الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

التدخين يقتل 170 ألف مصري سنويًا

إذا ارتفعت أسعار السجائر.. فالإقلاع عنها «أصح»

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
د.المغازى: 5.4 مليون ضحية لإدمان التبغ فى العالم.. وارتفاع معدلات سرطان الرئة محليًا

إذا كنت غاضبًا من ارتفاع أسعار السجائر، فعليك أن تنظر إلى نصف الكوب المملوء، وتفكر فى الإقلاع عن هذه العادة الكارثية التى تقتل سنويا وفق دراسات صحية نحو ١٧٠ ألف مصر.
يقول الدكتور عصام المغازى رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر: يعتبر التدخين المسبب الرئيسى لأمراض الصدر ويتسبب فى عُشر حالات الوفاة بين البالغين فى جميع أنحاء العالم، حيث يقتل ٥.٤ مليون شخص سنويا، بمعدل حالة وفاة كل ٦ ثوانٍ، ويتسبب فى وفاة أكثر من ١٧٠ ألف مصرى سنويا. وتحتل مصر المركز العاشر فى معدلات التدخين على مستوى العالم، بنسبة ٢٠٪ من البالغين فوق سن ١٨ عاما، بينما يتعرض من ٧٠٪ إلى ٨٠٪ من المواطنين للتدخين السلبى.
ولا تقتصر أضرار التدخين على الجهاز التنفسى، ولا تقتصر أضراره على الحساسية وسرطان الرئة، فالدراسات الحديثة تؤكد تسببه فى تصلب الشرايين وضعف عضلة القلب والعجز الجنسى.
ويحتوى الدخان على حوالى ٤ آلاف مادة كيميائية منها ٤٠ نوعا على الأقل تسبب السرطان والنيكوتين يسبب ضيق الشرايين وانقباض الشعيرات الدموية الطرفية، كما أن القطران مادة مسببة للأورام الخبيثة نتيجة لترسبها فى الرئتين وأخيرا الزرنيخ وهو مادة سامة تسبب أنيميا خبيثة وسرطان الدم.
ويضيف: التدخين السلبى يؤدى إلى نفس أضرار التدخين الإيجابى ولذلك نطالب بأن يكون هناك إيجابية وتكاتف من جميع أفراد المجتمع للمطالبة بحقهم فى منع المدخنين من اقتراف هذه العادة بوسائل المواصلات أو فى أماكن العمل أو المغلقة لأن من حق الإنسان أن يتنفس هواء نظيفا.
ويؤدى التدخين إلى الربو الشعبى أو الحساسية الصدرية وهما اسمان لمرض واحد يصيب الممرات الهوائية للرئتين وينتج عنه التهاب وضيق الممرات التنفسية ما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية، وتكرار نوبات ضيق بالتنفس مصحوبة بالكحة والبلغم بعد التعرض لاستنشاق المواد التى تثير وتهيج الجهاز التنفسى.. وهذه النوبات تختلف فى شدتها وتكرارها من شخص إلى آخر.
وترتفع حدة النوبات مع تردى الحالة النفسية أو ممارسة الرياضة ولتجنب حدوثها لابد من الابتعاد عن الأشياء التى تسبب الحساسية التى هى أكثر الأمراض شيوعًا خاصة بين الأطفال.
ويقول: هناك درجات لمرض الربو بين بسيطة وعالية ولابد من زيارة الطبيب عند الشعور بأعراض ضيق التنفس وانقباضات أو آلام الصدر أو اضطراب النوم بسبب ضيق التنفس وصدور صوت صفير عند التنفس فى الشهيق أو الزفير.
ويقول إن مرض السدة الرئوية المزمنة هو مجموعة من الأمراض الرئوية المزمنة التى تعوق تدفق الهواء فى الرئتين، مثل التهاب القصبات المزمن وتبدأ بالكحة وضيق بالتنفس بصورة متكررة وصوت صفير مع التنفس وزرقة فى الشفاه والأظافر، بالإضافة للكحة المزمنة المصحوبة بالبلغم مع فقدان الوزن.
ويوجد فارق كبير بين مرض السدة الرئوية، وحساسية الصدر، على الرغم من تشابه بعض الأعراض والفارق الجوهرى بينهما أن مريض الحساسية تحدث له أزمات صدرية كل فترة، لكنه بين الأزمات يكون سليما تماما، أما مريض السدة الرئوية فإصابته دائمة.
وتعد السدة الرئوية أحد أكثر أمراض الجهاز التنفسى المزمنة انتشارا، وفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية وهى ثالث المسببات للوفاة فى البلاد متوسطة الدخل، ويصيب فى مصر ٣.٣٪ من السكان، كما أن ١٠٪ يعانون من أعراض مبكرة للمرض ومرشحون لإضافتهم إلى نسبة المرضى ويوثر المرض بالسلب على ٥٥٪ من المرضى سواء من ناحية أداء نشاطهم الطبيعى وممارسة الرياضة والواجبات المنزلية.. والمؤسف أن ٤٠٪ من المرضى غير مدركين لخطورة التدخين كمسبب رئيسى لإصابتهم بالمرض.
لا يوجد علاج نهائى وفعال للمرض لأن الخطة العلاجية تعتمد على الإقلاع عن التدخين والتخفيف من الأعراض التى يعانيها المصاب وذلك لتلافى مضاعفات المرض. 
ويصاب ٢٥٪ من مرضى السدة الرئوية بقصور الشريان التاجى، كما أنهم معرضون أيضا للإصابة بهشاشة العظام، ويؤثر المرض بشكل كامل على الحياة الاجتماعية للمريض، ويمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعى، إلا أن التشخيص المبكر للمرض يساهم فى علاجه.
أما الدرن أو السل فهو مرض معد لابد من الحذر منه حيث يسببه ميكروب يسمى ميكروب الدرن، وغالبا ما يصيب الرئتين ومن الممكن أن يصيب أجزاء اخرى من الجسم مثل الغدد الليمفاوية والعظام والجهاز البولى والتناسلى ويسمى «درن خارج الرئة».
وتقل عدد حالات الدرن فى مصر بصورة ملحوظة وذلك لوجود علاج شاف من هذا المرض عكس الحساسية أو الربو، وبلغت نسبة الإصابة بمرض الدرن فى آخر الاحصائيات ١٦ مريضا لكل ١٠٠ ألف نسمة.
ويضيف: تختفى أعراض السخونة والعرق والكحة من أول شهر فى برنامج العلاج ما يجعل المريض يشعر بأنه شفى تماما، لكن المشكلة التى تواجهنا دائما هى أن عدم استكمال برنامج العلاج يؤدى لظهور حالة جديدة وأخطر وهى الدرن المقاوم للعلاج الذى لا يستجيب للأدوية العادية ونضطر لاستخدام أدوية أخرى أشد.
ويقول: عدم استكمال العلاج يصعب مهمة الطبيب ويزيد المدة الزمنية للاستشفاء إلى حوالى عامين، هذا بالإضافة إلى زيادة التكلفة المالية، مشيرًا إلى أن تكلفة العلاج لا تزيد فى الظروف العادية على ١٠٠٠ جنيه لكن فى حال الانقطاع قبل الشفاء الكامل، تزيد إلى مئات الآلاف.
ويجب الاهتمام بمرض الدرن أو السل لأنه فى حالة عدم علاج المصاب بالدرن فسوف ينقل العدوى للآخرين، كما أنه يؤثر على الشريحة المنتجة فى المجتمع حيث تكثر الإصابة فى الشريحة العمرية من ١٥ إلى ٤٤ سنة.
ولا توجد أعراض خاصة بالدرن ولكن توجد أعراض تساعد على التشخيص، منها الضعف العام وفقدان الشهية ونقص الوزن وارتفاع درجة الحرارة والتعرق أثناء الليل والكحة الشديدة لمدة تزيد على أسبوعين سواء كانت جافة أو مصحوبة ببلغم أو دماء.. والتشخيص الحاسم للمرض يعتمد على فحص البصاق معمليا.
ويعد سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا على مستوى العالم حيث يبلغ عدد حالات الإصابة به مليونًا و٣٠٠ حالة سنويًا، وبلغ عدد المرضى الذين تم تشخيصهم فى عام ٢٠١٢ فى مصر ٥٠١٧ حالة، فيما كان عدد الوفيات الناتجة عنه فى نفس العام ٤٤٨٨ حالة.
ويتوقع مجموعة من أساتذة علوم الأورام، احتلال سرطان الرئة المركز الأول بين أشرس أنواع السرطانات انتشارا فى مصر بين الرجال، فى ظل تراجع معدلات الإصابة بسرطان المثانة، الذى كان يعد الأول خلال عشرات الأعوام الماضية، مؤكدين أن سرطان الرئة يعد أكبر مهدد للحياة على مستوى العالم.
ويوضح الدكتور المغازى أن الالتهاب الرئوى شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التى تصيب الرئتين اللتين تتشكّلان من أكياس صغيرة تُدعى الحويصلات وتلك الأكياس تمتلئ بالهواء عندما يتنفس الشخص الصحيح. وعندما يُصاب المرء بالالتهاب الرئوى تمتلئ الحويصلات بالقيح والمواد السائلة ممّا يجعل التنفس مؤلمًا ويحدّ من دخول الأوكسجين.
يتراوح مرض الالتهاب الرئوى من الإصابة الخفيفة إلى الإصابة الشديدة الخطورة، ومن المهم معرفة أن سبب تفاوت شدة الالتهاب الرئوى يعتمد على نوع الميكروب والصحة العامة للمصاب، وهما أهم عوامل تحديد شدة الالتهاب.
ويأتى الالتهاب الرئوى فى مقدمة أسباب وفاة الأطفال فى جميع أنحاء العالم، فهو يودى، كل عام، بحياة نحو ١.٤ مليون طفل دون سن الخامسة، ما يمثّل ١٨٪ من الوفيات التى تُسجّل فى صفوف تلك الفئة فى كل ربوع العالم. ويلحق هذا المرض أضرارًا بالأطفال وأسرهم فى كل مناطق العالم. ويمكن الوقاية منه بطرق بسيطة وعلاجه بأدوية ورعاية صحية زهيدة التكلفة لا تتطلّب تكنولوجيا عالية.
ولا يوجد اختلاف بين أعراض الالتهاب الرئوى الفيروسى والالتهاب الرئوى الجرثومى، ومن أهم الأعراض سرعة التنفس أو صعوبته والكحة والحمى.
فى حين يستطيع معظم الأطفال الأصحاء مقاومة العدوى بفضل دفاعاتهم الطبيعية، فإنّ الأطفال الذين يعانون من ضعف جهازهم المناعى يواجهون، أكثر من غيرهم، مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوى. 
ويُعد التطعيم أكثر الوسائل فاعلية للوقاية من الالتهاب الرئوى، كما أنّ توفير التغذية المناسبة من الأمور الأساسية لتحسين دفاعات الأطفال الطبيعية، بدءًا بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وهذه الطريقة تضمن فاعلية أيضًا فى الوقاية من الالتهاب الرئوى وتقليص فترة المرض.