الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نظّف مرايتك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
افعل يا بن آدم كما تشاء فكما تدين تدان…
نسمعها كثيرًا ويرددها عقلنا أكثر، ولكنها تراودنا بأفكار محدودة فنتخيل معها ونحن شباب علاقتنا النسائية ونتخيلها ونحن آباء أو أمهات أن قانون الرد سيبحث عن أبنائنا ويدينهم كما داينا الآخرين فيما قبل.
نتخيلها فى معاملاتنا المالية ونتخيل أن كل ما نأخذه بدون حق وتعب نخسر أمامه مما نحصل عليه بتعب.
نتخيلها فى معاملة الزوج لزوجته ومعاملة الزوجة لزوجها، وكيف أننا إن ظلمنا سنجد من يظلمنا، ونتخيلها فى كل ما نفعل من سوء، وننتظر المقابل لما سوف يأتينا بنفس مقدار السوء. 
ونعيش دائما فى تلك الدوامة من الفعل وانتظار رد الفعل.
وتلك هى النظرة التشاؤمية وما يسمى دائما بنصف الكوب الفارغ.
قليل منا يتخيل بنظرة التفاؤل وكيف أنه ساعد أحدا دون أن ينتظر مقابلا، ويرد له على نفس النمط، فيجد من يساعده بدون أن ينتظر مقابلا.
لقد تملكنا التشاؤم لدرجة أنه عندما نجد شخصًا ما يساعدنا دون أن ينتظر مقابلا نشك فيه ولا نصدق أنه يفعل هذا بدون مقابل، ونستغرق أوقاتنا فى التفكير الإبداعى لمعرفة النوايا الحقيقية لذلك الشخص، لأنه لا يمت للواقع بصلة، ولا يمكن أن يتواجد مثل هذا الشخص فى هذا الزمان.
عندما يأت السوء نتوقع دائما أنه ثمن فاتورة قديمة لم نسددها، وعندما يأت الخير لا نعتقد أنه أيضا جائزة لما صنعناه سابقا.
ما يسميه البعض بالحب غير المشروط هو نتيجة ما بداخلنا من خير وتفاؤل.
إذا زرعت خيرا ستجد من يتمناه لك، وإن كان لا يستطيع أن يغير ما أنت عليه، وإن كانت تلك الأمنية فى صلاح حالك وتقربك إلى الله، ولكن يكفى ويفوق الدنيا بما عليها أن تجد أناسًا يبذلون كل الجهد فى تمنى الخير والصلاح لك.
نحن مرايا تعكس صور بعضنا إلى بعض، فإن كنت خيرا تريد الخير للناس ستراه فى وجوههم، وإن كنت أنانيا تريد كل شىء لك ستراه أيضا.
وكما نعلم علم اليقين أن المرايا ما هى بوقع بل هو انعكاس لنا ونرى فيه ما نحن عليه.
يمكنك أن تنظف المرايا الموجودة حولك بتنظيف ما بداخلك لترى الصورة كما تريد أن تراها، كما يمكنك أن تجعلها ضبابية أو متسخة، وذلك بتحكمك فى ذاتك وما يقطن داخلك. 
تذكر أنك من سوف يسر بمراياه، وأنك أيضا من سيتألم بمراياه، ولك الاختيار فأنت مخير ولست بمسير.
كانت هناك بلدة كان يوجد فيها قصر يوجد به ألف مرآة فى قاعة واحدة.
سمع أسد بهذه القاعة فقرر أن يزورها فذهب لهذا القصر.
وعندما وصل أخذ يقفز على السلالم فرحا.
ولما دخل القاعة وجد ألف أسد يبتسمون فى وجهه ويهزون أذيالهم فرحين.
فسرّ جدا بهذا، وقال فى نفسه لا بد أن أحضر هنا مرات أخرى كثيرة.
سمع أسد آخر بهذه القصة فقرر أن يزور القصر مثل صديقه ولكنه لم يكن. فرحا بطبيعته، مشى بخطوات متثاقلة عابسًا حتى وصل إلى القاعة ذات الألف مرآة.
ولكن يا للعجب.. وجد ألف أسد يعبسون فى وجهه فكشر عن أنيابه وذعر وأدار وجهه وجرى…
وهو لا ينوى على شىء
لا تنس!
كل الوجوه فى العالم مرايا… 
فأى انعكاس تجده على وجوه الناس هو من صنعك أنت.
فأنت الصورة الأصلية، وتأثيرك يصبغ على الآخرين بطريقة أو بأخرى…