الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

ضحكات "متقطعة شريرة" في الهند

محمد إمام يقلد الزعيم عمداً

جحيم فى الهند
جحيم فى الهند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كما أن لكل شيء قوانينه فأيضا للفيلم الكوميدى قوانينه سواء فى تلقيه أو تقديمه. أما التلقى فأهم قواعده للفيلم الكوميدى التجاوز عن الكثير من المنطق الصارم أو الواقعية الشديدة وقبول بعض الأشياء بمنطقها الذى قدم، وإن كان منطقا افتراضيا، لكنه يبقى منطقا يساعد العقل على التجاوز. أما عن قواعد تقديم فيلم كوميدى فلا يكون أقل من إضحاك فعلى فى سياق دراما مشوقة تعطى للمواقف التى تتضمنها إحساسا بالحدث وبالتماسك بين المواقف يصل لأفضله حين يتخلى عن التلفيق والافتعال اللذين قد يحولانه إلى مجموعة اسكتشات. فيلم «جحيم فى الهند» أحد أفلام عيد الفطر، إخراج معتز التونى وتأليف مصطفى صقر، ومحمد عز الدين، وبطولة محمد إمام، وياسمين صبرى، وعدد من نجوم الكوميديا الجدد، مثل بيومى فؤاد، ومحمد سلام، ومصطفى خاطر، وحمدى الميرغنى، وأحمد فتحى، لاقى نجاحا جماهيريا أظن أن أول أسبابه حالة العيد نفسها، والاستعداد النفسى العام للبهجة بعد شهر من السكون الروحى أو النمطية اليومية. يذهب المشاهد إلى «جحيم فى الهند» مستعدا للضحك الذى يناسب فيلما كوميديا، وبناء عليه يغفر الكثير فى سبيل بسمة صارت شحيحة.
أما الفيلم، لنبدأ بالحديث عن قصته التى لا أرى غبارا عليها بشكل مجمل ولا تنقصها الطرافة، فالقصة تدور حول خطف السفير المصرى بالهند وأسرته وعدد من سفراء دول أخرى من قبل «كافور» وقواته كمحاولة للضغط على هذه الدول لنيل الاعتراف باستقلال دولته المنشقة عن الهند، فترسل جهة مصرية لم تحدد سوى بأنها جهة أمنية، فرقة من المفترض أنها للمهام الصعبة مع الضابط المتميز الشاب أدهم صبرى «محمد إمام»، لكن بشكل ما نكتشف أن هناك خطأ حدث أدى لإرسال فرقة للآلات النحاسية معه بدلا من فرقة المهام الصعبة، ولنا أن نتوقع ما يمكن أن تحدثه هذه الفرقة من مواقف كان أولها فتح باب الطائرة ليسقط الجميع، كل فى مكان، وكل فى مأزق، وتمضى أحداث الفيلم حتى النهاية السعيدة للجميع المتوقعة لفيلم كوميدى.
الفيلم وإن كان أفضل كثيرا من أفلام أخرى سائدة تدعى الكوميديا ورغم أنه حصد عددا معقولا من ضحكات المشاهدين، إلا أنها ضحكات متقطعة قصيرة قليلا ما تظهر وسريعا ما تختفى، فيما عدا مواقف محمد سلام لأدائه المتميز، رغم ما يمكن أن يقال فيها. فى النهاية يخرج المشاهد غير مشبع بحكاية اندمج معها أو مواقف مغذاة دون تفكك، ويفاجأ بالنهاية بينما ما زال ينتظر تطور الأحداث. المشكلة الأخرى أن الفيلم وإن تفرعت أحداثه وكثرت مواقفه فهى تظل مستهلكة فى أغلبها، وكل موقف يظل ساكنا فى إطاره، يسير سيرا أفقيا راكدا، توقظنا خلاله ضحكة عابرة لنفاجأ ببدايات النهاية، وحل سريع خارج عن السياق، حتى أن خلاص الجميع يأتى من خلال غوريللا شردت من الغابات ووصلت إليهم «بقدرة قادر». وإن سألنا لمَ الهند؟ فببساطة لأنها مادة خام للسخرية كما رآها الفيلم وتعامل معها. أما الممثلون فيبدون كمن سكنوا كل فى منطقته التى يعرف بها، يقدم أسلوبه الخاص فقط دون مراعاة للمأزق الخاص، ودون دفع للأحداث، والحقيقة أننى فى وسط هذه المجموعة من نجوم الكوميديا أستطيع أن أشير إلى محمد سلام كنجم بازغ خفيف الظل ببساطة دون افتعال أو تشنج أو تنميط، أما محمد إمام فنجم له حضوره ومقبول كوميديان، لكنى ما زلت أرى أن أفضل أدواره كان فى فيلم «عمارة يعقوبيان» فالأدوار الجادة، وليس الكوميدية، قد تكون منطقة تميزه.