الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. "دماء الأضاحي" تغرق المنازل والشوارع بالأقصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلت شوارع قرى ومدن محافظة الأقصر بشكل نسبي من المواطنين الذين تفرَّقوا بين عائدٍ إلى منزله ومتجه إلى أحد محال الجزارة لذبح الأضحية في أول أيام عيد الأضحى المبارك، في طقوس ترسم بهجةً وتضفي جوًا من الروحانيات وحالة من الفرحة والسعادة بين الأهالي بقدوم العيد.
وتسابق أهالي مدينة الأقصر على ذبح أضحية العيد بعضها في الشوارع وآخرين في المنازل والأماكن المخصصة لذبح الأضاحي وتجمع الأطفال والشباب لالتقاط الصور واللعب في الدماء وسط حالة من الفرحة في انتظار توزيع الأضحية على الفقراء كما شهدت محال الجزارين إقبالًا كبيرًا من المواطنين على مدار الساعات الماضية، حيث تجمَّع عشرات المواطنين أمام أحد محال الجزارة، يقف كل منهم منتظرًا لدوره، حاملًا ورقة برقم الأضحية الخاصة به.
فيما أقدم العديد من أهالي مدينة الأقصر على ذبح أضاحي العيد فوق أسطح منازلهم بالاستعانة بعدد من الجزارين للهروب من مخالفة الذبح في الشوارع، تجنبًا لدفع الغرامات وفي المقابل قام بعض الأهالي وأصحاب محال الجزارة بالذبح بالشوارع الجانبية دون أي رقابة من مديرية الطب البيطري رغم التشديدات بضرورة الذبح داخل المجازر وبالمجان بعد الكشف على الماشية والتأكد من صلاحيتها للذبح.
ورصدت "البوابة نيوز" مراحل ذبح الأضحية، حيث قال سيد الزيني، صاحب محل الجزارة: إنَّ الزبائن يحجزون الأضحية قبل العيد ويحصل كل منهم على رقم "للأضحية" الخاصة به، ثمَّ يأتي أول يوم العيد بعد الصلاة ليحضر الذبح بنفسه، مشيرا إلى أنَ الحجز يتم قبل العيد بفترة، مؤكدًا أن الأسعار أثّرت بشكل نسبي على زبائنه، من حيث تخفيض الكمية، أي من كان يذبح "عجلًا" أصبح يذبح "خروفًا"، ومن كان يذبح خروفًا كبيرًا أصبح يذبح خروفًا صغيرًا، لافتًا إلى أنَّ "البعض" استغنوا عن الذبح واستبدلوها باللحم أو بشراء الماعز أو الاشتراك في الأضحية مع آخرين، مشيرًا إلى أنَّه بدأ ذبح الأضاحي عقب صلاة العيد ويستمر كل عام حتى فجر اليوم الثاني، مطالبًا مشتري الأضحية أن يشتري من مكان مضمون.
وأكد عمر خليل، مواطن، أنَّ أسعار هذا العام مرتفعة جدًا حيث يحصل الجزارون على مقابل 100 جنيه للخروف الواحد و200 جنيه للعجل بزيادة الضعف عن العام الماضي، بالإضافة إلى زيادة أسعار اللحوم، موضِّحًا أنَّ ذلك أثر عليه بشكل سلبي واضطر إلى تخفيض عدد الأضحية، مشيرًا إلى أن الذبح في محل جزارة يختلف كثيرًا عن الذبح في المنزل من حيث الانتظار والزحام الذي يشهده الجزارون.
وكانت وزارة الزراعة، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية قد وضعت 12 قاعدة، تتوافق مع الشريعة الإسلامية عند ذبح أضاحي عيد الأضحى 2016، لتصبح الذبائح جيدة اللحم ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية وتتوافق مع قواعد الرفق بالحيوان.
وتتمثل تلك القواعد في إنه يفضل صوم الحيوان لمدة 12 ساعة، وذلك لتحسين نوعية اللحم وتقديم ماء الشرب للحيوان لتسهيل عملية السلخ وتجهيز السكين الخاص بالذبح، وذلك بأن يكون نصلها حاداً ويدها مثبته جيدًا ويجب عدم إجهاد الخروف قبل الذبح وعدم جر الحيوان على الأرض إلى مكان الذبح ولا يتم شحذ السكين أمام الحيوان ويتم ذبح الحيوان بمجرد السيطرة عليه.
وعند ذبح الحيوان يوضع الخروف على الجانب الأيسر متجهاً نحو القبلة مع عدم تقييد الخروف أثناء وبعد الذبح ثم المرور بالسكين على الرقبة أسفل الرأس أفقيًا وقطع الأوردة من الحلقوم والمرئ والوجدين، وذلك مع التسمية فذكر اسم الله عند الذبح تكسب الذابح والمذبوح سكينة وطمأنينة ويترك الدم ينزف ولا يتم فصل الرأس وقطع الأعصاب إلا بعد أن ينزف تمامًا وتخرج روحه كليةً ثم يبدأ السلخ بعد الذبح مباشرةً؛ وذك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف، "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".
وفيما يخص الشأن الديني لذبح الأضاحي.. قال الشيخ محمد صالح عبد الرحمن، وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر: إن ذبح الأضحية له سنن معينة من الواجب على المٌضحي اتباعها ومنها: أن تذبح الأضحية عقب صلاة العيد وليس قبلها، فهناك من يقوم بالذبح قبل الصلاة أو بعد صلاة الفجر مباشرة وهذا لا يجوز، مشددًا على ضرورة أن يكون الذبح عقب صلاة العيد مستدلاً بحديث للرسول صلى الله عليه وسلم حين قال "من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه إلى أهله" أي لا يعتبر أضحية، مؤكدًا أن توقيت عملية الذبح، يبدأ من أول يوم العيد بعد شروق الشمس ويستمر طوال أيام التشريق حتى قبل الغروب، لافتًا إلى أنه لا يجوز الذبح عقب غروب الشمس، ويجوز ذبح الأضحية طوال أيام التشريق.
كما وضح الشيخ صالح أنه من الأفضل أن تقسم الأضحية إلى ثلاثة أقسام: ثلث للفقراء والمساكين وثلث للأقارب والأصدقاء وثلث لأهل المضحي، ويبين أنه لا شيء على المٌضحي إن وزع أكثر أو أقل من ذلك لأن السنة في الذبح فبمجرد الذبح عقب الصلاة فهو بذلك أدى السنة وأن يتوجه المسلم إلى أداء الصلاة صائمًا وله أن يفطر عقب الصلاة كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابع، أنه من الأفضل أن يذبح لنفسه إذا كان يحسن الذبح وإذا كان لا يحسن الذبح، فعليه أن يشهد أول لحظات الذبح مستدلًا الشيخ في هذا الأمر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال "قومي يا فاطمة واشهدي أضحيتك فإن الله يغفر لكِ بأول قطرة دم منها".
ومن جانبها أعلنت مديرية الطب البيطري بالأقصر عن استقبال المجازر للمواطنين الراغبين في ذبح الأضاحي من أول يوم عيد الأضحى ويستمر حتى رابع يوم وبدون أي رسوم حكومية طبقًا لتعليمات محافظ الأقصر إلا من المبالغ المتفق عليها بين المضحى والجزار، حيث لا دخل للمجزر فيها، حيث يقوم المجزر بالتأكد من تصاريح مزاولة المهنة والشهادات الصحية لهم بالإضافة إلى الكشف على الذبائح وإعدامها كليًّا أو جزئيًّا إذا كانت مريضة.