رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

هل نتعلم من أخطاء الإخوان؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتصرت الإرادة الشعبية، ورحل د. مرسي، وحقق الشعب المصري انتصارًا غير مسبوق، وأثبت أن الشعب هو المعلم، وأصبح لنا مكانة في سجل التاريخ.. ثلاثة رؤساء (مخلوع ومعزول ومؤقت)، وثلاثة مراحل انتقالية: مرحلة المجلس العسكري الأول، مرحلة د. مرسي، ثم المرحلة الثالثة الآن.

عامان ونصف العام تمت فيها الأخطاء التالية:

أولاً: غياب الرؤية والقيادة: حيث لم يكن هناك قيادة موحدة، ولا تبلور لرؤية، حتى أن المجلس العسكري الأول عقد 214 اجتماعًا مع قوى وأحزاب وشخصيات، أي أن المجلس عقد 7 اجتماعات شهريًّا، بمعدل اجتماعين أسبوعيًّا، ورغم ذلك حدثت أخطاء جسيمة، أبرزها الانفصام بين الثوار من جهة وصناع القرار من جهة أخرى، ولم يجد المجلس العسكري الأول، بقيادة المشير طنطاوي، سوى اللجوء للإخوان؛ لما يجمع بينهما من “,”التراتبية والطاعة“,”؛ الأمر الذي أدى إلى “,”استفراد“,” الإخوان بوضع خارطة طريق المرحلة الانتقالية الأولى، وسط هتافات حمقاء: “,”يسقط حكم العسكر“,”!! الأمر الذي زاد من الفجوة ما بين المجلس العسكري والثوار، وأدى إلى مزيد من التقارب مع الإخوان، كانت نتائج ذلك مزيدًا من الصدام بين المجلس العسكري وشباب الثوار في ماسبيرو ومحمد محمود، وظهرت قضية “,”كشف العذرية“,”،... إلخ.

في نفس الوقت تشكلت لجنة “,”إعداد الدستور“,” بقيادات إخوانية (صبحي صالح، المستشار طارق البشري)، ووسط اهتمام الثوار بالمعارك الجانبية استطاع الإخوان تعميق الهوة بين الثوار والمجلس من جهة والعمل الخدمي وسط الجماهير من جهة أخرى؛ مما أعطاهم الفرصة للحصول على الأغلبية، سواء في الاستفتاء أو الانتخابات البرلمانية، وهكذا خسر المجلس العسكري الأول والثوار بعضهما البعض، واستنزف الإخوان قواهما في معارك جانبية، وزاد “,”الطينة بلة“,” تحول القيادات الثورية الشابة من ثوار إلى إعلاميين؛ الأمر الذي أبعدهم كلية عن الشارع، وسقوط “,”عاصري الليمون“,” فاقدي الرؤية في فخ الإخوان عبر الانتخابات الرئاسية؛ مما هيأ المشهد كلية لاعتلاء الإخوان، ثم ضرب عاصري الليمون للمسرح وطنطاوي وعنان بحجر واحد!!

ثانيًا: استعلاء الإخوان: على الجانب الآخر، بعد كل تلك “,”المعارك“,” السهلة، التي لم ينتصر فيها الإخوان بقدر ما هزم الثوار أنفسهم بأنفسهم، شعر الإخوان بالاستعلاء على الثوار؛ باعتبارهم مجموعة من الصبية أو مناضلي الفضائيات، وتصرفوا على أن مصر صارت بين قبضتهم، وقفزوا فوق الإنسان المصري، وفوق التراث المدني الإنساني والحضاري للشخصية المصرية، وتخطوا الخطوط الحمراء للإنسان المصري، وهو إحساس المصريين بأن مصر غير قابلة لا للتجزئة ولا الدمج، شعر المصريون بأن بلدهم العظيم ودولتهم العريقة رهن بتنطيمات “,”مسلحة“,” مثل “,”حماس“,” وغيرها، وأن أول دولة في التاريخ، والتي كانت إمبراطورية مرتين مجرد “,”ولاية“,” إسلامية وجزء من الولاية الكبرى في مشروع الإخوان؛ ومن ثم استفزت هذه الجهالات الإنسان المصري، وحركت كل “,”جيناته“,” الحضارية ضد مشروع الاستكبار الإخواني.

ثالثًا: والآن، بعد أن أسقط الشعب المشروع الاستيطاني الإخواني، هل نتعلم الدرس؟ هل نتقدم برؤية واضحة؟

هل نعيش المصالحة الحقيقية بين كل مكونات الجماعة الوطنية المصرية (التيار الإسلامي، التيار الاشتراكي، التيار الناصري القومي، التيار الوطني العام)؟..

هل نتقدم نحو إقرار الدولة الحديثة، دولة القانون، عبر دستور دولة وطنية ديمقراطية حديثة، من خلال جمعية تأسيسية تعبر عن مصر بكل أطيافها، وأن نتحلى بما يتحلى به شباب “,”تمرد“,” من تسامح ورغبة حقيقية في عدم نفي الآخر، مع الربط بين التسامح وإعمال القانون مع كل من ارتكب جريمة في حق الوطن.

رابعًا: إعطاء فرصة لمؤسسات الدولة بإصلاح نفسها بنفسها، وبالتحديد القضاء والشرطة، في سياق إعادة بناء مؤسسات الدولة.
وفي كل الأحوال لا بد أن تسقط النزعة “,”الانتقامية“,” لدى البعض، وأن نتحلى بروح التسامح في إطار القانون.