رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

صراع اليمين في انتخابات الرئاسة الفرنسية.. يتفقان على الإصلاح الاقتصادي ويختلفان على "هوية البلاد".. فرانسوا فيلون يهاجم "نخبة باريس الليبرالية": "ضيقو الأفق".. و"جوبيه" يصفه بـ"مرشح بوتين"

فرانسوا فيللون، المرشح
فرانسوا فيللون، المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال فرانسوا فيلون، المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إنه يتعهد بإحداث "صدمة كهربائية" للإصلاح الاقتصادي، وذلك بالتزامن مع هجوم عنيف شنته حملته الانتخابية على من أسمتهم "ضيقي الأفق" من النخبة الليبرالية في فرنسا، الذين يحذرون من أن "فيلون" يمثل رجعية اجتماعية خطيرة.
واشتكى "فيلون" اليميني والمحافظ اجتماعيا، الذي لا يزال الأوفر حظا للفوز على منافسه الأكثر اعتدالا آلان جوبيه في التصويت النهائي يوم الأحد، من تصويره على أنه رجعي من القرون الوسطى.
وأشارت صحيفة الـ"جارديان" البريطانية إلى أن حملة فليون الانتخابية كانت دائما ما تعزز من قيمه الكاثوليكية من أجل استمالة أنصاره من المتدينين المحافظين الرافضين لزواج المثليين وحقوق التبني التي أدخلت على القانون الفرنسي منذ ثلاث سنوات. 
وكان بيير بيرج، رجل الأعمال الفرنسي وشريك مصمم الأزياء الراحل إيف سان لوران، كتب تغريدة على "تويتر" يقول فيها: إن التصويت لفيلون في الانتخابات يعني انتصار الرجعية، مشبها فوزه بعودة الأنظمة الداعمة والحليفة للنازية.
وبدوره انتقد "فيلون" تصريحات "بيرج"، في مقابلة إذاعية، قائلا عنه، إنه رجل "سخيف وحانق عليه وإنه يعتقد أنه يعرف كل شيء في العالم، بينما هو أصغر من ذلك بكثير". 
وتعهد "فيلون" أثناء حملته الانتخابية بأنه لن يلغي قانون زواج المثليين أو يغير قانون الحق في الإجهاض، ولكنه قال: إنه سيسحب بعض الحقوق الأبوية للمتزوجين مثليا. 
ووعد "فيلون"، المعجب بمارغريت تاتشر، بخفض نصف مليون وظيفة في القطاع العام في غضون خمس سنوات، وخفض الإنفاق العام، وخفض الضرائب، مع كسر قوة النقابات العمالية. 
وفاز في المناظرة التلفزيونية الأخيرة مساء الخميس ضد جوبيه، والتي استقطبت جمهورا قياسيا قدره 8.5 مليون مشاهد. 
وكلا المرشحين رؤساء وزراء سابقين من التيار اليميني، ويشتركان في برنامج اقتصادي مماثل على نطاق واسع لخفض الإنفاق العام وتقليم برنامج الرعاية الاجتماعية والصحية الموسع في فرنسا، ولكن "فيلون" من أنصار الإصلاح الاقتصادي السريع والحاسم، أما "جوبيه" فمن أنصار الإصلاح الاقتصادي والهيكلي البطيء أو ما يسميه اللطيف متهما فيون بالتمادي في وحشية الإجراءات الإصلاحية.
ومن أهم الأمور الخلافية بين المرشحين هو مفهومهم للهوية الفرنسية، فبينما يقول "فيلون": إن فرنسا ليست أمة متعددة الثقافات، وأن على الأجانب أن يلتزموا بنمط الحياة الفرنسي والقيم الفرنسية، يقر "جوبيه" بأن الهوية الفرنسية قائمة على التعدد والتنوع.
"جوبيه" انتقد أيضا "فيلون" لقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسعيه لإقامة علاقات ثنائية دافئة مع الدب الروسي، ومطالبته الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن روسيا، حتى أنه وجه سخرية لاذعة له عندما قال: إن هذه أول انتخابات رئاسية يقوم فيها الرئيس الروسي باختيار مرشحه وهو ما يشكل صدمة له.
وكان بوتين قد أشاد بـ"فيلون"، واصفا المرشح اليميني بأنه "مهني عظيم" و"شخص منظم ومبدئي جدا".
وفي حالة فوز "فليون" بترشيح اليمين من المتوقع أن يواجه اليمينية المتطرفة مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية، في الجولة النهائية للانتخابات الرئاسية.