رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الصوم الكبير ودرب الآلام المصري القبطي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدأ المواطنون المصريون الأقباط الصيام الأربعيني (الصيام الكبير) منذ الإثنين الماضي، ويأتي صيام هذا العام ليحمل معاني خاصة للمصريين عامة والأقباط خاصة، وتبلغ مدة الصيام 55 يومًا، ويتكون من ثلاثة أصوام: أسبوع الاستعداد، الأربعين المقدسة، ثم أسبوع الآلام.
وأصوام الأقباط: 55 (الكبير)، و3 (يونان)، و42 يومًا (الصيام الصغير)، و40 يومًا (صيام الرسل)، و15 يومًا (صيام العذراء)، من الممكن أن تزيد اختياريًّا إلى 21 يومًا، إضافة للأربعاء والجمعة، وهكذا تصل أصوام الأقباط إلى 265 يومًا!!
ووفق «فقه السنة» يصوم المسلمون، بالإضافة إلى شهر رمضان، 3 أيام في شعبان (13، 14، 15)، ووقفة عرفات، ويزيدون قبلها اختياريًّا 9 أيام (العشر الأوائل من ذي الحجة)، وفي شوال الستة البيض، وأول ونصف والسابع والعشرين من رجب، بالإضافة إلى 104 يومًا اختياريًّا، وهي الإثنين والخميس (على مدى العام)؛ ليصل الإجمالي إلى 147 يومًا، تزيد اختياريًّا إلى 201 يومًا، وهكذا يصوم المصريون 466 يومًا في العام، أي إن سنة الصيام عند المصريين تتجاوز أيام السنة بـ100 يوم!!
تُرى، هل يعود ذلك لشدة المظالم التي عانى منها المصريون؟ أم أن قيم الحرمان النسبي تسكن الحشا المصري؟
المصريون يخافون من الفرح.. وعندما يضحكون يقولون: «اللهم اجعله خير»!!
والمسلمون من أهل السنة يصومون عاشوراء، ويحبون أهل البيت، ويتقربون من الأعتاب، والأقباط تقترب عندهم طقوس أسبوع الآلام من بعض طقوس الشيعة في عاشوراء، وما يجمع بينهما هو التضامن مع سيدنا الحسين (رضي الله عنه) وآلام السيد المسيح (له المجد).
والصيام الكبير عند الأقباط لا يُؤكل فيه السمك مثل الصيام الصغير؛ زيادة في التقرب من الله، والمضي تضامنًا مع المسيح على درب الآلام نحو الصليب، بل يوم الجمعة العظيمة يفطر للأقباط بشرب الخل، ولا يأكلون حلو الطعام؛ ارتباطًا بإعطاء المسيح الخل بدلاً من الماء على الصليب.. يا إلهي.. ما أبعد المسافة بين كربلاء والقدس.. وما أقرب الآلام!!
أما عن الأسماء التي تعرف بها أسماء أسابيع الصيام الكبير؛ فهي تتفق مع قراءات الأسابيع السبعة للصيام، وموضوعاتها جميعًا تروي حياة وآلام المسيح من الميلاد للقيامة، وكيف تجسد وصار إنسانًا وعلم المسيحيين طريق الخلاص، ومن أشهرها الثلاثة الأسابيع الأخيرة: أسبوع التناصير: ذكرى معمودية المسيح علي يد يوحنا المعمدان، وفيه معجزة شفاء المسيح للأعمى منذ مولده؛ رمزًا إلى الاستنارة بالمعمودية، ثم أحد السعف، الذي يرمز إلى دخول المسيح المحرر للقدس، وأخيرًا أسبوع الآلام.
ترى كيف يستقبل الأقباط الصوم الكبير هذا العام.. ومصر تنتقل من الدولة الرخوة إلى الدولة الفاشلة، وتصنف -وفق التقارير الدولية- «الرابعة» من حيث انعدام الأمن، والحرب الأهلية (النموذج المصري) تشتد أوزارها من سيناء إلى بورسعيد ومدن القناة، مرورًا بالمنصورة، وصولاً للقاهرة..؟
الرئيس محمد مرسي يتفاوض من أجل زيارة بورسعيد، ونتمنى أن ينجح التفاوض وتتم الزيارة ويعود لنا بسلام، خاصة وأنه لم يستطع أن يزور سيناء؛ فالتقى مشايخها في القاهرة، ووزير داخليته محمد إبراهيم (الثاني) أكد في مؤتمره الصحفي على الفشل! وأكثر من 50 قسم شرطة مضربون عن العمل، والنائب العام يؤكد على فشل الدولة وسقوط القانون؛ بإعطاء المواطنين (حق الضبطية القضائية)!!
هكذا يبدأ الأقباط الصيام الكبير ليتماهى فيه الأسبوع الأول (الاستعداد) مع الأسبوع الأخير(الآلام)، وكنائسهم تحاصر، ومشايخ السوء يحرقون الإنجيل ويسبون أمهات مؤمنيهم، والنائب العام يفرج عنه بكفالة!!
ومواطنوهم في ليبيا الثورة يُذَلون ويهانون، ويقادون في درب الآلام الذي يمتد من بني غازي وحتى السلوم، والخارجية المصرية «لا حس ولا خبر»!!
وتمتد دروب الآلام من سيناء لبورسعيد للمنصورة وصولاً للقاهرة، ومؤسسة الرئاسة (الذراع الرئاسية للجماعة) «شاهد ما شفش حاجة»!!