الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محافظو الإسكندرية يدفعون ثمن أخطاء "الجوسقي"!

الإسكندرية
الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المستشار إسماعيل الجوسقى هو محافظ الإسكندرية الأسبق، ظل محافظًا لها على مدى ١١ عامًا «من ١٠ يوليو ١٩٨٦ إلى ٨ يوليو ١٩٩٧» كان الحاكم الآمر الذى لا يقهر، وفى عهده ارتكبت أخطاء كثيرة لم يكن أحد يستطع أن يتحدث عنها، بداية من العقارات المخالفة التى انتشرت فى عهده ولم يستطع أى محافظ جاء بعده أن يحل مشاكلها، بل زادت بسرعة رهيبة وأصبحت مسمارًا فى نعش كل محافظ، لأنها من الكثرة بما يجعلها تقصم ظهر أى مسئول وتتسبب فى إقالته! من أبرز الملفات الشائكة فى الإسكندرية تصدرها عمارات الموت فى مصر، فلا أحد يمكنه نسيان عمارة لوران، التى سقطت وراح ضحيتها ٣٦ شخصًا، وعمارة فلمنج، التى حصدت ٢١ شخصًا منذ عدة سنوات، ثم عمارة خلف الله فى باكوس، التى راح ضحيتها ١١ فردًا من سكانها عام ٢٠٠٨، والذى أثبتت التحقيقات حينئذ أنها كانت مبنية بنظام الحوائط الحاملة «أى لا يوجد بها أعمدة»! ويضم ١٢ شقة، ويرجع تاريخ بنائها لعام ١٩٧٥، أى فى عهد الجوسقى، وانهيار عقار غربال، الذى خلف ١١ ضحية، يليه مصنع محرم بك، الذى أودى بحياة ٢٦ شخصًا بخلاف ١٠ مصابين! كل الأدلة تشير إلى وجود مخالفات فى البناء، منها الحصول على ترخيص ببناء دور أو اثنين، ولا يتم الالتزام به، ونتيجة لوجود ما يطلقون عليه تشكيلات عصابية لأعضائها نفوذ غير عادى داخل الأحياء، يتحكمون فى إصدار التراخيص، وربما يكونون أقوى من أى محافظ، لأنهم يستمرون والمحافظ يتغير، وهو ما يضع العديد من علامات الاستفهام؟! ملف العشوائيات من الأزمات التى عانت وما زالت تعانى منها الإسكندرية، فهناك مناطق تصنف بالخطرة غير صالحة للسكن، فعلى الرغم من وجود تقارير تؤكد أن عدد المناطق العشوائية ٣٤ فقط، فإن الحقيقة والواقع يقران بأنها ربما تزيد على الخمسين، وأشهرها عزبة وابور الجاز والطوبجية وشارع الرحمة وكوم الملح ونجع العرب وعزب خورشيد والمساكن الصينية وعزبة العرب وعزبة محسن والدخيلة الجبلية.. وفى عام ٢٠١٠، أى قبل قيام «ثورة يناير» التى يلصق كل مسئول بها أسباب الانهيار الذى أصاب المحافظة، صدر تقرير رسمى من صندوق تطوير المناطق العشوائية التابع لمجلس الوزراء المشكل عام ٢٠٠٨، الخاص بحصر المناطق العشوائية وتطويرها وتنمية ووضع الخطة اللازمة لتخطيطها عمرانيًا، وإمدادها بالمرافق الأساسية من مياه وصرف صحى وكهرباء، عن وجود ١٠ مناطق سكنية غير آمنة فى الإسكندرية، وهو الرقم الذى شكك فيه خبراء فى مجال العمل الأهلى بالمحافظة، مؤكدين أنه يفوق الخمسين منطقة عشوائية. وذكر التقرير الرسمى أن عدد المناطق السكنية غير الآمنة فى المحافظة يبلغ ٢٨١ منطقة، تشمل ١٢١٢٨٥ وحدة سكنية! ولك أن تتصور أن هذه المشكلة التى برزت منذ عدة سنوات ما زالت قائمة حتى الآن، وهى سبب رئيسى فى انتشار معدلات الجريمة والفقر وانتشار ظاهرة التسرب من التعليم وأطفال الشوارع! وإن كان الخبراء يؤكدون أن العشوائيات بدأت فى الإسكندرية من ١٩٦٠ إلا أن الواقع يؤكد أنها لم تشغل بال أى محافظ جاء المدينة! من الملفات المهمة التى كان لها صدى فى عهد الجوسقى «ترعة المحمودية»، وإن كان هناك من أيد فكرة الجوسقى فى تطوير الترعة، إلا أنها كانت مصدر تلوث وقلق وانتشار للأمراض طوال سنوات التطوير، والبعض من أهالى الإسكندرية كانوا ينظرون إلى محاولات المحافظ فى التطوير على أنها «بيزنس اقتصادى ليس أكثر»، لذلك تعرض المحافظ لهجوم واسع فى ذلك الوقت.
بالتأكيد، ما رصدته جزء مما حدث فى عهد الجوسقى، الذى كان أقوى محافظ فى ذلك الوقت، وإن كان اللواء عبدالسلام المحجوب حاول إصلاح مشاكل عديدة بالمحافظة طوال فترة توليه المحافظة، التى استمرت من «٩ يوليو ١٩٩٧ إلى ٢٨ أغسطس ٢٠٠٦» لا أن الوقت لم يكن كافيًا لإصلاح ما خلفه سلفه، وبطبيعة الحال كان كل محافظ يأتى يركز فى ملف على حساب الآخر، فيتضخم الملف المتروك ويصبح بداية النهاية للمحافظ، فقد توالت على المحافظة أسماء عديدة، منها اللواء عادل لبيب من «أغسطس ٢٠٠٦ إلى فبراير ٢٠١١»، الدكتور عصام سالم «١٣ إبريل ٢٠١١ إلى يوليو ٢٠١١»، الدكتور أسامة الفولى «٤ أغسطس ٢٠١١ إلى يوليو ٢٠١٢»، المستشار ماهر بيبرس «١٦ يونيو ٢٠١٣ إلى ١٢ أغسطس ٢٠١٣»، اللواء طارق المهدى «١٣ أغسطس ٢٠١٣ إلى ٦ فبراير إلى أكتوبر ٢٠١٥»، هانى المسيرى «٧ فبراير ٢٠١٥ إلى ٢٥ أكتوبر ٢٠١٥»، محمدعبدالظاهر «٢٦ ديسمبر ٢٠١٥ إلى ٧ سبتمبر ٢٠١٦»، رضا فرحات سبتمبر إلى فبراير ٢٠١٧»، الذى اهتم بملف المطار وترك باقى الملفات، والملاحظ أن هناك محافظين لم يستمروا إلا شهورًا على كرسى المسئولية، والآن ونحن نستقبل محافظًا جديدًا بالإسكندرية، التى عانى شعبها وما زال من سيناريو الإهمال، فهل يعالج المسئول الجديد ما عجز عنه الآخرون، أم سيكون ضحية هو الآخر لأخطاء الجوسقى؟!.