رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دولة الجنوب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحية وإشادة لنقيب الصحفيين وهيئة مكتب النقابة على بيانهم الشجاع الذى رفضوا خلاله أى محاولات للوقيعة أو التعرض للشعبين المصري والسوداني، فى محاولة لوقف سيل التلاسن والسباب الذى تطوّر مؤخرا نتيجة انتهازية المغرضين الذين استغلوا حادثتي منع أشخاص من الدخول إلى جمهورية مصر العربية لأسباب مختلفة، وصوروا الموقف كأن الدولة المصرية تمنع المواطنين السودانيين من الدخول إلى أراضيها، واستغلوا هذا الفهم المغلوط فى الهجوم على جمهورية مصر العربية، رغم أن القاصي والداني يعلم علم اليقين أن الدولة المصرية تمر بحالة استثنائية على كل الأصعدة، ومن حق أجهزة الأمن منع الأشخاص الذين تحوم حولهم الشبهات من دخول أراضيها إلى أن يثبت العكس، وهو أمر لابد أن يتفهمه الأشقاء فى السودان.
رد نقابة الصحفيين اتسم بالعقلانية، وأكد على القدرة على إدارة الأمور بهدوء ومن منطلق مراعاة المصالح المشتركة والحفاظ على مكانة الشعبين، رافضا شخصنة المواقف والنظرة الضيقة للأمور.
جاء هذا البيان الذى أكد على عمق العلاقات، مؤكدا بوضوح الرفض التام لأي تجاوز فى حق الدولة المصرية والشعب المصري، والتى صدر بعضها فى بيانات رسمية عن الاتحاد العام للصحفيين السودانيين والتى تهدف لإثارة الفتنة، بدلا من السعي إلى وحدة الصف، وأشار إلى أهمية دفع جهود وزارتي الخارجية بالبلدين لتوقيع ميثاق شرف صحفى يلزم كل وسائل الإعلام بالدولتين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.
إن البيان صادر عن نقابة ونقيب يعبر عن استقلالية النقابة وعمق رؤيتها ووطنيتها ومراعاتها لمصالح الوطن والسمو بها فوق أي اعتبارات أخرى، وطالب الإعلام السودانى " بمراعاة العلاقات الأخوية والتاريخية التى تربط الشعبين المصرى والسودانى والدور الذى يجب أن تلعبه الصحف ووسائل الإعلام لتقوية هذه العلاقات ودفعها للأمام".
ويكفى إعلان نقيب الصحفيين عن التزام جميع وسائل الإعلام المصرية باحترام الشعب السوداني وخصوصية العلاقة بين البلدين، وعدم الانزلاق في فخ الرد على الحملة التى قامت بها بعض الصحف السودانية لمهاجمة الشعب المصري.
وقال البيان : "إن مصر التى تفتح أبوابها لكل الأشقاء العرب بلا تمييز لا يمكن أن تغلق أبوابها فى وجه الأشقاء من السودان الذين يعيشون بيننا كأخوة وأصدقاء .. إلا أن البعض يتعمد سب مصر وشعبها، وهو ما لا يمكن قبوله حيث لا يمكن السماح بالإساءة للدولة المصرية والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين وبما يحفظ حق الدولة المصرية في ممارسة سيادتها على أرضها في الموافقة أو المنع لدخول هذا الشخص أو ذاك".
ولا شك أن مثل هذا البيان العاقل والمتزن الذي يصدر عن الكيان الشرعى الممثل للصحفيين المصريين فى ظل حالة استقطاب حادة، وافتعال مبالغ فيه للأزمات بين الشعبين، يقودها المغرضون إلى استغلاله لخدمة مآربهم، لكن قليل من التأمل والتروي يكشف هذه الألاعيب الرخيصة.
وختاما واتساقا مع الرؤية المتزنة للأمور وإدارة الأزمة أجد أن بحث الإساءات التى سقط فيها بعض إعلاميونا والتى أسهمت فى تأجيج الصراع وتحويله إلى ملحمة كبرى، ومطالبتهم على الأقل بالاعتذار عن سوء تقديرهم للموقف، وسوء استخدام منابرهم الإعلامية تعد أيضا بمثابة رسالة سلام من شأنها ضبط النفس وعدم تصعيد الموقف، وتعطي الانطباع الجيد عن حكمة إدارة الأزمات المفتعلة.