السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الخرجة التونسية".. مهرجان يحكي الحنين إلى عراقة الماضي وأصالة الجذور

 مهرجان الخرجة التونسية
مهرجان "الخرجة التونسية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية أمس الأحد الدورة الرابعة من مهرجان "الخرجة التونسية" الذي شارك فيه مئات التونسيين من الرجال والنساء والأطفال من مختلف الأعمار بالأزياء والحلي التقليدية التونسية المتنوعة.
وتزين المشاركون في التظاهرة بـ "البرنوس" و"الجبة" و "القفطان" و "الشاشية" و" الكوفية " و "الجبادور" و "البلغة" و"القشابية" و"السفساري" ، وهو لباس تقليدي نسائي مصنوع من الحرير أو القطن ويغطي جسد المرأة كاملا ويعد رمزا للأصالة التونسية.
وانطلقت المسيرة من باب المنارة بالمدينة العتيقة ومرت بجامع الزيتونة وجابت أسواق المدينة العتيقة وباب بحر وصولا إلى شارع الحبيب بورقيبة ، حيث كانت الفعاليات المتنوعة التي استمرت قرابة الأربع ساعات وكانت بمثابة عرس للأزياء التقليدية التونسية.
ولم تكن المشاركة شعبية فقط ، فقد قدم فوج للجيش التونسي عرضا موسيقيا عسكريا احتفالا بالمناسبة ، ولم يقتصر المهرجان على الأزياء التقليدية التونسية بل تزين شارع الحبيب بورقيبة بالسيارات الكلاسيكية الطراز بألوان لم تكن أقل بهجة وجمالا من الأزياء التقليدية التونسية ، حيث نظمت الجمعية التونسية للسيارات الكلاسيكية والتاريخية عرضا شاركت فيه سيارات تعود إلى خمسينات القرن الماضي حاملة لوحات تشير إلى تاريخ صنعها.
وبوسع المشارك في هذه الفعاليات أن يلمس أن هذه التظاهرة ليست مجرد استعراض للأزياء التقليدية التونسية ، بل إنها تعكس حنينا عميقا وأصيلا لدى التونسيين في العودة إلى الماضي حيث عراقة الأصول والجذور.
ويقول هيثم الهيوي ، وهو أحد تجار الأزياء التقليدية في باب بحر بالمدينة العتيقة في تونس ، " التونسي والعربي شعر في لحظة من اللحظات أنه نزع رداء العروبة والأصالة وصار أفرانجي ، وفي السنوات الأخيرة أدرك أنه لابد من الرجوع إلى الأصالة والجذور التونسية ، وفي الفترة الأخيرة شهدت الصناعات التقليدية التونسية والعربية تطورا كبيرا ، وبدأ الحرفيون في الصناعات التقليدية في وضع لمساتهم ليقدموا خليط بين الزي التقليدي والمودرن ، فأصبحت هناك أزياء تقليدية ولكن بنكهة عصرية ، إلى جانب الأزياء التقليدية الخالصة".
وأضاف الهيوي أنه في ظل هذا الإقبال أصبحت هناك الآن موديلات جديدة تخرج إلى النور كل عام أو ستة شهور ، وباتت هناك منافسة كبيرة بين الحرفيين لأن الإقبال أصبح كبيرا جدا على الأزياء التقليدية التونسية.
وتابع " كان العريس في تونس يقبل في الماضي على القميص الغربي ، ومنذ سنوات أصبح يقبل على الأزياء التقليدية التونسية ، وأصبح الرجال والنساء يحبون الأزياء التقليدية التونسية".
واستطرد الهيوي " يمكنك الآن أن تجد الرجل وزوجته يرتديان الأزياء التقليدية ويسيران بها في الشارع بعد أن ظل هذا الأمر لعقود شيئا غير معتاد وغير مألوف".