الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإجابة: "جمهـوريـة مصر العربية"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بهدوء كده ومن غير شوشرة أو هستيريا أو حتى هرتلة أو نفسنة، اللي حصل في واشنطن "انتصار صحيح وحقيقي ومعلن ومستحق لـ"جمهورية مصر العربية " وهنقول ليه بس لازم نتفق على شوية حاجات:
أولها إن واحنا بنتكلم عن مصر، لازم نعرف إن قيمة الحفاظ على بلدنا هي اللي وصلتنا لـ"البيت الأبيض" مرفوعين القامة، ودي نوجه الشكر فيها للشعب المصري، اللي صبر وتحمل ودفع ومازال ضريبة إفشال مخطط "تقزيم مصر".
ثانيًا: واحنا بنتكلم عن مصر، يبقى لازم تحط خلافك السياسي مع بعض قرارات النظام وموقفك من سياسة الحكومة على جنب كده، لأن بلدنا اتكتب عليها إنها تبقى كبيرة وعليها مسئوليات، بحكم التاريخ والجغرافيا وبحكمة ربنا قبل كل شيء  وبكل شيء، وركزوا قوي على النقطة دي.
ثالثًا: واحنا بنتكلم عن مصر لازم تفكر كويس ومتسمحش لحد يلعب في دماغك سواء من "أولتراس التهويل" أو "أولتراس التهوين"، اللي بعضهم أخدوها تجارة وبيزنس وفقدوا مصداقيتهم عند الشعب.
رابعًا: ودي آخر حاجة محتاجين نتفق عليها، قبل ما نشرح ليه الإجابة هذه المرة "جمهورية مصر العربية"، وهي إن اللي حصل في واشنطن وراه جنود مجهولة شغالة من شهور على كل الملفات دي، ودول لازم نرفع لهم القبعة ونشكرهم، ونؤكد لهم إن اللي حصل ده بداية مش نهاية، وعشان كده المجهود لازم يتضاعف، لأن المسئوليات بتكبر، والأهم أن ده يتنفذ في الواقع.
نرجع بقي نفسر ليه اللي حصل في واشنطن "انتصار صحيح وحقيقي ومعلن ومستحق"؟!.. بص يا سيدي، لا يوجد خلاف على إن أمريكا رئيس مجلس إدارة العالم، كانت أقوى قوة اقتصادية وعسكرية، وما زالت، وهتفضل على الأقل أهم أعضاء مجلس إدارة العالم، لو احنا بسطنا الأمور قوي.
مصر ثبت أنها تقدر تعيش بدون أمريكا بدليل أن دي أول زيارة رسمية لرئيس مصري منذ 8 سنوات، وأول مباحثات مكثفة وبهذا الحجم من عشرات السنوات.. وكمان الإدارة الأمريكية السابقة كانت بتشتغل ضدك بشكل علني وباستخدام كل تابعيها، "م الآخر" أنت أثبت إنك ممكن تكمل بدون أمريكا"، إحنا بقالنا 8 سنين ممنوعين من ممارسة حقوقنا والمطالبة بيها، من رئيس مجلس إدارة العالم وهم الأمريكان طوال فترة حكم أوباما، ولما ييجي ترامب ويدعوك لزيارة البيت الأبيض كأول رئيس عربي، ويعلن قدام العالم من داخل البيت الأبيض، إنك حليف وصديق قوي لأمريكا، ويحترم لمصر دورها الحقيقي في المنطقة اللي بيتماشي مع الجغرافيا والتاريخ، وكمان يؤكد على تقديره واحترامه للقيادة المصرية، ده غير نتائج الزيارة واللقاءات سياسيا واقتصاديا وعسكريا على المدى القريب والمتوسط والبعيد، كلها بتؤكد بكل تجرد أو عصبية أو مبالغة، أن ده "انتصار بكل المقاييس".
وإن اكتر المتفائلين لم يكن يتوقع بعد ثورة 30 يونيو، أن الإجابة على رهان العالم في حفظ استقرار المنطقة ستكون "جمهورية مصر العربية" وليست أي دولة أخرى.
هيقولي بعض المتحذلقين والفهلوية حاجات من أمثال  إن "الحداية ما بتحدفش كتاتيت" وأن ترامب رجل أعمال بدرجة رئيس دولة، وأنه كمان مش فارق معاه قيمة ومكانة مصر، وأنه هيخليك شرطي المنطقة، وهيستغلك أسوأ استغلال، وأنه في موقف ضعيف، وأنه "مودي" وأنه "بتاع نسوان" وأنه وأنه...، وهرد على دول كلهم وغيرهم، بأن اللعب مع الكبار لا يفهمه الصغار، وله طرقه وأساليبه وأدواته، ومش عيب كل طرف يبص لمصلحته، المهم أن مصر تبص أيضا لمصلحتها، والعبقرية في التوافق قدر الإمكان بين المصلحتين، مع التأكيد على أن مصر عندها مبادئ معلنة وواضحة تجاة كل ما يخص قضايا المنطقة، وعندها ثوابت راسخة لا يمكن لأي نظام أو رئيس المساس بها تجاه الأمن القومي لمصر والوطن العربي.
اللي حصل إن مسئولية مصر بتتضاعف.. ونفوذها بيتمدد.. ودورها بيكبر، وده انتصار حقيقي ومستحق، لأنها حطمت كل حلقات الحصار وتصدت لكل محاولات تقزيم دورها، خلال السنوات الماضية، ونجحت في حجز دورها ومكانتها المستحقة عن جدارة على خريطة القوى الدولية الجديدة واللي بيعاد حاليا تشكيلها.
لا ينكر الفضل إلا جاحد وحقود، والفضل فيما حدث لتدبير رب الكون الذي تجلي على أرض المحروسة، ثم للشعب الذي تحمل وكان على قدر المسئولية، وللقيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي ونجاحه بامتياز في ملف إدارة الشئون الخارجية، بدأت بنجاحه في فك الحصار اللي اتفرض على مصر عربيا أو إقليميا أو دوليا منذ ثورة 30 يونيو، واستمرت بإقامة علاقات متوازنة مع الدول العربية والقوى الإقليمية، والدولية سواء الاتحاد الأوربي أو روسيا والصين، وغيرها من الدول، ونتوقف هنا كمان عند رهانه المبكر على فوز ترامب، والكيمياء المشتركة بينهما، ومبدأ المصلحة المشتركة اللي اتفقوا عليه، كل ده هيفضل قوة الدفع لاستمرار هذه العلاقة بشكل متوازن ويحقق مصالح الطرفين. سواء فيما يخص ملف مواجهة الإرهاب أو زيادة التعاون العسكري وعودة خدمة "الكاش فلو" لدعم الاحتياجات العسكرية، ودي باختصار أنه يسمحلك تسحب من رصيدك من المعونة العسكرية لسنوات قادمة، أو حتى فيما يتعلق بحماية الأمن القومي العربي  (لأن مصر الكبيرة لا تبحث عن مصلحتها فقط) سواء فيما يخص الوضع في ليبيا أو سوريا أو القضية الفلسطينية أو الخطر الإيراني وهو ما عرف بـ"صفقة القرن" اللي بيراهن ترامب علي تحقيقها، مع اعترافه ان دور مصر فيها محوري ولا يمكن تخطيه أو تجاوزه أو استبداله. والسؤال هنا.. هل نحن مستعدون في هذه المرحلة لهذا الدور؟ وهل سيكون تحركنا لصياغة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بنفس النشاط والقوة في إعداد هذه الملفات لأن ذلك هو الأهم، الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال.
معلش طولت عليكم.. أخيرًا وبعيدًا عن الكلام الكبير عاليه، المواطن الغلبان هيستفيد إيه؟ هقولك أنا من وجهة نظري إن المواطن أكتر واحد مستفيد سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، لو أحسنت الحكومة استغلال الفرص، وأزالت العقبات، وتحلت بنفس روح الزيارة في التنفيذ.
وهنبدأ بالمدى القريب، الخارجية الأمريكية أعلنت مصر آمنة للسياح الأمريكان، وحذرت من خطر السفر لتركيا، ياااا كرم الله، "يمهمل ولا يهمل" معلش بقي "قصف جبهة" لأردوغان على الماشي كده ميضرش، طبعا إعلان عودة السياحة الأمريكية مرة أخرى هيعقبه عودة سياح دول توابع وذيول أمريكا، كل ده هيسهم في عودة الروح مرة أخرى للنشاط السياحي ككل، وما يعنيه هذا القطاع من توفير عملة صعبة.
وكمان على المدى المتوسط والبعيد النتائج الاقتصادية وتفعيل الملفات اللي عرضها الوفد المصري على الكونجرس الأمريكي ومجتمع المال والأعمال لرؤية مصر الاستثمارية، ستؤتي ثمارها في شكل زيادة الاستثمارات الأمريكية بما يعنيه من ضخ مليارات الدولارات في السوق المصرية، في شكل إقامة مصانع ومنطقة تجارة حرة، وما يستتبعه من توفير فرص عمل لمواجهة غول البطالة، ده غير القروض الميسرة والمنح، ودعم منظمات المجتمع المدني غير المسيسة التي ستعود للعمل في مشروعات تنموية في قرى ومدن مصر.
كل ما سبق- إذا أحسنت الحكومة استغلاله- هيعطي دفعة قوية للاقتصاد المصري وسرعة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لمعالجة الخلل في الموازنة المصرية، ومواجهة ارتفاع نسب التضخم وزيادة الأسعار التي نكتوي بها يوميًّا.