الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"عائلة السرطان".. المفروم والسجق واللانشون باب خلفي للإصابة بالمرض اللعين..الصحة العالمية:50 جرامًا من اللحم المصنع يوميا يزيد من الإصابة بسرطان القولون..مراقبون:المتاح بعد غلاء الدواجن والأسماك

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المصري مستهدف، دايما في وضع حصار، فقد تركيزه، صار مشتتا بعد الغلاء، لم يعد مُصرحا له تناول اللحوم البلدي والدواجن والأسماك، أصبح محروما بفعل جنون الأسعار لم يعد اختيار إلا تناول الطعام القاتل الغني بالفطريات والميكروبات والسرطانات المدمرة مثل المفروم والسجق واللانشون التي تزيد من الإصابة بسرطان القولون، خبراء علقوا: "فقره دفعه إلى الهلاك وتناول السموم". 




أكد تقرير مهم لمنظمة الصحة العالمية أن 50 جراما من اللحم المصنع يوميا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون وبنسبة 18%، يتوفى في العالم حوالي 34 ألف شخص سنويا بالسرطان الناتج عن إفراطهم في تناول اللحوم المصنعة.
جهاز حماية المستهلك والجهات الرسمية ألقت الكره في ملعب المواطن على أساس أنه المسئول عن صحته وعلى أساس أن الإفراط في التناول هو سبب الإصابة وليس التناول بقدر محدود، لكن ماذا الوضع، وكيف أصبحت اللحوم المصنعة قاتلة؟.



ويرد الدكتور عماد صبحي، استشاري التغذية العلاجية، ويقول إن اللحوم المصنعة تستخدم مواد حافظة مثل الصوديوم نيترايت وهو ما يؤدي للإصابة بالسرطان وخاصة سرطان القولون حال تناول تلك اللحوم بصورة منتظمة، مؤكدا أنه لا يعني ذلك عدم تناول اللحوم المصنعة ولكن يتم تقليل تناولها وتناولها بصورة غير منتظمة حتى لا يؤدي لذلك للإصابة بالمرض وهو الأمر الذي ذكره تقرير منظمة الصحة العالمية حينما أطلقت تحذيراتها من اللحوم المصنعة على حد وصفه.

ولفت إلى أن اختلاط اللحوم المصنعة حينما يختلط بإفراز المرارة يؤدي إلى تكوين مادة الكارسينوجونيك وهي مادة مسرطنة، مشيرا إلى أنه لحسن الحظ الخضروات تحمي الجسم من هذه الأمراض ولذلك الشعوب التي تتناول الخضروات مع اللحوم العادية لا تصاب بأمراض لأن القاولون لديها يستمد حمايته من الخضروات، لافتا إلى أهمية تناول السلطة التي تحتوي على الخضروات ووضعها ضمن الوجبة الغذائية للحماية من الأمراض، ناصحا الأمهات بمنع أو التقليل من ساندويتشات اللانشون وغيرها من اللحوم المصنعة بحيث لا تكون عادة يومية لديهم، لافتا إلى ان تناول اللحوم المصنعة لا يتم تناولها كل يوم ويمكن أن تكون مرة واحدة في الأسبوع ومن مصنع جيد ومن المهم جدا تناول الخضروات والفواكه مع الوجبة الغذائية. 
ولفت صبحي إلى خطورة مصانع بير السلم والتي تصنع اللحوم ومصادرها مجهولة حيث من الممكن أن يكون الخطر الناتج عنها مضاعفا حينما يتم تناول تلك اللحوم من مصادر غير معروفة أو حينما تكون تلك اللحوم مجهولة المصدر لأنها قد تكون لحوم فاسدة ومنتهية الصلاحية ويتم التغلب على الطعم والرائحة من خلال الكثير من التوابل واضافة مواد حافظة لا يجب إضافتها على العظام لزيادة الحجم والوزن ويتم إضافة عدد من الأجزاء مثل الأمعاء والرئة والأجزاء التي لا يجوز وضعها في الأماكن المحفوظة، محذرا من أنه قد يؤدي تناول تلك اللحوم إلى التسمم الغذائي والميكروبات.
ولفت صبحي إلى أنه لا تقتصر خطورة تناول اللحوم المصنعة عند السرطان فحسب وإنما تحتوي على الكثير من الصوديوم الأمر الذي من الممكن أن يؤدي للإصابة بأمراض الضغط والشرايين والقلب ولذلك يجب الحذر من تناولها أيضا، لافتا إلى وجود إحصائية تؤكد وجود 34 ألف حالة وفاة في العام الواحد بالعالم نتيجة تناول اللحوم المسرطنة.

وأكد الدكتور جميل فكري، استشاري التغذية العلاجية، أن كل اللحوم المصنعة تعد كارثة عالمية وخاصة داخل الوطن العربي وذلك مع توجه الكثير لتغيير نمط سلوكه الغذائي بشكل يجعله يتناول تلك اللحوم المصنعة بصورة دورية وذلك في الوقت الذي تعد فيه تلك اللحوم من أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث مرض السرطان.
وأوضح فكري، أن اللحوم المصنعة مثل الهامبرجر والبسطرمة أو غيرها عبارة عن لحوم يتم وضع مواد حافظة ومقبلة داخلها بصورة تجعلها أكثر قابلية لتغيير طعمها وصفاتها الطبيعية من لحوم طبيعية، لافتا إلى أنه يتم اضافة مواد حافظة تساعد على حفظ البروتين داخل تلك اللحوم بصورة أطول وخاصة أن البروتين يفسد بسرعة.
وأوضح أن المشكلة تكمن في أن اللحوم تحتوي على صورة من الحديد ولكن بوجود الحديد في الهواء يتأكسد إلى "الحديديك" ويتحول لون اللحوم إلى اللون البني الأمر الذي يجعل اللحمة تفسد فيتجه مصنعي اللحوم الجاهزة إلى وضع مواد تمنع الأكسدة "تغيير لون وطعم اللحوم" يستخدمون أحماض ليتريك والنترات وهو ما يستخدم في الأصل كسماد للأرض الزراعية.
ولفت إلى أن النيرتيك أو النترات يرتبط بالحديد وبالتالي يمنع الأكسدة للحوم ويعطي اللون الوردي، مشيرا إلى أنه عند تعرض أحماض النيتريك أو النترات إلى الحرارة كما في البسطرمة وباقي المنتجات يتحول إلى "نيتروز أمين" وهو أحد أهم المواد والعناصر المسرطنة التي تصيب الإنسان.
وأضاف أنه يدخل في تركيب اللانشون أو اللحوم المفرومة من كم كبير من الدهون حيث تستخلص المجازر بعد ذبح الحيوانات الطبقة الدهنية والأغشية المبطنة للأمعاء ويتم فرم الأحشاء وعمل اللحوم ويوجد ماكينات تساعد على عملية الفرم وتنعيمها ويتم وصع بدائل اللحوم مع الألوان الصناعية ما يؤدي إلى عمل كبسولة من المرض.
ولفت إلى أن الخطورة الحقيقية تكمن في المواد المضافة وإعطاء اللون التجميلي للمنتج لافتا إلى أن الأحشاء يكون بها فلورا ولا أحد يضمن مرورها من المجزر إلى المصنع مباشرة فهي تمر بعملية تخزين وقد يترتب على تخزينها فسادها ما يؤدي إلى إصابتها بنشاط ميكروبي يزيد من الخطر فيقوم بزيادة الكمية ليعطي المنتج البريق اللوني.

ويؤكد الدكتور محمد صبري، أستاذ التغذية العلاجية بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن المواد الحافظة والصناعية في الغذاء تعزز من فرص التعرض للإصابة للمرض، مشيرا إلى أن التغذية تلعب دورا رئيسيا وثانويا في بعض الأحيان إلا أن الأمراض المزمنة تقع في المعتاد بسبب العوامل الوراثية التي تزيد من فرص حدوث المرض بسبب خلل الجينات. 

وأضاف صبري أن الغذاء سلاح ذو حدين لمن يستهلكه مؤكدا على فعالية وأهمية الخضروات والفواكه والأعشاب وهي مصادر كلها طبيعية تقي من حدوث الأمراض، مدللا على ذلك بأن مريض السكر على سبيل المثال يحتاج إلى تناول الخضروات مثل البصل والترمس والحلبة حيث تعمل على التقليل من امتصاص الجلوكوز بالجسم وكذلك مريض تصلب الشرايين فهو يحتاج إلى تناول أطعمة مثل الثوم والبصل وفيتامين سي لتقليل نسبة الكوليسترول في الدم والابتعاد عن مواد غذائية أخرى مثل الكبدة والمخ وغيرها من الأطعمة.