الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أنبياء الله "١" "أيوب".. الابتلاء في الولد والمال والجسد

أيوب عليه السلام
أيوب عليه السلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو ابن موص بن رازخ بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، أمه بنت نبي الله لوط عليه السلام، وكان سيدنا أيوب عليه السلام يمتلك أموالًا طائلة، وكان يمتلك العديد من المواشي والأنعام والعبيد والأراضى الواسعة، وكما ورد فى كتاب قصص الأنبياء لابن كثير، فقد كانت أرض الثنية من أرض حوران فى بلاد الشام ملكًا له، كما كان لديه الكثير من الأبناء والأقارب، وأما زوجته فهى رحمة بنت يوسف ‏بن يعقوب، وكان عبدًا تقيًا شاكرًا لنعم الله رحيمًا بالمساكين، يُطعم الفقراء ويعين ‏الأرامل ويكفل الأيتام، ويكرم الضيف، فابتلاه الله فى ماله وولده وجسده، حتى لم يبقَ من جسده مغرز إبرة سليمًا سوى قلبه، ولم يبقَ له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أن زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه وتخدمه حوالى 18 عامًا، وكانت لا تفارقه صباحًا ولا مساء إلا لخدمة الناس، ثم ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه. 
إلا أن أيوب غضب على زوجته، ونقم عليها حين باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إياه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربها مائة جلدة فلما شفاه الله وعافاه، أمره الله أن يأخذ ضغثًا أي: حزمة أغصان كثيرة فيه مائة عود، فيضربها بها ضربة واحدة، وقد برت يمينه، وخرج من حنثه.
وقد جاء أهل حوران وأخرجوه من منزله، وكانوا يظنون أن اللعنَة قد حلت به، فخافوا أن تشملَهُم أيضًا، فقال لهم أيوب: يا أبنائي، إنّ ما حَدث لى هو امتحان إلهى، خافوا الله يا أهل حُوران، ولا تُؤذوا نبيكم، نظر أيوب إلى السماء وقال بحزن: يا إلهى، إذا كانت هذه مشيئتك فسأخرجُ من القرية، وأسكنُ فى الصحراء يا الله، سامِح هؤلاء على جَهلِهم لو كانوا يَعرفون الحقَ ما فَعَلوا ذلك بنبيّهم.
فى العراء هكذا وَصَلت مِحنةُ أيوب لم يبقَ معه سوى زوجته، وكانت فى كل مرة تعود إلى أيوب وهى قَلِقَة عليه، فالصحراءُ لا تَخلو من الذئاب والضباع، وأيّوب لا يَقْوى على النهوضِ والدفاعِ عن نفسه، ولما طال عليه الأمر واشتد به الحال، استجاب له المولى، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله ففعل، فأنبع الله عينًا، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان فى بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض فى مكان آخر، فأنبع له عينًا أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان فى باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهرًا وباطنًا، ولهذا قال تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}، واغتسلت رحمة فى مياه النَّبع، وخلعت ثوب الفقر والحاجة، وألبسها الله ثوب الشباب والعافية وكانت مياه النبع تتدفق وتسقى الحقول المحترقة المليئة بالرماد، فتعيد إليها الخضرة والبهجة وراحت المياه الطاهرة المقدسة تجرى فى الأرض فتروى قبور أولاد أيوب الذين ماتوا قبل سنين طويلة، وانبعث أبناء أيوب ليعودوا إلى أبويهم، عاد كل شيء كما كان عليه قبل سَبعِ سنوات، يوم كانَ أيوب صحيحًا معافى، وعاش سيدنا أيوب ٩٣ سنة، ودفن بجوار زوجته بقرية الشيخ سعد القريبة من دمشق.