الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مرضى وحدة غسيل الكلى بمستشفى بورسعيد العام يصرخون من نقص "حقن" كرات الدم الحمراء.. شكاوى من قلة عدد الممرضات وتأخر وصول الإسعاف.. ومدير الوحدة: ملتزمون بـ"بروتوكول" وزارة الصحة

مرضى وحدة غسيل الكلى
مرضى وحدة غسيل الكلى بمستشفي بورسعيد العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مرافق لوالدته: لا أرى مدير المستشفى إلا على القنوات الفضائية 
مدير الوحدة: "بروتوكول" وزارة الصحة يتطلب مجموعة كبيرة من التحاليل قبل صرف الـ"حقن".. ونعاني من عجز شديد في التمريض

60 ألف مصاب بالفشل الكلوي في مصر بحسب تقارير صادرة عن وزارة الصحة أغلبهم دون سن الـ50، تنفق الدولة على 30 ألف منهم سنويًا نحو 900 مليون جنيه، إلا أن نسبة الوفيات وصلت إلى 25% سنويًا، ما أرجعه البعض إلى تردي مستوى الخدمات في وحدات الغسيل بالمستشفيات الحكومية والخاصة على حد سواء، والتي يصل عددها إلى قرابة الـ 460 وحدة موزعين على مختلف محافظات الجمهورية. 
"البوابة نيوز" رصدت الوضع داخل وحدة غسيل الكلى بمستشفى محافظة بورسعيد العام "الأميري"، حيث يقول السيد تيمة، مرافق لوالدته "إكرام عبدالرحمن وهبة": إن التمريض يقوم بدوره وليس مقصرًا، والنظافة جيدة، لكن المشكلة في عدد أعضاء طاقم التمريض، فأحيانًا يحدث عطل في إحدى ماكينات الغسيل الكلوي، أو أزمة صحية مفاجأة لأي مريض، فماذا سيكون الوضع؟ وهناك 3 ممرضات فقط يخدمون القسم كله.
وأضاف: "مدير المستشفى نادرًا ما يأتي ويسأل عن المرضى، وأحيانًا لا نراه لمدة شهرين متتاليين، وقمت بتحرير محضر ضده وضد مدير الوحدة، فعند الاتصال بهما حال حدوث مشكلة ما، لا نجدهما بجانبنا، ويكتفيان بالظهور في القنوات الفضائية للحديث عن وحدة غسيل الكلى وكأنها "حرم مكي"، وأن كل شيء مضبوط، وهذا غير صحيح - حسب قوله -.
وتابع: المرضى هنا يعانون من وصول الهيموجلوبين إلى رقم 6، ما يؤثر على كل أجهزة الجسم كالكبد وهشاشة العظام، وخلل في المخ، وأضرار بالغدة الدرقية ومضاعفات عديدة، بالإضافة إلى أن الدم غير متوفر.
وأكد أن الأزمة الكبرى في نقص حقن "الأرنست" الخاصة بكرات الدم الحمراء والتي من المتفرض أن تصرف للمرضى، ولم يتم صرفها منذ 4 أشهر، بدعوى أنهم ينتظرون نتيجة التحاليل قادمة من الوزارة، فالمشكلة في الطبيب الذي لا يريد الذهاب لإحضار نتيجة التحليل.


اتفقت معه الحاجة "اكرام" وهي تتحدث بصعوبة بالغة، نائمة على سرير، يخرج من ذراعها وصلات موصلة بجهاز غسيل الكلى: "أنا تعبانة والحقن متصرفتش بقالها مدة طويلة".
في السرير المقابل سيدة ضعيفة البنيان ترتدي ملابس سوداء، أشارت لي وهمست في أذني قائلة: "اسمي حميدة فوزي عبدالله، حقن الأرنست الخاصة بالدم لم أحصل عليها منذ 3 أشهر، وأحضر هنا لغسيل الكلى 3 مرات في الأسبوع"، وهو ما اتفقت معه عدة سيدات أخريات اشتكين من نقص الحقن بجانب قلة أعداد الممرضات إلا أن جميعهن اتفقن على حسن معاملة الممرضات معهن.
الوضع اختلف مع "أبو محمد" الذي اشتكي من الإسعاف قائلًا: "لدي مشاكل مع الإسعاف، عندما أطلب الإسعاف يأتي متأخرًا ومعه حالة، وأجلس على كرسي لمدة 70 دقيقة، وأقوم بغسيل الكلى يوم بعد آخر بمعدل 3 مرات أسبوعيًا ولكن ليس لدي مشاكل مع وحدة الكلى.
وتابع: الممرضات يقومن بدورهن على أعلى مستوى، رغم قلة عددهن، وأتمنى اهتمام الإسعاف بنا والحضور سريعًا دون اصطحاب حالة أخرى معه.
وأشاد ممدوح محمد صالح، بالممرضات، واصفًا جهودهن بأنها فوق طاقة البشر، حيث إن كل واحدة مسئولة عن أكثر من حالة، مضيفًا أنه يحضر إلى الوحدة منذ عامين وحدث تطور ملحوظ في الأونة الأخيرة.
من جانبه أكد مدير وحدة الكلى بالمستشفي، الدكتور ياسر منصور، أن "الحقن التي يتحدث عنها المرضى بمثابة منشطات لتصنيع كرات الدم الحمراء، كنا نصرفها على نفقة المحافظة لتدعيم العلاج، ومنذ فترة نقوم بعمل قرار علاج على نفقة الدولة للمرضى لكي يتم صرف الحقن، وتم صرفها لمجموعة كبيرة بالفعل".
وقال: "بروتوكول" وزارة الصحة يتطلب مجموعة كبيرة من التحاليل وبناء عليها نصرف الحقن للمريض، وجزء كبير من تلك التحاليل غير متوفر بالمستشفى، واتفقنا مع شركات للأدوية على القيام بمسح شامل لجميع المرضى بالنسبة للتحاليل غير الموجودة، وذلك على نفقة الشركات دون تكلفة المريض أي نفقات، وبناء على نتائجها يتم تحديد من ينطبق عليه "بروتوكول" الوزارة من المرضى.


وتابع: يتم توقيع طلب صرف الحقن على نفقة الدولة للمريض وإرساله للوزارة ويصدر له القرار، وجميع من صدر لهم قرارات تم صرف الحقن لهم، وأي مريض ينزل هيموجلوبين الدم لديه يتم نقل دم مباشرة له على نفقة المستشفى."
وقال: "واجبنا ودورنا خدمة المريض والعمل على حل أي أزمة، وبخصوص شكوى البعض من المرور والتواجد بالقسم، فليس شرط أن أقوم بالمرور على كل مريض يوميًا، خاصة أن لدي 3 ورديات في وحدة الكلي والمريض يأتي يوم بعد يوم".
وأضاف: ستجدني أمر اليوم في الوردية الأولي وغدًا في الثانية، وهكذا، لذلك يتصادف ألا يراني المريض كل مرة يأتي فيها، خاصة أن هناك عدة أقسام في المستشفي وليس قسم الكلي فقط وجميعها أقوم بالمرور عليها يوميًا".
وأوضح "أبو جندي" أن الوحدة بها 85 ماكينة غسيل كلي و85 سريرًا من تبرعات أهل الخير، موزعين علي 5 قاعات واحدة مخصصة للمرضي المصابين بفيروس سي، وأخري للمصابين بفيروس بي، والثالثة لمصابي الايدز، وباقي القاعات للمرضي الغير مصابين بالفيروسات السابقة، مضيفًا: "لدينا 72 مريضًا لغسيل الكلى يتم توزيعهم على 3 "ورديات" تبدأ من السادسة صباحًا حتى الثامنة مساء بخلاف الطوارئ التي تبدأ من الثامنة صباحًا، ويأتي المريض 3 مرات أسبوعيًا.
وقال: كما يوحد لدينا وحدة العناية المركزة لمرضي الكلي، ولكن لم تستغل بعد، لأننا في حاجة إلى القوي البشرية حيث إننا نعاني من عجز شديد في التمريض ولذلك نطلب دعم الوزارة من أطقم التمريض، بخلاف وجود عجز في القوي البشرية بالنسبة للأطباء.
وعن شكاوى بعض المرضى من نقل الدم والحقن يقول مدير المستشفى: نحن نتبع وزارة الصحة وبروتوكول العمل مع الوزارة، وقسم الكلي الصناعي يتعامل مع تعليمات "الصحة"، وحسب تحليل الدم يتم صرف الحقن للمريض في حالة وجود قرار على نفقة الدولة، ولو احتاج المريض يتم نقل الدم مباشرة مجانًا، وآخر مرة حصلوا على الحقن كان الشهر الماضي بناء على التحاليل."