الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أوقات مناسبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف تجعل من نفسك ناجحًا رغم كل الظروف التى تحيط بك؟
كما ذكرت فى المقالة السابقة أننى سوف أتكلم عن مهارات لو تمت تنميتها سنصبح من أفضل الدول، وللأشخاص سوف تقلب حياتهم من نظرة بائسة لقصص نجاح.
عودة مرة أخرى للإنتاج والابتكار والأهم التسويق.. كنت أتابع مؤتمر الشباب الأخير، وكنت أشعر بالسعادة لما رأيت من شباب متحمس ورغبة فى الارتقاء، ولكننى كنت أتمنى أن أكون مدعوا، وآخُذ فرصة للحديث وعرض ما أفكر به من عودة البيت المصرى من بيوت مستهلكة لبيوت منتجة، فسر الارتقاء هو الشخص وليست فقط المنظومة، فما يحرك المنظومة ويجعلها فعالة هو الأشخاص.
فلو انتقلنا من شعوب مستهلكة إلى شعوب تستهلك ما تنتج فسيصبح مفهوم الجودة عندنا مختلفًا. 
فعندما نتلقى دعوات لشراء المنتج المحلى ونبادر لشرائه نجد كثيرا من العيوب التى تجعل من يستخدم يقارن بين ما كان يستخدم وما يستخدمه الآن.
لو عدنا لشعب سوريا العظيم ودرسنا ما يجعل منتجاتهم أكثر جودة سنجد أن المنتج يمر على أصحابه أولا لاستخدامه وتعديله حتى يرضى عنه، ومن ثم إخراجه للنور، فيجد الرواج بمجرد أن تراه وتستخدمه، مما أعطى لتلك المنتجات سمعة طيبة، وأصبح المستهلك يبحث عن المنتج، لا صاحب المنتج الذى يبحث عن العميل.
لو تعلمنا بعضًا من الصناعات الصغيرة وأصبحت منازلنا تنتجها وتستخدمها لأصبحنا من المنتجين، ونعود لزمن كان عندنا داخل بيوتنا ثروات حيوانية، وزراعات صغيرة، ومبادرات لزراعة الأسطح. 
الأهم الآن كيف يمكن أن نسوق منتجات يمكن أن تبدل من أحوالنا فلا نبقى على الاحتياج لمن يطعمنا؟
الأفكار غير تقليدية ونستعرض منها فكرة كانت مجهولة ومن مجرد فكرة أصبحت ظاهرة عالمية.
لا بد من أن نفكر خارج الصندوق لنصل لمكانة نتمناها لأنفسنا ولوطننا،
وأتمنى أن تنال مبادرتى عناية المسئولين لنتحول إلى ٩٠ مليون منتج وليس مستهلكا. بدأ الأخوان الأمريكيان حياتهما العملية فى الأعمال الحرة فى مجال المشروعات الصغيرة، فى شهر مايو من العام ١٩٤٠.. وكانت الحرب العالمية الثانية فى أوجها، والأحوال الاقتصادية شديدة السوء فى الولايات المتحدة..
قام الأخوان بافتتاح مطعم صغير فى إحدى ضواحى سان برنادينو، لتقديم الوجبات السريعة لسائقى السيارات وعربات النقل الثقيل على الطريق السريع، وكان مطعما بسيطا تقليديا للغاية، وإن كان يُدخل لهما ربحًا جيّدًا جدا.
ولما وضعت الحرب أوزارها، بدأت الظروف الاقتصادية تتحسن بشكل تدريجى فى البلاد، ظهر أثره على شبكة الطرق السريعة التى تربط بين المُدن الأمريكية ببعضها البعض. فكان الوقت مُناسبا أمام الأخوين للبدء فى تطبيق خدمة جديدة جدا وقتها وغير تقليدية. تغيير كامل لأسلوب تقديم الوجبات.. الزبون لا يضطر إلى النزول من سيارته والجلوس فى المطعم، بل يقوم بالدخول بسيارته إلى إحدى الطرق الخاصة بالمحل، ويقوم بإبلاغ الموظف الجالس فى المدخل بطلبه، ثم يسير فى هذا الطريق إلى أن يصل إلى المخرج، فيسلمه موظف آخر طلبه. هكذا، وبشكل سريع واحترافى متميز جدا، ومُختلف تماما عن طُرق تقديم الوجبات فى هذا العصر.
ومع هذه الفكرة المجنونة – وقتئذ – التى لاقت إعجابا من جميع الزبائن، بدأ الأخوان فى التوسع فى العديد من الولايات الأمريكية، وتطبيق نفس الفكرة المُبتكرة.. وغيرها من الأفكار الجديدة التى شملت طُرق تحضير الشطائر، وخلطات سرية لعملها بشكل لذيذ، وإدخال خدمات جديدة للزبائن والمُستهلكين.
اليوم، هذا المطعم البسيط لتقديم الوجبات الجاهزة، أصبح مُنتشرا فى ١٢١ دولة فى العالم، ويعمل به أكثر من ٤٦٥ ألف عامل حول العالم.. ولديه أكثر من ٣٠ ألف فرع فى العالم كله.
والأهم من كل ذلك، أصبح ذلك المطعم البسيط الذى بدأ على إحدى الطرق السريعة بين المُدن الأمريكية علامة للهيمنة الثقافية والتجارية الأمريكية.
هذا المطعم هو «ماكدونالدز».