب السياسات الاقتصادية غير الموفَّقة.
ورأى نعمة الله أن العلاج الوحيد يكمن فى التنمية الاقتصادية الشاملة والفعّالة ورفع معدلات التنمية؛ للقضاء على الفقر والبطالة والتلوث والفوضى والتخبط.