السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ماذا أعددنا لما بعد "داعش"؟!

داعش
"داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أفادت الأنباء العالمية، والمحلية الواردة من جبهات القتال بالبلاد العربية الشقيقة التى يوجد على أرضها تنظيم داعش باحتدام المعارك، والمواجهات ما بين جيوش هذه البلاد، وأفراد تنظيم داعش الذين يتلقون ضربات موجعة، وقوية، قد تؤدى إلى هزيمة هذا التنظيم هزيمة ساحقة، وتلاحظ المشاركة الغربية سواء الولايات المتحدة الأمريكية من خلال القوات البحرية، والجوية أو بعض الخبراء الفرنسيين أو بعض الضباط البريطانيين الذين يدعمون قوات سوريا الديمقراطية التى تتألف فى أغلبها من الميليشيات الكردية، وهذا الانقلاب الغربى يشير إلى قرب نهاية هذا التنظيم الذى تمت صناعته وخلقه من خلال أجهزة مخابراتها، وبالتحديد المخابرات المركزية الأمريكية، ولا ندرى هل فى سبيلهم إلى خلق تنظيم آخر بديل أم سيكتفون بمنظمات التمويل الأجنبى المنتشرة فى ربوع البلاد العربية، والطابور الخامس الذى قامت بإعداده وتدريبه على أعلى المستويات للاستيلاء على الثورات العربية لصالح الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التى وجد منها أداة لطمس الهوية العربية، وتحقيق التفتيت والتقسيم وإشاعة الفوضى ليضمن استمرار مصالحه، وحماية أمن إسرائيل؟ وتنظيم داعش أو القاعدة لم نر لهما موقفا تجاه إسرائيل، ولم تقم عناصرهما بأى عملية ضدها، الأمر الذى يثير الشك، والريبة، فالأخبار الواردة من العراق تفيد بتقدم الجيش العربى العراقى فى الفلوجة، والقوات الداعمة له سواء الحشد الشعبى أو مسلحى العشائر داخل المدينة، حيث تم الاستيلاء على حى الشهداء كما أحبط الهجوم المعاكس لتنظيم داعش فى بيجي، فى حين أفادت الانباء الواردة من ليبيا بنجاح قوات حكومة الوفاق فى دخول مدينة سرت لتمريرها من قبضة تنظيم داعش «معارك البنيان المرصوص». أما على صعيد الجبهة السورية، أفادت الأنباء الواردة بأن جيشنا العربى الأول السورى البطل، والمدعوم بغطاء جوى روسى أحرز تقدما واضحا، وأصبحت قواته على بعد ٢٥ كيلو مترا من بلدة يسيطر عليها تنظيم داعش فى محافظة الرقة. كما أن مقاتلى وحدات سوريا الديمقراطية، المدعومة جويا من أمريكا، وخبراء فرنسيين نجحت فى كسر الحصار الذى يفرضه تنظيم داعش على قرية كليبين التى تقع شمال غرب البلاد، كما نجحت فى إعادة فتح الطريق الرئيسى إلى الحدود التركية الذى يربط بلدة مارع ببلدة أعزاز، الأمر الذى أدى إلى فرار قوات داعش من الخطوط الأمامية للقتال، وحقق انتصارات فى الرقة عاصمة تنظيم داعش، وهى أول مرة يتعرض التنظيم لتهديد حقيقى فى سوريا، وإمكانية انشطار أرض دولته إلى قسمين شبه منفصلين الأول غرب الفرات، والثانى شرقه مع فقدان خطوط الاتصال والإمداد، الأمر الذى دفعه إلى الانسحاب من ريف حلب، وأثار هذا انزعجاج الرئاسة التركية، حيث حذرت من دخول بلدة مبنيح، وحاول أفراد تنظيم داعش تغطية هذه الهزائم ببث الرعب، حيث قاموا بإعدام الصحفية رقية حسان بالرقة. كما أفاد مسئولون بالبحرية الأمريكية بأن مقاتلات أمريكية قامت بإسقاط ما يقرب من ٣٥ قذيفة على مواقع تنظيم داعش فى العراق، وسوريا من خلال القاذفات التى انطلقت من حاملة الطائرات الأمريكية «هارى ترومان» الموجودة شرق البحر المتوسط.وأثار خطاب الرئيس بشار الأسد أمام البرلمان السورى المنتخب حديثا تحفظ الإدارة الأمريكية، خاصة فيما ذكره بتعهده باستعادة كل شبر من سوريا، وبأن حلب ستكون مقبرة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ونقلت الإدارة الأمريكية لروسيا وإيران هذا التحفظ من أجل الضغط عليه لوقف إطلاق النار. ولا يفوتنا فى هذه الأيام المباركة سوى الدعوة لجيوشنا العربية البطلة بالانتصار على قوى الإرهاب والشر.. أعداء الأمة العربية، لأن المعركة التى يخوضها هى معركتنا جميعا وانتصاره هو انتصار لنا جميعا وهزيمة لقوى الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من اتحاد أوروبي، وتركيا، وقطر. فهذا التنظيم وما سبقه من تنظيم القاعدة، وما يستجد خرج من عباءة تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لأنه يعد التنظيم الأم الذى خرجت منه هذه التنظيمات، وأرضعتهم التطرف والحقد والكراهية. وكانت البداية بدعوى الجهاد فى أفغانستان والتصدى للغزو السوفيتى لها، فتمت إقامة المعسكرات على أراضى باكستان تحت إشراف المخابرات المركزية الأمريكية. حيث لعب التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين دورا مهما فى تجنيد الشباب على مستوى البلدان العربية، فكانت ولادة تنظيم القاعدة على يد الأردنى أبو مصعب الزرقاوى الذى هرب إلى هذه المعسكرات بسبب الملاحقة الأمنية له بالأردن لصدور حكم قضائى بإعدامه، وذلك لقيامه بعمل إرهابى على أحد الفنادق بالأردن بتفجيره، وهناك التقى بأسامة بن لادن الذى بايعه، ويشاء القدر أن يرتد الإرهاب إلى صدر صانعه «أمريكا» فكانت هجمات ١١ سبتمبر على المركز التجارى العالمى ومقر البنتاجون. وبدلا من أن تتخذ أمريكا العبر مما حدث كررت نفس الحدث، واستغلت احتلالها للعراق وأقامت معسكرات الاعتقال والسجن لأهل السنة الذين ينتمى إليهم الرئيس الراحل صدام حسين وكبار قادة جيشه، بتشجيع من المالكى، وتم إعداد أبى بكر البغدادى الذى قام بتأسيس تنظيم داعش والذى يعنى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» ليمارس نفس دور تنظيم القاعدة، لكن بأكثر دموية، بانتهاجه ذبح خصومه، والتمثيل بالجثث، وحرقهم أحياء لبث الفزع والخوف لدى الشعوب العربية حتى تضمن المحافظة على مصالحها وأمن إسرائيل، وكانت الفرص مواتية بانفجار الثورة السورية وإخفاق الرئيس بشار الأسد فى التعامل معها، فاتفقوا جميعا ضده فقاموا باستجلاب آلاف المرتزقة من جميع أنحاء العالم وتدريبهم بتركيا وتمويل قطرى كبير من أجل إسقاط بشار الأسد وهذا سر قوة تنظيم داعش.. حيث التدريب العسكرى الراقى وتزويده بأحدث الأسلحة، وكانت الفرصة مواتية له للتمدد فى العراق، وسوريا، وليبيا بعد إعلان البيعة له من قبل أنصار الشريعة وفجر ليبيا وأنصار بيت المقدس بسيناء «مصر»، وهذا التنظيم تقوم فلسفته على التكفير، والتفجير، والذبح، والحرق، حيث يكفر كل الحكام العرب والجيوش العربية والأحزاب السياسية والشيعة، ولا يؤمن بالحوار، إنما بالقتال كوسيلة لإقامة الدين والدولة، وأول تنظيم يفجر قبور الأنبياء، كما حدث لقبر ومسجد نبى الله يونس وقبر نبى الله شعيب التاريخيين، وأحدث فتاواه تحريم صلاة التراويح، وأخذ البنات سبايا وجوارى، وتهديده بنسف الأهرامات ويشاء القدر للمرة الثانية أن يرتد الإرهاب مرة ثانية لأمريكا وحلفائها سواء فى فرنسا أو السويد، وهذا سر مشاركة أمريكا فى ضربه، لنصل لعنوان سؤالنا، فإذا نجحت الجيوش العربية فى القضاء على هذا التنظيم فأمريكا قد تفكر فى تنظيم إرهابى آخر لأنها لن تتركنا فى حالنا على حد قول الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأمر الذى سيتطلب منا إعداد أنفسنا لما بعد داعش، ولن يتحقق ذلك إلا بتجديد الخطاب الدينى وإزالة البيئة التى تفرز الإرهاب، وتعد تربة خصبة للإرهاب بالقضاء على العشوائيات وعدم السماح لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية بالعودة للحياة السياسية مهما ضغطت علينا أمريكا والغرب، واعتبارها جماعة إرهابية على مستوى العالم، وإقامة القوة العربية المشتركة والتنسيق العربي.. إلخ، وأخيرا نتمنى الانتصار لجيوشنا العربية فى سوريا والعراق وليبيا.