الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بوشكين والثقافة العربية في أولى الأمسيات الرمضانية بالأعلى للثقافة

بوشكين
بوشكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وافقت د. أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على الاقتراح المُقدم من الجمعية المصرية الروسية؛ لخريجى الجامعات الروسية أن تحتفل مصر رسميًا بذكرى ميلاد الكسندر بوشكين كل عام بالأعلى للثقافة في ذكرى مولده، ضمن إطار دعم العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا وخاصة وأن بوشكين يُعد رمزًا وجسرًا بين الثقافتين في روسيا والشرق.
جاء ذلك في الندوة التي أقامها المجلس في أولى أمسياته الرمضانية بعنوان "بوشكين والثقافة العربية" بالتعاون مع المركز الثقافى الروسى والجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية، بمناسبة مرور 217 عامًا على ميلاده، شاركت فيها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، اليكس تيفانيان مستشار السفارة الروسية ومدير المركز الثقافى الروسى، د.أنور مغيث رئيس المركز القومى للترجمة، د. مكارم الغمرى- أستاذ الأدب الروسى بكلية الألسن وعميدة الكلية سابقًا، د. محمد نصر الجبالى – أستاذ الأدب الروسى بكلية الألسن، وإدارة شريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية.
وأكدت الصبان أهمية ترابط وتلاحم العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا وضرورة التعاون والعمل؛ لتنشيط عملية التبادل الثقافي بين المستشرقين الروس والعرب واقامة العديد من الندوات التي تلقى الضوء حول الأدباء والشعراء الروس تمجيدا وتخليدا لأعمالهم الأدبية.
كما قام د. الكس تيفانيان بأبراز الدور الأدبي بدعوة الخبراء الروس للأحتفاء بيوم بوشكين في مصر، مؤكدا أنه من الصعب تقييم قيمة وأهمية بوشكين عند الروس فهو صاحب دور كبير وفعّال في تاريخ الثقافة الروسية واستطاع أن يحقق تميز فهو بالفعل شاعر عظيم استطاع أن يجسد في أعماله التراث الأدبي الروسي، حيث مثّلت إبداعاته كل الطبقات الروسية من عادات وتقاليد وحياة اجتماعية موضحا النقاط السلبية بالمجتمع والنزعة الفردية، كما أدخل الاتجاه التهذيبي وهو اتجاه جديد في الأدب الروسي وقتذاك مهتما بالقضايا الوطنية والعلاقة بين السلطة والشعب، فدراسة بوشكين تدفع إلى دراسة الأدب الروسي، ومعرفة مراحل القيصرية الروسية منذ بطرس الأول حتى نيقولا الأول، وكذلك معرفة الحوادث التاريخية التي وقعت في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
وأشار د. أنور مغيث إلى العمل بأعداد مشروع ضخم يقوم على ترجمة الأعمال الأدبية الروسية وترجمتها من الروسية إلى العربية وطباعتها ونشرها للاستفادة منها، فنحن منفتحين على الثقافة الروسية ومهتمين بها ونرصد كل أعمال المستشرقين الروس، كما نادي بضرورة ترجمة أيضا الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة الروسية لكى تتم عملية التبادل الثقافي، مؤكدا أن تلك المشروع هو مشروع ضخم وكبير يزيد من توثيق العلاقات الثقافية بين البلدين، كما ذكر العديد من الأعمال الأدبية المهمة لبوشكين والتي تحولت إلى أعمال مسرحية.
وأكدت د. مكارم الغمري أن المجلس الأعلى للثقافة يقوم بدور ضحم وقوى في تنشيط الثقافة المصرية وربطها بالثقافة الروسية وانها لم تكن المرة الأولى الذي احتفى المجلس بالشاعر العطيم بوشكين وانما سبق أن احتفى به عام 1999م وهذا يؤكد على حرص مصر الحبيبة بتفاعل العلاقات الثقافية المصرية الروسية، ثم قامت بسرد تاريخ لأعمال بوشكين والتي قسّمت إلى ثلاثة أقسام هي القصائد والمسرحيات والنثر.
وأشار د. محمد نصر الجبالي إلى الشاعر بوشكين الذي يعتبر جسر التواصل بين روسيا والشرق، وأيضا نتاج لهذا التواصل، مؤكدا أن ترجمة أعمال الشاعر تستحق الاحترام والتقدير ويمكن البناء عليه في سبيل إعداد وإصدار المجموعة الكاملة لإبداعاته النثرية والشعرية في إصدار واحد مصحوبة بترجمة أهم الدراسات التي تناولت حياته ودوره في النهوض بالأدب الروسي وعملية بناء الوعى المجتمعي في روسيا في بداية القرن التاسع عشر.
وأكد شريف جاد على أهمية الاحتفاء بذكرى ميلاد الأديب الكسندر بوشكين بالمجلس الأعلى للثقافى بمصر خير دليل على التوثيق والتأكيد على الدور الذي تقوم به الثقافة المصرية في تسليط الضوء على الأدباء والمستشرقين الروس، مشيرا إلى مراحل تطور العلاقات المصرية الروسية عبر التاريخ الحديث والدور الروسي في العديد من المشروعات الكبري مثل بناء السد العالي وغيره عبر التاريخ، كما أشار إلى تلك المبادرة الطيبة من المجلس الاعلي للثقافة والمركز القومي للترجمة التي تحيئ العلاقات الثقافية بين البلدين بإقامة مثل هذه الندوات القوية، مضيفًا أن هذه العلاقات سوف تشهد انطلاقة قوية في الفترات القادمة.
كما تناولت الندوة علاقة بوشكين بالثقافة الشرقية، حيث أن بوشكين ولد عام 1799، ولقي مصرعه في مأساة درامية ومؤامرة مدبرة من القيصر روسيا عام 1837، لكونه الشاعر الذي عبر عن أحلام البسطاء في روسيا، واتخذ الثوريون الروس في هذا الزمن من أشعاره الهامًا لشعارات الثورة، بما أغضب القيصر وقرر التخلص من بوشكين بالنفى، ومن هنا بدأ صعود نجم بوشكين إلى لقب أمير الشعراء في روسيا وتربع على قمة الأدباء والشعراء الروس حتى أن الكاتب الكبير دوستويفسكى قال إننا نسير وراء هدى بوشكين، ولولاه ما وصل الأدب الروسى إلى ما هو عليه الآن.