رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأوقاف وزارة بلا حقيبة.. الدعوة من صلاحيات "الطيب".. والوقف لـ "محلب".. والجزاءات لـ"جمعة" شيخ الأزهر يطالب الوزير الالتزام بمنهجه والعمل المشترك.. والوزارة تكتفي بالخطبة الموحدة

الدكتور أحمد الطيب
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة اعتبرها البعض داخل مشيخة الأزهر الشريف تصحيحًا للمسار وإعادة الحق إلى أهله، أنهى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، الجدال الذي دار حول تطبيق الخطبة المكتوبة وتعميمها بمنابر الجمعة، ما أثار حفيظة الأزهر وعلمائه الذين انتظروا طويلًا حتى جاءهم إعلان الرئاسة دعمها الكامل لهم واحترامها لقرارات هيئة كبار العلماء.
فبعد أيام من تولي المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية مهام الوقف من خلال لجنة استراد الأراضي، وأصبحت الدعوة من اختصاص شيخ الأزهر، بات وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة مسؤولًا عن توقيع الجزاءات على الأئمة المخالفين لمواضيع الخطبة المنصوص عليها والزي الرسمي للأزهر، مع إدارة الشئون الخاصة بالمساجد التابعة لها دون الخطب. 
حيث شدد "الطيب" خلال لقائه أمس الأول، بعدد من قيادات الأزهر والأوقاف والإفتاء، ممثلين في الدكتور مختار جمعة، والدكتور شوقي علام، إلى جانب وكيل الأزهر، وبعض مستشاريه، على ضرورة الالتزام بالمنهج الأزهري والعمل المشترك من أجل الارتقاء بالخطاب الديني والارتقاء بمستويات الأئمة والوعاظ والمفتين على كل المستويات. 
وحدد "الطيب"، خطوات التجديد التي ستعمل المؤسسة على تطبيقها في عدد من النقاط أبرزها أكاديمية الأزهر لتدريب الائمة والوعاظ ورجال الافتاء، على أن تكون فترة الستة أشره كفيلة بالتأهيل الكامل للعمل الدعوي، مع وضع الخطط التدريبية اللازمة لرفع كفاءة الأئمة والوعاظ في مواجهة القضايا التي تحل مشكلات الناس وتلامس واقعهم والتركيز الكامل على إصقال مهارات الأئمة ورفع كفاءتهم في تحضير الخطب والقائها، وتزويد الأئمة والدعاة بما يعينهم على القيام بمهامهم على الوجه الأكمل من كتب وغيرها.
كما شدد شيخ الأزهر على التنسيق التام بين مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف ودار الافتاء في مجال التأهيل العلمي للائمة، مع تدريب المفتين على توحيد الفتوى والأخذ بالتيسير والتصدي للفتاوى الصادرة عن غير المؤهلين لها ونقدها، إلى جانب التنسيق في اختيار موضوعات المواعظ والدروس بما يلبي احتياجات المجتمع وإبعاد غير المؤهلين والمستغلين للمنابر عن المجال الدعوي والتعامل مع الجماهير.
من جانبه، كشف الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، محاور أكاديمية تأهيل وتدريب الأئمة والوعاظ الجديدة التي أعلنها شيخ الأزهر، حيث تتضمن الجانب التأهيلي الذي يقبل الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوى أو الإفتاء ممن تخرجوا في الكليات المتخصصة، مفرقًا بين الدراسة الأكاديمية والجامعية، بأن الدراسة في الأكاديمية ستركز على الممارسة العملية وكيفية التعامل مع المشكلات والقضايا المجتمعية والتأكد من صلاحية الدارس فكريا ونفسيا وعلميا وجسديا من مباشرة العمل الدعوى، حيث سيكون التقدم للوعظ أو الإمامة أو الإفتاء مقصورا على خريجى الأكاديمية حتى لو كان من أوائل الكليات الشرعية ومدة الدراسة ستة أشهر.
وتابع، أن الأكاديمية ستتضمن جانبًا تدريبيًا من خلال عقد دورات تدريبية متكررة للعاملين في مجالي "الدعوة والإفتاء" لرفع الكفاءة من خلال المعالجات الشرعية للمستجدات على الساحة الدعوية، وسيكون اجتياز هذه الدورات بابا مهما للحصول على الحوافز وربما يربط بالترقيات وشغل المواقع القيادية، وأعتقد أن هذه الأكاديمية ستكون نقلة نوعية لضبط العمل الدعوى والارتقاء به ومنع المتسللين والمستغلين للساحة الدعوية من ذوى الأهداف والمصالح التي لا علاقة لها بالدعوة أو الإفتاء.
فيما أوضح الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الالتحاق بالأكاديمية سيصبح إلزاميًا من حيث الالتحاق بها، لكل من يتم تعينه في الأوقاف أو دار الإفتاء أو الأزهر، على أن يُعتمد الخريجين في العمل الدعوي، لافتًا أن الالتحاق بالأكاديمية سيكون بالنسبة المعينين الجدد.
وشدد عفيفي في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن الأكاديمية ستقدم دورات موحدة لرفع كفاءة العمل في مجال الدعوة، من خلال أساتذة متخصصين بجامعة الأزهر، على أن تكون مدة الالتحاق بها ستة أشهر، مؤكدًا أن الأوقاف تفهمت الاعتراض على الخطبة المكتوبة ولم يعد هناك مجالًا للتطبيق عاجلًا أم أجلًا.
فيما طلبت وزارة الأوقاف من الأئمة الالتزام الكامل بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، والتي تحمل موضوع "الأمن الغذائي حمايته وحرمة التلاعب به"، حيث أكدت الوزارة في بان لها أمس الأول بأنها "واثقة في سعة أفق الأئمة العلمي والفكري، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوي، آملين من أئمتنا وعلمائنا المشاركة في اختيار موضوعات الخطبة في الخطة قصيرة المدى لمدة عام"، ولم تشير الوزارة إلى أن الخطبة ستكون من الورقة، مشيرةً إلى أنها ما زالت في مرحلة الخطبة الاسترشادية المكتوبة، وأن سبيلها في الالتزام بها هو الحوار والإقناع دون قهر أو إكراه.