الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

فوز "بوب ديلان" بـ"نوبل" يرسم البهجة على وجوه شعراء الأغنية المصريين.. بهاء الدين: أقرب أديب لقلوب الناس.. أمير طعيمة: ناقش كل قضايا الكون.. وعبدالفتاح: الجائزة انتصرت لـ"العامية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت جائزة نوبل للآداب هذا العام لتنتصر لكتاب الأغنية على مستوى العالم، حيث تم منحها لأول مرة في تاريخها لمغنٍ وشاعر غنائي وفنان تشكيلي أيضًا وهو الأمريكي بوب ديلان، الأمر الذي أشرح صدر كتاب الأغاني في العالم كله وبالتحديد في مصر الذين اعتبروها بشرة سارة لهم تجعلهم يحلمون في يوم من الأيام باقتناص مثل هذه الجائزة العظيمة، إذ اعتبروا فوز ديلان بمثابة رد قاسٍ على الأدباء الذين ينظرون إلى شعراء الأغنية نظرة دونية ويعتبرهم في مرتبة أدبية أقل ومنهم من يعتبرهم ليس أدباء من الأساس؛ وفي هذا الصدد تستعرض البوابة آراء عدد من شعراء الأغنية والمنغمسين في شعر العامية عموما حول هذا الحدث.
ففي البداية، يقول الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد: إن خبر فوز المطرب وكاتب الأغاني بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب لهذا العام، حدث يخلد في تاريخ كتابة الأغنية على مستوى العالم معربًا عن سعادته وفخره بفوزه؛ مضيفا أن الشاعر الغنائي هو أديب في الأساس ويعتز بانتمائه للوسط الأدبي وليس كما يصنفه البعض ضمن فئة الموسيقيين، لذا يستحق نوبل للآداب عن جدارة مشيرًا إلى أن نوبل كانت لابد أن تفتح الباب للشعراء الغنائيين لأنهم الأقرب للناس. 
ويشير "محمد" إلى أن هذا الحدث بالرغم من عظمته فهو إنجاز محسوب للغرب وانتصار، حيث إن مصر بها شعراء تتجاوز أغنياتهم خيال منظمي جائزة نوبل ولديهم ابتكار على مستوى الصور البيانية لم يحدثها أي كاتب أغنية غربي أو عالمي، لكن الغرب يتعمد ألا يلقي الضوء على فنهم وإن إدارة الجائزة هي من أرادت تحريك الجائزة في مصاف الشاعر الأمريكي ليس من خلال تحكيم نزيه بين كل شعراء الأغنية في العالم ولكنها أرادت أن تمنحها لأمريكي فحسب. وعن كلمات أغاني ديلان التي انحازت للعمال قال إن هذا النوع من الكتابة ينتمي للاتجاه السياسي الاجتماعي، والأغنية المصرية تناولت هذا النوع بمنتهى العمق والجدية من بينها الأغاني التي كتبها الشاعر بديع خيري وآلاف غيرها.
بينما يؤكد شاعر العامية إبراهيم عبدالفتاح أن فوز بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب للعام 2016 يعيد الاعتبار للأدب المكتوب بالعامية، كما يفجر بعض القضايا المتعلقة بالخلاف الكلاسيكي غير الموضوعي حول اللغة الرسمية واللغة اليومية؛ موضحًا أن الفصاحة قاصرة على لغة دون أخرى، وإذا تأمل المصريون تاريخهم الغنائي سيجدون عشرات من الشعراء يستحقون نوبل عن جدارة واستحقاق، ليس أولهم بيرم التونسي أو بديع خيري ولا أخرهم فؤاد حداد أو صلاح جاهين.
ويشير "عبدالفتاح" إلى أن اللغة العربية قد ظلمتهم كونها غير مشاركة في المنجز الحضاري الراهن، مضيفا أن جائزة ديلان تكشف تلك الغطرسة المجانية التي يمارسها النحويون وتحد من نظرتهم المكتوب بالعامية على أنه أدنى مرتبة.
أما الشاعر الغنائي أمير طعيمة، فيقول: إن فوز الشاعر والمغني بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب هذا العام يؤكد وجدونا كشعراء ضمن الوسط الأدبي في العالم كله كما يضع شعر الأغنية في مصاف المجالات الأدبية من حيث الأهمية وليس في مرتبة أقل كما يعتبرها البعض معربا عن سعادته بفوز شاعر غنائي بجائزة نوبل للآداب لأول مرة في تاريخها مشيرًا إنها رغم أنها خطوة جيدة انتصرت لشعر الأغنية إلا أنها جاءت متأخرة.
ويوضح "طعيمة" أن الشاعر الغنائي يصل بأغانيه لعدد من الناس أكثر لاسيما أن الأغنية نجحت في تناول كل المواضيع الإنسانية. مضيفا إن مصر بها كل الأشكال الغنائية ولكن الظاهر هو الأغنية العاطفية مشيرا إلى أن الأغنية في أمريكا تناقش مواضيع جادة وقضايا عديدة ومختلفة تهم الناس مثل أغاني بوب ديلان وسبب انتشارها هناك وغيابها في مصر يرجع إلى ذائقة الجمهوره وأن الأغنية لها عائد معنوي ومادي على مؤلفها، لكن الأغنية العاطفية هي الأكثر رواجا عن أي موضوع غنائي آخر لكن كل الأشكال موجودة.
ويشير إلى أنه قدم تجربة بعنوان "شخبطة ع الحيط" لم يجد منتجا يمولها رغم إعجابهم الشديد بها فأنتجها بنفسه ونشره عبر اليوتيوب ورغم أنها تجربة تمس الناس ومشاكلهم إلا أنها لم تحقق انتشارا بعكس أغانيه العاطفية، مشيرًا إلى أن هذا يدفعه للاستمرار في كتابة الأغنية العاطفية وغض النظر عن المواضيع الأخرى رغم أن كتابة الأغنية التي تمس مشاكل الناس هي الأقرب لقلبه مؤكدا أن الأدباء لا يجب ألا يتجاهلوا شعراء الأغنية وبدلا من تجاهلهم عليهم التأمل في كلماتهم سيجدون إنها براقة وسهلة الوصول للناس وتستطيع أن تناقش كل القضايا. 
بينما يبدى الشاعر عبدالرحيم طايع سعادته الكبرى، بفوز المبدع الأمريكي متعدد المواهب بوب ديلان بنوبل هذا العام، معتبرًا فوزه فتحًا جديدًا للجائزة الأدبية الأشهر والأرفع في العالم، والتي بشرت شعراء الأغنية بأنها اقتربت وصارت بمتناول أيديهم، مشيرًا إلى أنهم مبدعون ظلوا محرومين من نيلها على مدى التاريخ. 
ويقول "طايع" إن ديلان مؤسسة فنية مستقلة بذاتها؛ فهو كاتب ومغنٍ وشاعر وممثل وفنان تشكيلي، لكن المثقفين في المنطقة العربية لديهم تصورًا سيئًا لمتعددي المواهب، حيث دائمًا ما يزجروهم، ويدفعونهم للتركيز في فن واحد؛ بحجة أن التعدد الفني شتات لن يمكنك من التميز والنجاح، على عكس الوفاء للون الواحد.
ويضيف أنه يتشابه مع ديلان في تعدد مواهبه فهو كشاعر يكتب الشعر مقروءًا بالأساس، لكن يكتب الأغنية بل يمارس الغناء، وفي الوقت الحالي يتعلم عزف الجيتار، ويحلم أن يسير في الشارع مغنيًا يومًا ما حاملًا على ظهره جيتاره، حاملًا كتبه ودواوينه في حقيبة على كتفه مشيرًا إلى أن أغاني "ديلان" رددها العديد من الثوار، وكانت تحمسهم في الحركات المناهضة للحرب، وقد تم تصنيفه كواحد ممن أثروا فن الموسيقى والثقافة الشعبية لأكثر من خمسة عقود لكن بعض أعمال "ديلان" مجدت إسرائيل ونوبل يعتبرها الكثيرون مسيسة ولا تخلو من الشبهات، موضحًا أن الشاعر المصري سيد حجاب ممن يستحقون الجائزة الكبرى على الدوام، لرفعه ما كتبه وأثره في الأغنية، لا سيما المعبرة عن الدراما، فمحصلة اسمه مئات التيترات الفارقة والأغاني الدرامية الداخلية الشجية المعبرة بقوة وألمعية عن منحنيات الدراما التي رددها المجتمع المصري بعوامه ومثقفيه على مدى أعوام عديدة مديدة.
من جانبه، يشيد الشاعر الغنائي عنتر هلال، بقرار لجنة جائزة نوبل للآداب التي منحت جائزتها هذا العام للشاعر الغنائي الأمريكي بوب ديلان، حيث أشار إلى أنها لجنة تتمتع بتذوق نقدي عالٍ، لكونها أدركت جيدا قيمة الشاعر الغنائي، معتبرا تكريم ديلان تكريما لشعراء الأغنية في العالم كله حتى المصريين.
ويتابع؛ أن الشاعر الغنائي يكاد يكون أ هم عند الناس من الشاعر الذي يقدم القصيدة المقروءة، حيث أنه الأكثر تأثيرًا من أي شاعر آخر، حتى لو كان أدونيس أو نزار قباني، فمن الممكن أن تقام قيم مجتمع بأكمله على يد شاعر غنائي وقد تهدم هذه القيم على يد نفس الشاعر أيضًا موضحًا أن هناك شعراء أغنية ابتعدت معاني كلماتهم عن الاشتباك مع المواضيع التي تمس الناس وتجنبوا موضوعات عديدة يناقشها الشعراء والأدباء، مرجعًا ذلك بسبب رفع الدولة دعمها لسوق الأغنية وتركها فريسة للإنتاج الخاص، فحرمت كتابها من حرية الكتابة في الموضوعات المختلفة، ووضعتهم تحت قبضة شركات الإنتاج التي لا تسوق سوى الأغنية العاطفية، مشيرًا إلى أن فن الأغنية في مصر يتعرض لمحاولة اغتيال متعمدة من الدولة من ناحية ومن إفلاس شركات الإنتاج من ناحية أخرى.
ويستنكر "هلال" حالة الاستياء العامة التي سادت الوسط الأدبي المصري عقب إعلان الجائزة بفوز شاعر غنائي وتوالت المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من ذلك، حيث أكد أنه يعلم جيدا أن الأدباء ينظرون إلى شعراء الأغنية نظرة دونية باعتبار أنه أقل قيمة وقامة منهم، مشيرًا إلى أن هذا رأيهم لكنه ضد هذه النظرة، مؤكدا أن شاعر الأغنية هو الأكثر تأثيرا والأكثر شعبية، كما أنها قادرة على مناقشة كل الموضوعات بألياتها الخاصة، مشيرًا إلى أنه نفسه أشهر من أدونيس من حيث معرفة رجل الشارع البسيط به مناشدًا كل الأدباء أن ينغمسوا في سوق الأغنية، وبعد ذلك يضعوا أنفسهم في مقارنات بدلا من الثرثرة الدائمة، فهناك عدد كبير منهم لم يعرفهم أحد سوى من خلال قصائدهم التي غنت من بينهم مثلا الشاعر أحمد فتحي صاحب قصيدة الكرنك التي غناها عبد الوهاب ومحمود حسن إسماعيل صاحب النهر الخالد وإبراهيم ناجي صاحب الأطلال التي غنتها أم كلثوم، موضحا أن في فترة الثمانينات اقتحم عدد من الشعراء والأدباء سوق الغنوة فأثروا فن الأغنية في مصر وأظهروها بشكل مختلف وفي غاية الروعة من بينهم عبد الرحيم منصور ومجدي نجيب وأمل دنقل الذي قدم مجموعة أغاني غنتها عفاف راضي في مسرحية "الشخص" وكانت من ألحان الإخوان رحباني، إضافة إلى صلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي اللذين يستحقا منح نوبل عن جدارة في كتابة الغنوة، متمنيا أن يعود الشعراء مرة أخرى لسوق الأغنية لينتشلوها من قبضة الزجالين الذي يعتبرهم من الزجالين أردأ كتاب الأغنية.