رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"الحرب الجديدة".. ترامب يهدد بإلغاء اتفاق إيران النووي

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تهدأ الإدارة الأمريكية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، منذ وصوله للبيت الأبيض، فقرارات ترامب تقع في منطقة مساحتها لا تتجاوز مساحة شعرة بين العقل والجنون.
فالرجل جاء لينفذ كل ما وعد به في حملاته الانتخابية ليؤكد أنه صاحب "أفعال لا أقوال"، إلا أن الرياح أحيانا كثيرة تأتي بما لا تشتهي السفن، فالرجل وفي أول فعل له قرر إلغاء مشروع أوباما كير ليستبدله بمشروع آخر، وقد رفض الكونجرس الأمريكي "أغلبيته من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب" قرار ترامب بإلغاء المشروع.
وفي خطوة لاحقة حاول "ترامب" تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي، ولم ينجح أيضا، فقد اعتبر الكونجرس الأمريكي أن جماعة الإخوان مصدرا من مصادر المعلومات للأمن القومي الأمريكي، علاوة على العلاقات والتنسيق المعروف بين جماعة الإخوان والمخابرات المركزية الأمريكية.
أما ثالث محاولاته والتي أحدثت دويا هائلا، وكأنها قنبلة نووية، إقدام "ترامب" للسير في طريق كان قد هدد به أثناء حملته الانتخابية وهو إلغاء الاتفاق النووي الشهير الذي وقعته إيران مع الدول العظمى الست (أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، الصين) في 30 يونيو 2015، بعد مفاوضات ماراثونية استمرت لحوالي 18 أشهر.
ولكن هل يتمكن "ترامب" من إلغاء هذا الاتفاق الذي وقعته إيران مع دول عدة وبرعاية أممية وتحت إشراف مجلس الأمن الدولي؟
حول هذا الطرح يقول السفير جلال الرشيدي، مندوب مصر الأسبق لدى الأمم المتحدة: من الصعب أن يتمكن "ترامب" من إلغاء الاتفاق النووي الإيراني، إلا في حالى عقد اجتماع دولي تحت مظلة أممية واستطاع أن يمارس ضغوطه على الدول الموقعة على الاتفاق، ففي هذه اللحظة سيتمكن "ترامب" من ذلك.
وأوضح "الرشيدي" أن هذا أمر يصعب حدوثه، وذلك لأن الدول الأوروبية لها مصالح مع إيران، علاوة على ذلك أوروبا لديها علامات استفهام على السياسة الخارجية لترامب وخاصة الموجهة نحو أوروبا، كما لا يخفى على أحد المشاكسات التي يقوم بها "ترامب" ضد ألمانيا التي تعتبر قاطرة الصناعة الأوروبية.
وتابع "الرشيدي": من الممكن أن يكون هناك فرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، أو تجميد ما تبقى لها من أموال في البنوك الأمريكية والأوروبية، فقد كان لإيران 130 بليون دولار، تم الإفراج عن 37 بليون دولار منهم بعد توقيع الاتفاق النووي في صيف 2015.
ولفت "الرشيدي" إلى استطاعة "ترامب" أن يضغط على أوروبا ألا تصدر سلاحا إلى إيران، وكذلك عدم دخول شخصيات إيرانية كبيرة إلى دول أوروبا، وهو من باب العقوبات والتضييق على إيران.
قالت وفي إطار ما ذكره "الرشيدي" عن إمكانية تغليظ العقوبات على إيران نقلت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، في عددها الصادر أمس الأول الاثنين، إن البيت الأبيض يدرس تشديد العقوبات المفروضة حاليا على طهران، مشيرة إلى أنه يعيد تقييم الاتفاق النووي معها بصورة أكثر صرامة.
وفي ظل صعوبة التوصل إلى إلغاء الاتفاق النووي أكد مسؤولين أمريكيين قالوا إن بعض قرارات العقوبات سيجري اتخاذها قريبا، وفق المجلة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما أعطى زخما لمحاولات لإعلان "ترامب" سعيه لإلغاء الاتفاق أنها جاءت قبل موعد الخامس والعشرين من أبريل الجاري، حيث سيلتقي ممثلو إيران والقوى الكبرى الست في فيينا من أجل مراجعة الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015.
وبحسب "فورين بوليسي" فإن توسيع العقوبات على إيران قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة على أمريكا وإيران ومنطقة الشرق الأوسط، مثل انسحاب إيران من الاتفاق النووي.
جدير بالذكر أن "إدارة ترامب" قد أقرت في أعقاب توليها السلطة في فبراير الماضي عقوبات على أفراد ومؤسسات إيرانية، بعد توجيه البيت الأبيض تحذيرات إلى طهران بشأن تجاربها الصاروخية.
كما أدرج "ترامب" الإيرانيين ضمن قرار حظر السفر، الذي اتخذ قبل ثلاثة أشهر، ومنع بموجبه رعايا سبع دول إسلامية من دخول أمريكا.