الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

جدل برلماني بشأن الاستعانة بالأزهر لتدريس "التربية الدينية".. "الشيخ": تهدف إلى غرس قيم حب الآخر.. "نصر" يدعو إلى اقتصار دوره على تطوير المناهج.. و"كمال" يطالب بتطهيره من الإخوان والسلفيين

النائبة ثريا الشيخ،
النائبة ثريا الشيخ، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار اقتراح النائبة ثريا الشيخ، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بشأن توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتى الأوقاف والتربية والتعليم لقصر تدريس مادة التربية الدينية فى مراحل التعليم المختلفة على علماء من الأزهر، جدلًا داخل البرلمان، ما بين معارض نظرًا لحاجة الطلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية إلى دراسة شيء يسير من الدين لتعلم الوسطية والتسامح، مطالبين بالاستعانة بالأزهر في تطوير المناهج، ومؤيد يراه اقتراحًا جيدًا لكن من الصعب تطبيقه خلال هذه الفترة، مطالبين بفلترة الأزهر من الإخوان والسلفيين المتشددين أولًا. 

ومن جانبها أوضحت النائبة ثريا الشيخ في تصريحات خاصة لـ"بوابة البرلمان"، أن الهدف من المقترح تدريس مادة التربية الدينية من قبل الشيوخ الوسطيين والمعتمدين من قبل وزارة الأوقاف، وغرس قيم حب الآخر وفهم الدين الوسطي الذي يحث على التسامح، لإبعاد الطلاب عن التشدد الذي لا يمت بصلة لتعاليم الدين الإسلامي، فيما يتم الاستعانة بالقساوسة من داخل الكنيسة بالنسبة للدين المسيحي.
وتابعت "الشيخ" أن ذلك يعتبر جزءا من تجديد الخطاب الديني الذي يدعو إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلة: "إن التجديد يكون من خلال تعليم الأطفال الوسطية، والتسامح"، مشيرة إلى أنه أيضًا جزء من مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، نظرًا لأن تجديد الخطاب الديني وحده لا يكفي لمحاربة الإرهاب.
واستطردت عضو مجلس النواب: "أن الأمر يساعد الأطفال على التعود على رؤية الشيخ والقسيس داخل المدارس وبالتالي لا يوجد قلق على الأجيال القادمة من التطرف الفكري والديني".

فيما أعربت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، عن رفضها للمقترح، نظرًا لأن الأطفال في المراحل الابتدائية والإعدادية يحتاجون إلى دراسة التربية الدينية بدون تعمق فيها، ولذلك نحتاج إلى تطوير المناهج والاهتمام بمواد التربية الدينية والقومية، لتربية الأبناء على حب الوطن والوسطية ومكافحة الإرهاب.
وأشارت نصر إلى ضرورة الاستعانة بالأزهر في تدريب المدرسين على الجانب الديني بشكل جيد، والإشراف على تطوير المناهج الدينية من جانب الأزهر، وتجديد الخطاب الديني، قائلة:" لابد من تعليم الأطفال الجزء الهام بمفاهيم الدين وما دعا إليه الرسول الكريم، وليس الاهتمام بمن يدرس المحتوى نفسه.

وفي نفس السياق استنكرت النائبة فايزة محمود، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، المقترح، مشيرة إلى أن الأزمة الحقيقية التي حاول المتطرفون أن يصلوا إليها ليست غياب رجل الدين ولكن محاولة تغييب دور حقيقي للدين نفسه.
وأوضحت "محمود" أن الدين قديما كان جزءا من كل حصة لجميع العلوم تتمثل ضمنيا فى تدريس الأخلاق ودورها فى الحياة العامة، مشيرة إلى أن السبب في التطرف والإرهاب هو انحصار الدين في خدمة قضايا التطرف والكراهية وعدم قبول الآخر، قائلة: "إن هذه الغلطه بدأت فى التفشى بعد أن أخرج الرئيس السادات المعتقلين الدينيين من السجون لضرب بقايا الحركه الاشتراكية المصرية فى الجامعات".
وتابعت عضو مجلس النواب، أن محاولة الرجوع بخريجي الأزهر لتدريس الدين هى محاولة إعادة أحادية الاتجاه إلى التعليم الدينى خاصة والتعليم بصفة عامة، نظرًا لأن الدين مسألة كلية لابد أن تدخل في صميم الحياة العامة وليست حصة نهتم بمن يدرسها فقط.
واستطرت محمود، "أن الدور الحقيقى لرجال الأزهر ضاع حينما انحصر دورهم فى حصة دين أو خطبة منبر وتركنا مدعي التدين ومؤسسي الإرهاب فى العمل مع الشارع فوصل المجتمع إلى ما نحن فيه.

بينما قال النائب مصطفى كمال الدين حسين، عضو لجنة التربية والتعليم بمجلس النواب، إنه لابد من تنقية وتطهير الأزهر من الإخوان والسلفيين، نظرًا لأن أغلبية الشيوخ العاملين بالأزهر ينتمون إلى المتشددين، ليتم الاستعانة بهم في تجديد الخطاب الديني والحث على التسامح الذي دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الإرهاب.
وأوضح حسين في أن المقترح جيد، ولكن من الصعب تطبيقه خلال الفترة الحالية، نظرًا لوجود العديد من الإخوان والسلفيين المتشددين داخل مؤسسة الأزهر، ولذلك لابد من تطهيره أولًا ثم الاستعانة بالوسطيين منهم في تدريس مادة التربية الدينية في مراحل التعليم المختلفة بالإضافة إلى تطوير المناهج الدراسية.