الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الثورة بين الآهات والذكريات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن ثورة يناير تحظى بجدل كبير ما بين مؤيد ومعارض، وأيًا كنت من المؤيدين أو المعارضين، فإن هذه الثورة أحدثت انقلابًا فعليًا فى الشخصية المصرية، التى كانت دائما ما ترفع شعار «امشى جنب الحيط» ولا تتحدث فى السياسة، إلى شخصية كسرت حاجز الخوف وأصبحت تعترض وتطالب بحقوقها كما ينبغى أن تكون.
وما دمت على حق فأنت ثائر حق، تثور على الفساد ولا ترضى باختصار وإن صح القول «بالحال المايل» ولكن وبصراحة شديدة مع وقفة حقيقية مع النفس، هل نحن هكذا بالفعل؟ هل نثور لانتصار الحق أم من أجل أهدافنا ومطالبنا حتى لو كانت على باطل؟ نعم هناك من يثور على حق، لأنه يخاف على الوطن، ولكنهم قلة قليلة، والأكثر هم أصحاب الصوت العالى الذين يسعون لمطالبهم دون جهد أو حق، وللأسف نجحوا، ومازالوا موجودين حولنا، ومعظمهم للأسف حصلوا على مناصب ليسوا أهلًا لها. هذه الحالات من الصوت العالى وأصحاب الحناجر الفولاذية الذين جلسوا على مقاعد غيرهم من الكفاءات المتزنة التى لا ذنب لها إلا أنها لا تجيد فن تعلية الصوت، وتنتظر الفرصة لعلها تصلهم، هؤلاء هم من استفادوا من الثورة على حساب آخرين تضرروا فأصبحوا بطبيعة الحال من المعارضين للثورة التى من وجهة نظرهم أخذت منهم ولم تعطهم، أوقفت محطة تقدمهم الوظيفى إلى ما لا نهاية. ولكن الأهم من كل ذلك هو مطالب الثوار، مطالب الناس البسيطة التى نزلت الميدان لا هم لها إلا الوصول لهدف غاب عنها من سنين، هناك من كان يبحث عن مهنة، عن أمل، عن حياة متزنة، عن حرية، عن عدالة فى الصحة والتعليم والوظيفة والترقية.. إلخ. والسؤال هو: هل تحققت هذه المطالب بعد سقوط النظام؟ أذكر أننى نزلت ميدان التحرير لتسجيل حلقة من برنامجى «ولكن»، الذى كان يذاع على قناة المحور فى ذلك الوقت، كان هدفى تسجيل مطالب هؤلاء المواطنين الذين كسروا حاجز الخوف، وتركوا منازلهم بحثًا عن أمل. لأضعها أمام الرأى العام لتتحقق عاجلًا أم آجلًا.. ولكن ما وجدته داخل الميدان فى ذلك الوقت جعلنى على يقين أنه لن يتحقق شيء. دعونى أصف لكم شكل الميدان هذا اليوم، والذى ربما تسبب فى وجود معارضة للثورة، ومن داخل الميدان نفسه، فعندما دعوت الثوار لكى أسجل مطالبهم كى نضعها أمام الرأى العام بدأت مجموعات تعترض، وتطالب بتوحيد المطالب فى رحيل النظام فقط، وللحقيقة اعترضت فتيات كثيرات قائلات «هذا ما كنا نكرهه فى النظام السابق أننا لا نستطيع أن نتحدث بحرية»، وتطوعت بالمداعبة حتى أستطيع مواصلة الحوار فقلت لبعضهم «أنتم إخوان ولا إيه».
وإذا الكاميرا تتعرض لهجوم غير عادى، كادت تكسر فسارع المصور بالخروج من الميدان وبالفعل أكملنا اللقاءات خارج الميدان. ما حدث فى هذا اليوم تحديدًا خلق نوعًا من التفرقة بين المتظاهرين..هناك من ترك الميدان، لأنه شعر أن هناك من يسيطر عليه لصالح قوة معينة ربما تكون ليست للصالح العام، خاصة أن تعاملهم كان عنيفًا..لا سيما أنهم قاموا بتعليق لافتات كتب عليها «ميدان الشهداء»..بما ينذر بأنهم يرتبون لشىء فى هذا اليوم، وهو ما حدث بالفعل، وهذه شهادة للتاريخ يحاسبنى عليها الله. الإخوان من تسببوا فى موقعة الجمل بالفعل، من خلال عيونهم فى الوزارات والهيئات كانوا يدركون أن هناك مجموعات تتحرك لدعم الرئيس الأسبق، وتم وضع فخ لهم لتظهر الصورة لصالحهم وقد كان. وخلاصة القول أيًا كان ما حدث، فقد حدثت ثورة بها مطالب شعب هو جزء منا جميعا، فعلى كل من نجح فى الوصول إلى منصب ما، أن يسعى للمساعدة والمصالحة ولم الشمل، لأننا أصبحنا على وشك الانهيار، فلا يوجد بلد قائم على إنسان واحد يحمل كل الأعباء، لابد أن نصبح بلد مؤسسات، الكل يشارك فى الحل ويخلق الأمل فى الآخرين، هل سيحدث ذلك أم سيظل كل مسئول خائفًا على مقعده ويسعى للخلود والأبدية؟ احذروا القادم، فهناك من يطالب بالرحمة، هناك أكفاء مازالوا يبحثون عن فرصة، هل نسى كل مسئول أنه جزء منهم، جزء من هذا الشعب العظيم..جزء من شعب مصر، أفيقوا يرحمكم الله، أفيقوا قبل فوات الأوان، لكِ الله يا مصر.