السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الميديوكر.. السقوط الأخير لعلاء عبدالمنعم.. قصة التحولات السياسية من "حضن مبارك" إلى "سبوبة دعم مصر".. دافع عن قيادات الحزب الوطني.. وانسحب من قضية عبارة السلام 98

الميديوكر.. السقوط
الميديوكر.. السقوط الأخير لعلاء عبدالمنعم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- ارتدى عباءة المعارضة بعد "٢٥ يناير"
- استغل دوره في ائتلاف "الأكثرية" لتهديد النواب بإسقاط عضوياتهم.. ومرتضى منصور يهدده بالمستندات
- "بكري" خاض حربًا ضده بسبب وكالة البرلمان
- "عبدالمنعم".. أشعل أزمات البرلمان في أولى جلسات الانعقاد


علاء عبدالمنعم، أحد قادة ائتلاف دعم مصر، الذي استطاع خلال فترة قليلة تصدر المشهد السياسي، بعدما انضم إلى قائمة في حب مصر الانتخابية، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.


دور جديد كان منوط به عبدالمنعم إبان الفترة الأخيرة داخل مجلس النواب، وهو الدور الذي منحه إياه اللواء الراحل سامح سيف اليزل، إبان توليه رئاسة الائتلاف، وهو دور "الناضورجي"، الذي يراقب أعضاء الائتلاف، تحت القبة، من أجل معرفة من قام بتنفيذ التعليمات التي أصدرها الائتلاف، ومن الذي خالفها.
الدور الذي حصل عليه عبدالمنعم منذ بداية عمل البرلمان، هو مراقبة أعضاء دعم مصر، أثناء التصويت على القرارات بقوانين، وكذلك أثناء التصويت على برنامج الحكومة، وانتخابات اللجان النوعية، وذلك عن طريق مراقبة نواب الائتلاف، الذين يمتنعون عن الالتزام بقرارات دعم مصر، والتصويت بما يخالف هذه القرارات، وتبليغ قادة الائتلاف بأسماء هؤلاء النواب، لاتخاذ الإجراء الذي يتم الاتفاق عليه، من خلال رئيس الائتلاف وأعضاء المكتب السياسي، ضد هؤلاء النواب.


هذه المهمة التي كان يقوم بها علاء عبدالمنعم، قام بها ضد زملائه بالائتلاف والبرلمان، ومنهم النواب الذين أعلنوا رفضهم لقانون الخدمة المدنية، وأبرزهم مايسة عطوة، ونشوى هاشم، ومحمد إسماعيل، وأحمد زيدان، وصلاح حسب الله، وغيرهم من نواب الائتلاف، الذين رفضوا القانون.
قائمة أخرى، قدمها القيادى بائتلاف دعم مصر، بالنواب الذين رفضوا الموافقة على برنامج الحكومة، وتجديد الثقة فيها، بعد الاتفاق داخل الائتلاف على الموافقة على البرنامج وتأييده. يأتى دور عبدالمنعم تحت القبة، ليحوله من نائب يراقب أداء الحكومة، إلى نائب يراقب أداء زملائه، من أجل مصلحة الائتلاف وقادته، وهو الأمر الذي بدأ عدد كبير من نواب دعم مصر، في الاعتراض عليه، وتقديم احتجاج أثناء الاجتماعات المتتالية لهم.




في واحد من أروع مشاهد فيلم «ميرامار» المأخوذ عن الرواية التي كتبها العالمى نجيب محفوظ، سئل الشاب الطموح سرحان البحيري: ومتى آمنت بالاشتراكية؟ قبل الثورة؟ أم بعدها؟، فكانت إجابته «لقد آمنت بالاشتراكية مع الثورة مباشرة»، وهى جملة تعكس قدرا لا بأس به من الانتهازية التي تمتع بها الشاب ذو المسحة اليسارية الذي جسد دوره الفنان يوسف شعبان، وبغض البصر عن كون سمات الشخصية التي ظهرت في الفيلم هي نفسها التي رسمها محفوظ في روايته، فإن عبقرية الشخصية تنبع من كونها تعكس نموذجا من الشخصيات التي بات المشهد السياسي الراهن يحفل بنسخ كثيرة منها.


يقف النائب علاء عبدالمنعم، المتحدث الرسمى باسم ائتلاف «دعم مصر» في مساحة خاصة على خريطة العمل السياسي قبل ثورة ٢٥ يناير وبعدها، فهو اعتاد طرق جميع الأبواب، منذ أن كان يعمل محاميًا بالنقض، قبل أن يصعد سلالم المسرح السياسي في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ورغم أنه من المحسوبين على المعارضة كونه نجح في أن يدخل البرلمان نائبا عن دائرة «الدرب الأحمر» بعيدا عن الأحزاب الموجودة وقتها، فإنه كان يعقد العديد من الصفقات مع نواب الحزب الوطنى المنحل، حيث برز اسمه للمرة الأولى في قضية مهمة وخطيرة، وهى بطلان عضوية ٧٧ نائبا، من أعضاء الحزب الوطنى في برلمان ٢٠٠٥، لكنه سرعان ما تراجع عن فتح هذا الملف بعد جلسات مكثفة من قيادات الوطنى.


مقولات عبدالمنعم الشهيرة عن قيادات الحزب الوطنى آنذاك تعكس مواقفه، وهى تعكس طبيعة علاقته الوطيدة بهم قبل ثورة ٢٥ يناير، فهو من قال للدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب حينها نصًا: «إوعى تزعل من الكلام اللى بقوله في المجلس والاستجوابات اللى بتديهالى ده كله بأمر منكم، مين تانى مزعلك»، كما وجه حديثه لزكريا عزمى المسئول عن ديوان الرئاسة، قائلًا: «انت مثلى الأعلى في كل شيء وانت الوحيد اللى لسانى يتقطع لو جبت سيرتك»، فضلًا عن انسحابه من قضايا تعويضات عبارة السلام ٩٨ المتهم فيها رجل الأعمال الهارب ممدوح إسماعيل بعد أن تصدر المشهد ووعد أسر الضحايا بجلب التعويضات لهم.
وفى أحد الحوارات الصحفية المنشورة بتاريخ ٢٧ نوفمبر ٢٠٠٩، سئل «عبدالمنعم» عمن يحظى باحترامه من قيادات الحزب الوطنى فقال «أنا لا أهاجمهم لأن مواقفهم سليمة، وليس لأنهم أشخاص أنا أحبهم، لأن لو أن هناك شخصًا أحبه وأخطأ فسوف أقول، وهذه القيادات تعمل للصالح العام وهم الدكتور زكريا عزمي، والدكتور فتحى سرور، والطيار حمدى الطحان، وهؤلاء يمثلون النيابة الحق عن الشعب ومنطق عملهم وأداؤهم يصب في الصالح العام وليس لإثبات ولائهم للحكومة عكس النواب الآخرين الذين يسعون إلى اكتساب رضا الحكومة فمثلا الدكتور زكريا عزمى يخلع عباءة منصبه التنفيذى تحت القبة.
ردا على سؤال آخر عن سر تمتعه بعلاقات مميزة مع قيادات الحزب الوطنى والمعارضة في نفس الوقت قال «عبدالمنعم»: «قيادات الحزب الوطنى الكبيرة تعلم أنى لا أعمل لحساب أحد سواء في الداخل أو الخارج، وأن صوت المعارضة من رأسى فقط وبالتالى ليس لى أغراض سياسية أو غير سياسية وإنما هدفى هو المعارضة الموضوعية وبالتالى أحظى باحترامهم لأنى أستعصى على الاستخدام سواء من تيارات داخل البلد أو خارجه، وأنا أفتخر بذلك ونفس الشيء بالنسبة لقوى المعارضة، فهم يعلمون أنى أستعصى على الاستقطاب سواء بالوعد أو الوعيد وأن أدائى ينبع من ضميرى فقط»، حسب تعبيره.
حين اندلعت ثورة ٢٥ يناير، خلع «عبدالمنعم» عباءة الدفاع عن قيادات الحزب الوطني، وسرعان ما انضم إلى موجة الثائرين بشكل مفاجئ، محاولًا إظهار نفسه أمام الشعب بأنه كان من أشرس المعارضين لفساد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ليبدأ عمله السياسي في حزب «الوفد» لمدة قصيرة، ثم انتقل إلى حزب «المصريين الأحرار» ثم ابتعد لخلافات مع قيادات الحزب، لينتهز فرصة تشكيل قائمة «في حب مصر» ليخوض الانتخابات تحت لوائها في برلمان ٢٠١٥ ليفشل في الحصول على منصب وكيل مجلس النواب لصالح مرشح حزب «الوفد» سليمان وهدان.


وواصل «عبدالمنعم» معاركه الشخصية تحت قبة المجلس، بعد الانضمام لائتلاف «التكويش» على البرلمان، على غرار ما كان يحدث إبان عهد الحزب الوطني، ولعل أبرز هذه المعارك تقديم طلب إسقاط عضوية النائب مرتضى منصور، وعلق «منصور» على هذه القضية قائلًا إن «عبدالمنعم» هدده بإحالته إلى لجنة القيم، مرجعًا ذلك إلى أنه تعدى بالضرب على زوج ابنته، وأن المجنى عليه قد زاره في مكتبه لتوكيله ضده وضد نجلته، حسب قوله.
ووجه «منصور» حديثه لـ«عبدالمنعم » قائلًا حينها، إنه قام برفع ٤٦ قضية ضد «عبدالمنعم» في حالة تلبس، حتى الآن، منوهًا أنه يملك مستندات تسقط عضويته في البرلمان، حسب تعبيره.




طريد الأحزاب

بدأ النائب علاء عبدالمنعم، المتحدث الرسمى الحالى لائتلاف «دعم مصر» عمله السياسي، من خلال مشاركته في الانتخابات البرلمانية لعام ٢٠٠٥، وبعدها بسنوات انضم إلى حزب الوفد وتحديدًا في يونيو ٢٠١٠، قبل أن ينتقل إلى حزب المصريين الأحرار عقب ثورة ٣٠ يونيو، إلى أن ابتعد عن الحياة الحزبية نهائيًا لينضم إلى قائمة «في حب مصر» التي دشنها الراحل سامح سيف اليزل لخوض الانتخابات البرلمانية.
علاقة وطيدة ربطت بين عبدالمنعم والسيد البدوى رئيس حزب الوفد، للدرجة التي دفعت الأخير لإرسال خطاب للدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب وقتذاك، يخبره فيه بانضمام عبدالمنعم إلى الحزب وتعيينه عضوًا في الهيئة العليا به بدون انتخابات، ما أثار حفيظة عدد من الأعضاء الفاعلين بالحزب، إلا أن البدوى تدارك الأمر وعقد اجتماعًا معهم وامتص غضبهم.


شارك عبدالمنعم خلال عضويته بالحزب في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عدد من أعضاء الحزب وشباب جبهة الإنقاذ في إبريل ٢٠١٣، أثناء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، اعتراضًا على أنباء تعيين المهندس محمود عامر، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة محافظًا للجيزة.
أثارت تصريحات علاء عبدالمنعم، والتي أكد خلالها أن «دعم مصر» بدأ مرحلة التنسيق مع حزب الوفد لتزكية المستشار بهاء الدين أبوشقة كرئيس للجنة الدستورية بمجلس النواب الكثير من الجدل، حيث أعلن الوفد عدم صحة ذلك، مؤكدًا في بيان له، أن الوفد قرر في وقت سابق عدم وجود تنسيق انتخابى أو سياسي بين الحزب وبين ائتلاف دعم مصر، وأن المستشار بهاء الدين أبوشقة، خاض الانتخابات الداخلية للمجلس على رئاسة اللجنة التشريعية عن حزب الوفد وليس عن أي كيان سياسي آخر.




أشعل أزمات البرلمان في أولى جلسات الانعقاد

علاء عبدالمنعم، القيادى بائتلاف دعم مصر، منذ بداية انعقاد جلسات مجلس النواب، وهو يعد أحد أطراف العديد من الأزمات التي حدثت داخل الائتلاف، وكانت أولاها تلك الأزمة التي وقعت مبكرًا، بينه وبين النائب مصطفى بكري، الذي استقال من دعم مصر في وقت سابق.
حيث بدأت الأزمة، بعدما تقدم مصطفى بكري بترشيح نفسه في الانتخابات الداخلية التي أجراها الائتلاف، لخوض معركة وكالة البرلمان، وهو الأمر الذي أثار حفيظة قادة الائتلاف، بسبب دعم عبدالمنعم لوكالة البرلمان، وهو ما اضطر بكري، إلى الإعلان عن انسحابه، بعدما علم نية عبدالمنعم، في محاولة إقالته من دعم مصر، حتى لا يكون عائقًا أمامه.
وفى الجلسة الأولى للبرلمان، إبان انتخاب رئيس المجلس والوكيلين، تصدى بكرى لعبدالمنعم، ودعم سليمان وهدان مرشح حزب الوفد لوكالة البرلمان، ووجه بكرى وقتها رسالة للقيادى بدعم مصر علاء عبدالمنعم قائلًا له «هسقطك»، في إشارة منه لدعم وهدان، وهو ما تم بالفعل بإعلان فوز مرشح الوفد، ليقوم عبدالمنعم بالهجوم على بكري، وأنه سبب عدم نجاحه.
وشن بكرى وقتها هجومًا على ائتلاف دعم مصر، وقال إن الائتلاف يدار من جهات سيادية، وأن هناك محاولات لمنعه من الترشح لوكالة البرلمان، وأضاف وقتها أيضًا، أنه إذا كانت هناك محاولات لإبعاده عن الساحة فإن هذا لن يحدث، وأن الائتلاف يدار لصالح مجموعة معينة، لتحقيق أهداف معينة.
وتابع عضو مجلس النواب، أن الائتلاف يدار بطريقة غير ديمقراطية، وأنه اعترض على طريقة الإدارة أكثر من مرة، لافتًا إلى أن علاقته بالائتلاف انتهت منذ هذا التوقيت، مهددًا أنه في حالة شن حرب ضده، سيقوم بفتح العديد من الملفات التي يملكها -حسب قوله.


أحاديث بكرى دعت عبدالمنعم إلى الرد عليه، بأن مصطفى بكرى حاول الانتقام منه، بسبب فشله في الانتخابات الداخلية للائتلاف، وهو الأمر الذي دعاه إلى إعلان دعمه لسليمان وهدان، منوهًا بأن بكرى دعم سليمان، للانتقام وتفكيك الائتلاف من الداخل، مشددًا على أن دعم مصر استكمل مكتبه السياسي، ويزداد قوة.
وتابع عبدالمنعم في رده على بكري، قائلًا «لن تستطيع هدم الائتلاف، ولن ننظر إلى المهاترات التي تقوم بها»، لافتًا إلى أن الصورة التي يريد بكرى إظهارها غير الحقيقة، مضيفًا أن من يمتلك أي أدلة أو مستندات، فليخرجها ويتحدث الآن، لأننا لا نخشى أحدا.