الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هجوم خليجي على قطر بعد استضافتها مؤتمرًا لـ"الإخوان"

كاتب إماراتى: جرعة منشطة لـ«الإرهابية» لتمارس مخططاتها الشيطانية

«المؤتمر العالمى
«المؤتمر العالمى للتعليم الشرعى وسبل ترقيته»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختتمت أمس الأول بالدوحة، فعاليات «المؤتمر العالمى للتعليم الشرعى وسبل ترقيته»، الذى نظمه ما يسمى «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين»، برئاسة الداعية الإخوانى، يوسف القرضاوى، وسط انتقادات خليجية لاستضافة العاصمة القطرية مثل هذا المؤتمر فى ظل تصنيف جماعة الإخوان المسلمين «منظمة إرهابية» فى عدد من الدول العربية.
وألقى الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على القرة داغي، أمس الأول، البيان الختامى الصادر عن المؤتمر الذى عقد برعاية رئيس مجلس الوزراء لدولة قطر، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، ووزير الداخلية، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، وتنظيم من الاتحاد، حيث أوصى بتشكيل «مجلس عالمى لتطوير العلوم الشرعية» مرجعيته الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، على أن يضع الاتحاد لائحة تفصيلية خلال الأشهر المقبلة.
وترأس المؤتمر يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد، بحضور عدد من الأكاديميين والباحثين والمختصين فى مجالات التعليم الشرعى من بلدان عديدة، من بينهم مستشار أول رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، عمر قورقماز.
وتبدّى الاستياء الخليجى من المؤتمر فى مقال الكاتب الإماراتى، راشد صالح العريمى، بصحيفة «الحياة» اللندنية، المعبرة عن الخط السياسى للسعودية.
وقال «العريمى»: «يبدو من المستغرب أن تشهد عاصمة خليجية، عقد مؤتمر للتعليم الشرعى تقف وراءه وتتبناه جماعة الإخوان المسلمين، التى ثبت خلال العقود والسنوات الماضية أنها يمكن أن تكون أقرب الأدوات إلى الاستخدام من الخارج، والتى يدفعها طموح إلى امتلاك السلطة التى كانت هدفها منذ نشأت، وبأى ثمن، لكنها أخفته مكتفية بالتغلغل الخبيث فى المجتمعات العربية والإسلامية، وبث قواعد فكرية وتنظيمية لها حيثما استطاعت، منتظرة اللحظة التى تكشف فيها عن وجهها الحقيقى».
واعتبر أن «مثل هذا المؤتمر، الذى يسعى إلى تكريس تعليم شرعى يتبنى وجهات نظر الإخوان وأفكارهم، ستكون له تداعيات كثيرة على مستوى المنطقة، فهو يحاول أن يخلق مرجعية للتعليم الشرعى تكون بديلة لمؤسسات دينية عريقة عرفت باعتدالها ووسطيتها وابتعادها عن الخوض فى أمور السياسة، مثل الأزهر فى مصر، والقرويين فى تونس، وهيئة كبار علماء المسلمين فى المملكة العربية السعودية». 
وواصل: «الغريب أن تأتى هذه الخطوة فى الوقت الذى تهتم فيه دول الخليج العربى بتنقية المناهج الدراسية، ولا سيما مناهج التربية الإسلامية، مما شابها من أفكار تعطى صورة خاطئة عن الحضارة الإسلامية والدين الإسلامى السمح الذى يدعو إلى التآخى والتواصل والانفتاح على الآخر، وهكذا يمثّل هذا المؤتمر خطوة إلى الوراء فى هذا الاتجاه، وكأننا لم نتعظ بما فعله عدد من المدرسين الإخوان الذين فتحت لهم دول الخليج أبوابها فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، فحاولوا أخونة المناهج والمدارس، ودسوا السمَّ فى العسل، وأسهموا فى تخريب أفكار عدد كبير من النشء فى المنطقة». 
ورأى أن «انعقاد هذا المؤتمر برئاسة الأمين العام للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين على محيى الدين القره داغي، يتيح لهذا الاتحاد أن يعود من جديد، ومن خلال التعليم، إلى ممارسة الدور السلبى الذى ظهر جليًا عقب أحداث ما سمى الربيع العربي، وخصوصًا أن يوسف القرضاوى الذى يعد الواجهة العلنية للتنظيم العالمى للإخوان، لا يزال الفاعل المؤثر فى هذا الاتحاد، من وراء ستار».
وقال: «يلاحظ أن أكثر المشاركين فى المؤتمر هم من أعضاء الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذين يترأسون لجان المؤتمر، ما يعنى أن هذا المؤتمر يحاول أن يعطى جرعة منشطة للإخوان ليمارسوا مخططاتهم عبر أشخاص ينتمون إلى هذه الجماعة أو يتبنون أفكارها، ومن خلال مفصل جوهرى من مفاصل الحياة هو التعليم الشرعي، الذى يتصل بفروع كثيرة من فروع العلوم الإنسانية، كاللغة العربية والحضارة الإسلامية والفكر الإسلامى والتربية الوطنية وغيرها». 
واختتم: «ينبغى أن تكون هناك جهود مضادة لعزل مثل هذا المؤتمر، ووأد مخططاته فى أرضها، وذلك من خلال التمسّك بالمؤسسات الدينية التى تمثل مرجعية للإسلام المعتدل فى العالم العربى والإسلامى ودعمها وتعزيز دورها، وجعل هذه المؤسسات المرجع الوحيد والمعتمد فى مؤسسات التعليم العربية والإسلامية، تعود إليها فى أى عملية تطوير أو تحديث للمناهج الشرعية أو المتعلقة بها، وما لم تقم الحكومات العربية والمؤسسات التربوية فيها بمثل هذه الخطوات، فإننا قد نندم حين لا ينفع الندم».