الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

السفير اليمني في باريس يتحدث لـ"البوابة": تحالف "الحوثيين وصالح" يستهدف تنفيذ أجندة إيران في المنطقة.. الحكومة الشرعية اليمنية تستهدف الوصول لحل سياسي يرضي الجميع

الدكتور رياض ياسين
الدكتور رياض ياسين السفير اليمنى بفرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صنعاء العاصمة العربية الأولى التى اجتاحتها ميليشيات مدعومة من إيران.. الحكومة الشرعية اليمنية تستهدف الوصول لحل سياسى يرضى الجميع.. نتمسك بالمبادرة الخليجية..
يوما بعد الآخر تتفاقم الأزمة اليمنية دون أن تلوح فى الأفق بوادر لحل قريب ينهى معاناة الشعب اليمنى.. من هنا تأتى أهمية هذا الحوار الذى أجرته «البوابة» مع الدكتور رياض ياسين السفير اليمنى بفرنسا، وعضو الهيئة الوطنية لمراقبة تنفيذ الحوار الوطنى الشامل فى اليمن، والذى ألقى الضوء من خلاله على المشهد اليمنى برمته، وتعرض من خلاله للدور لخطورة التمدد الإيرانى على المنطقة واستهدافه لأمن الخليج.. وإلى نص الحوار:

■ البداية بالأزمة اليمنية.. لماذا تتواصل وكيف ترى متطلبات السلام؟
- الصراع فى اليمن دخل عامه الثالث منذ أن قام الانقلابيون بتقويض أسس الدولة ومؤسساتها بعدما سيطروا على صنعاء، لتصبح العاصمة العربية الأولى التى تجتاحها ميليشيات مدعومة من إيران، والآن تشن الحكومة الشرعية حربًا لاستعادة الدولة، دولة كل اليمنيين، واستكمال العملية الانتقالية التى تؤسس لعقد اجتماعى جديد يعيد توزيع السلطة والثروة، ويحقق الإنصاف لليمنيين، ولا شك أن الشعب اليمنى يعانى ويلات الحرب التى فرضها تحالف الحوثيين وصالح، وتخوضها الحكومة الشرعية بدعم الأشقاء العرب والأصدقاء من العالم الحر، إلا أنها لم تخترها ولكنها فرضت علينا ونتحمل أعباءها، ويكاد الأمر أن يصل إلى كارثة إنسانية تضرب بعض أجزاء البلاد، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، والهدف الأول للحكومة الشرعية هو السلام الذى يقود إلى الأمن والاستقرار والبناء والتنمية، لذلك لا بد أن يضغط المجتمع الدولى على الجماعات الانقلابية، للامتثال للقرارات الأممية والعودة إلى المسار السياسى، مع اتخاذ إجراءات حاسمة بحق إيران، التى ما زالت تمد الحوثيين بالسلاح فى مخالفة واضحة للقرار ٢٢١٦، ليمكن الوصول لحل ينهى الصراع.
■ لماذا تعرقلت مباحثات السلام باليمن؟
- الحكومة الشرعية وافقت على الجلوس مع الانقلابيين وعقد جلسات مشاورات، بل وقدمت العديد من التنازلات الكبيرة على أمل رفع المعاناة عن الشعب اليمنى، لكن هذا تعطل بسبب تعنت الانقلابيين، وإصرارهم على الذهاب بالأمور إلى أقصى ضرر يمكنهم أن يمارسوه على اليمن واليمنيين وعلى دول الجوار وعلى أمن الإقليم ودول العالم، ومع أن الحكومة الشرعية قبلت مبدأ المباحثات للوصول لحل، إلا أنها تتمسك بمرجعيات أساسية، على رأسها المبادرة الخليجية التى بموجبها شرع اليمنيون فى عملية انتقالية وحوار وطنى شامل، وثانيا مخرجات الحوار الوطنى التى أجمع عليها اليمنيون دون إقصاء لطرف من الأطراف وثالثا القرار الأممى رقم ٢٢١٦ الذى يضع خارطة طريق لسلام واضحة المعالم.
■ كيف ترى أحكام الإعدام التى أصدرها الانقلابيون بحق رموز يمنية؟
- هؤلاء أصدروا منذ أسابيع أحكاما بالإعدام، على الرئيس عبدربه منصور هادى، و٥ من كبار المسئولين اليمنيين مع مصادرة ممتلكاتهم، وكذلك على الصحفى يحيى عبدالرقيب الجبيحى لمجرد رفضه الكتابة تأييدا لهم، وذلك خلال محاكمة استمرت ليوم واحد، ومواصلة الانقلابيين وتلك الأحكام ليست غريبة على الانقلابيين، الذين قرروا إعدام الشعب اليمنى ومصادرة حاضره ومستقبله فى الشمال، لا يزالون إلى اليوم يعتقلون الآلاف ولا أحد يعرف مصيرهم.
■ دوما إيران كلمة السر وراء إشعال الفتنة بين أبناء المجتمع اليمنى.. تعقيبك؟
- لا بد من مواجهة التدخل الإيرانى فى شئون اليمن، والتصدى للعصابات التى تدعمها إيران وعلى رأسها تحالف «ميليشيا الحوثى وصالح الانقلابية» التى تقوم بتنفيذ أجندة إيران التوسعية فى المنطقة، عبر محاولات السيطرة على اليمن، والاعتداء على المناطق الحدودية فى المملكة السعودية، بالإضافة إلى تدمير النسيج الوطنى، وإحياء النعرات الطائفية، وزرع الإرهاب بكل أشكاله، ومصادرة حلم اليمنيين فى بناء دولة ديمقراطية اتحادية، يتقاسم فيها أبناء اليمن السلطة والثروة والعدالة والمساواة.
■ هل توقفت الأعمال العسكرية فى غرب اليمن؟
- مطلقا لم تتوقف الأعمال العسكرية، وهناك تقدم كبير على الأرض، عكس ما يحاول الإعلام المناهض للدولة اليمنية إبرازه، نحن نبنى مؤسسة عسكرية يمنية لتحافظ على الأمن والاستقرار باليمن.
■ كيف يتم ذلك.. وهل هناك استراتيجية لتطوير المنظومة العسكرية والأمنية؟
- هناك استراتيجية عمل بالفعل نسعى على تنفيذها من خلال خطين متوازيين، تنفيذ عمليات عسكرية تقلل من نفوذ الميليشيا الحوثية، إضافة إلى بناء مؤسسة عسكرية قوية، ولدينا استراتيجية بعدم وجود سلاح حر منفلت مع المواطنين، بل هناك آلية وتدريب وتأهيل والكل يعمل تحت مظلة الحكومة ومن خلال الجيش اليمنى الذى بنى من الصفر، وكل العمليات يقوم بها الجيش اليمنى الذى ينفذ عمليات عسكرية شاملة، مع الحذر فى التنفيذ بما يحمى الأرواح وأن ترجح المصلحة التى تحقق سلامة المواطنين أكثر من النجاح العسكرى، وقد نجحنا فى مواجهة نفوذ الميليشيات ولم يعد بحوزتهم إلا ٤٥٪ مما كانوا يسيطرون عليه فى اليمن، كما تمت السيطرة على عدن ومأرب، وهما نقطتا ارتكاز فى العملية العسكرية، عدن لأنها تمثل المدخل الجنوبى لأى عمليات عسكرية، ومأرب لأنها تمثل التواصل مع الحدود السعودية، ثم أصبح التحرك من الشرق إلى الغرب.
■ هل أثرت الأوضاع الحالية على حرية الملاحة فى باب المندب؟
- باب المندب يعد من أهم الممرات الخاصة بحركة التجارة العالمية، ومن مصلحة دول العالم أن يكون الممر آمنا ومستقرا، وربما ساهم وجود المضيق، فى تدخل قوى دولية كبرى لمحاولة حل الأزمة.
■ كيف ترى تراجع العمليات العسكرية غرب اليمن؟
- غرب اليمن أكثر كثافة سكانية؛ لذا يزيد الحذر، وأى عملية عسكرية بها خطورة كبيرة على حياة المدنيين يتم التخلى عنها، وهو ما يؤدى إلى طول العمليات العسكرية لوضع العدو فى حصار لتقليل إمكانياته، واستنفاد طاقته وإجباره على التراجع أو الانسحاب.
■ ما الأهداف التى تسعى الحكومة اليمنية إلى تحقيقها حاليا؟
- الحكومة اليمنية تسير فى مسارين، مسار عسكرى يفرض سلطة الدولة المعترف بها من قبل المجتمع الدولى، وتمكين الشعب اليمنى المكون من ٢٦ مليون نسمة من أخذ مصيره بيده، وألا تكون إرادته مختطفة من قبل أقلية بقوة السلاح، والمسار الثانى هو المسار السياسى الذى يستهدف وصول كل الأطراف لحل سياسى يرضى الجميع، ولا ينجم عنه مشاكل فى المستقبل. 
■ وماذا عن الأوضاع الحالية فى اليمن؟
- حاليا معسكر خالد بن الوليد تحت سيطرة الحكومة الشرعية، والوضع بشكل عام يسير فى الاتجاه الصحيح، وقد نفذت القوات الجوية أكثر من ١٠٠ ألف طلعة جوية، لاستهداف مواقع الميليشيات الحوثية العسكرية، وهى مدربة على أعلى مستوى اليوم نعمل بأخطر مناطق باليمن التى بها كثافة كبيرة، لتنفيذ عمليات عسكرية بأقل عدد ممكن من الخسائر على الأرض. 
■ كيف ترى الأزمات الحالية فى بعض الدول العربية؟
- الأزمات فى اليمن وليبيا وسوريا والعراق قائمة، ولا بد من استراتيجية واضحة، وأن تتوافق الرؤى المستقبلية مع الإرادة، وأن نستفيد مما مضى حيث كانت القيادات العربية تفتقد وجود رؤية واضحة، كذلك آليات التنفيذ والتطوير، وهو ما جعل تلك الدول فقيرة، رغم مواردها وثرواتها، على خلاف دول الخليج العربى وعلى رأسها الإمارات والسعودية، التى نجحت فى الدمج بين الآلية والتنفيذ، وما بين الإرادة ووجود رؤية واضحة.
■ كيف ترى زيارات الرئيس السيسى المتلاحقة لدول الخليج؟
- تلك الزيارات تشير لوجود مشروع عربى موحد تتم بلورته حاليًا، لمواجهة النفوذ الإيرانى بالمنطقة، بالإضافة إلى بحث سبل تعزيز التعاون العربى على مختلف الأصعدة، ومناقشة آخر المستجدات بالنسبة للأزمات التى تمر بها دول بالمنطقة، وإجراء مناقشات للمواقف المصرية الخليجية فى مختلف قضايا المنطقة، كما أنها تحمل رسالة وفاء الرئيس المصرى، والالتزام المصرى بحماية أمن الخليج، ودعم العمل العربى المشترك فى مواجهة التحديات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
■ بماذا تحلم للعالم العربى؟
- أن يتحول من مرحلة الصراعات والحروب والإرهاب إلى مرحلة الاستقرار البناء والتنمية، وهو تحد صعب، لكن أيقن الجميع أننا لن نستطيع أن نخطو من أجل الاستقرار، إذا لم ندخل جميعا فى الشراكة الحقيقية التى تستوعب الآخر، فعملية التعايش واستيعاب الآخر والتنمية تحتاج تجاوز كل الصراعات، لأن فى النهاية حياة المواطن هى التى تحدد مصير أى دولة.