السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

زيارة السيدة العجوز!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أنظر دائمًا بتوجّس وريبة إلى مجيء مبعوثي “,”السادة الاستعماريين القدامى/الجدد“,” إلى بلادنا، وآخرهم السيدة “,”كاترين آشتون“,”، المفوض الأعلى للشئون الخارجية الأوروبية، والرقيب الأكبر على سلوكنا، والقيّم على مسارنا وانضباط خطواتنا، وانصياعنا لأوامر السادة وتعليماتهم!
مقدمهم لا يحمل لبلادنا الخير، وإنما الشر كلّه والكُره والضغينة!
هم بعد الثورة المصرية الفريدة في 25 يناير و30 يونيو معبّئون ضدنا بالغل وروح الانتقام والمُر والسخائم!
يرون أننا اختطفنا من بين قبضتهم رئيسًا ونظامًا، صنعوهما على أعينهم، وربّوهما حسب “,”الباترون“,” الذي يحتاجونه، وصرفوا عليهما من حُر مالهم (أو بالأحرى مالنا، المنهوب على امتداد القرون منا، ومن الشعوب التي كانت مستعبدة للرجل الأبيض)، أطنانًا ومليارت!، وظنوا أنهم بهما، وبجماعتهما، قد ضمنوا مصالحهم لأبد الدهر، وحتى “,”نهاية التاريخ“,”: ألم يقل الرئيس المنزوع، أو المخلوع، “,”مرسى العيّاط“,”، للفريق أول “,”عبد الفتاح السيسي“,”، إنهم باقون على صدورنا لخمسمئة عام على الأقل، إن لم يكن لأبد الآبدين! وبعد أن وطّن السادة في أمريكا والغرب أنفسهم على ذلك، فإذا بهذا الشعب المصري المعجز، أو الملغز، ينتزع “,”الدكتور الرئيس“,” من دفء أحضانهم في لحظات، ويجهز على نظامه في سويعات، ثم يُلقى بهما إلى مزبلة التاريخ، والعالم بأسره مشدود الأعصاب، مشدوه النظرات، من فرط الذهول!
*****
أكان أحدٌ ينتظر أن الغرب سيفرح لفرحنا، إذ تخلصنا من عبء نظام ينتمي إلى القرون البوائد، بظلمه وغبائه، بجهله وعمائه، وبضيق أفقه، وتكالبه على السلطة والثروة، والعز والمكانة؟!
أكان أحدٌ قد توقّع أن عشيرة “,”العم سام“,” ستطير فرحًا لاستخلاص إرادتنا من عدم العدم؟! هم الذين كانوا يريدون إدامة عبوديتنا لهم، وأداتهم إلى تحقيق ذلك هذه “,”الجماعة“,” المجرمة الضالة وإرهابها، والتي أصمت الآذان عن الاعتراف المرير الذي قاله قائل من أخلص خلصائهم، وأخلص أصدقاء السيد الأمريكي، هو الجنرال “,”برويز مشرّف“,” رئيس الباكستان الأسبق، بعد عقود من النوم في حضن الأمريكيين: “,”نحن المسلمين الأكثر فقرًا، والأكثر جهلًا، الأكثر تخلفًا، الأكثر فسادًا، الأكثر حرمانًا، الأضعف في كل جنس بني البشر!!“,”.
أولم يسألوا أنفسهم لماذا “,”امتاز“,” العرب والمسلمون وحسب بهذه “,”الميزة“,” المدمرة من دون “,”كل بني البشر“,”؟!
ألم يعلموا أن القمع والاستبداد السياسي باسم الدين ، أو أي دافع آخر، لا بد أن يقود إلى هذه الحالة البائسة؟!
ألم يعلموا أن الحرية، وحدها الحرية، هي الدواء من كل داء، والشفاء من كل مرض، وبدلًا من أن يحترموا توق الشعب الذي حملهم إلى سدة الحكم، إلى الانطلاق في سماء الحرية التي لا تحدّها حدود، أمعنوا في قهره باسم السماء، وحرموه من حقّه الذي دفع فيه، ومقدمًا، آلاف الشهداء والضحايا، من أنبل الأبناء، فكان أن ثار عليهم واسترد هذا الحق المشروع، قبل أن يصبح، ويصبح وطنه، أثرًا بعد عين!
*****
تحالفت جماعة “,”الإخوان“,” مع “,”الشيطان“,”، (الأمريكي والغربي والتركي هنا)، للوصول إلى سدة الحكم.
وفى المقابل قدّموا لهم القرابين من مستقبل الوطن واستقلاله، وكفلوا لهم مصالحهم الاستراتيجية في منطقتنا، وفي المقدمة أمن واستقرار إسرائيل.
ولقد فهم شعبنا هذه القضية برمّتها، واستوعب مخاطرها بسرعة: وأدرك بثاقب وعيه، وبحِسّه التاريخي الفذ، أن كل يوم يمر على بقاء هذه الخلايا السرطانية، يُمزّق الجسد، ويهتك مناعته، ويهلك قدراته.
وكان أن اتخذ قراره يوم 30 يونيو. الشعب المُعَلِّم!
في سويعات “,”طار الإخوان فوق عش المجانين“,”، وغادروا إلى ما غير رجعة الوطن الذي آواهم، فتصرّفوا على أنه مُلكهم الأبدي، هدية الإله لهم من حيث لا يحتسبون!
فجأة: انفضَّ السامر، واختفى من بين أيديهم “,”مُلك مصر“,”، الذي دونه مُلك الدنيا كله! فالتاثوا غضبًا ويأسًا، وتصوّروا أنهم بمساعدة المستر “,”أوباما“,”، والمس “,”آشتون“,”، قادرون على تجميد حركة الزمن، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء! عادت المس “,”آشتون“,” إلى الديار، تسعى إلى إنقاذ “,”المشروع الإمبريالي“,” في منطقتنا من الانهيار، بمحاولة فرض وجود “,”الجماعة“,” التي أصبحت “,”محظورة“,” مجددًا، على خارطة الطريق و“,”المسار“,”، وكأننا جماعة من الصبية الصغار، يمكن غوايتهم ببعض الحلوى، أو لعبة تافهة، حتى يقبلوا بشروط السادة الكبار!!
ولم يفهم “,”الإخوان“,”-بغباء نادر- درس النظام السابق، الذي تخلّى عنه الأمريكيون، رغم علاقته الوثيقة بهم، حين أصبح عبئًا عليهم، ولا جدوى من المراهنة عليه، فتركوه يهوى!
وهذا نفسه ما حدث وسيحدث بالنسبة إليهم، فأمام إرادة شعب مصر سيُجبر الأمريكيون والأوربيون الغربيون على تجرّع كأس السم المصري الناجع. سيركعون أمام إصرار المصريين على انتصار ثورتهم .
وكذلك لم يفهم حسنو النيّة الذين التقوا “,”آشتون“,”، أو المتواطئون الذين هرولوا للاجتماع بها، الدرس الذي قدّمه لنا، في عام 1910، أي منذ أكثر من قرن، “,”ولفارد سكاون بلنت“,”، صاحب الكتاب الشهير“,”التاريخ السرّي لاحتلال إنجلترا لمصر“,”، في رسالته البليغة إلى “,”مؤتمر الحزب الوطني المصري“,” الذي عُقد برئاسة الزعيم “,”محمد فريد“,” في مدينة بروكسل، والذي حذّر فيه من الاطمئنان إلى دهاء وخداع ومخاتلة الإنجليز المحتلين: “,”احذروا منا فإننا لا نريد لكم شيئًا من الخير. لن تنالوا منا الدستور، ولا حرية الصحافة، ولا حرية التعليم، ولا الحرية الشخصية! فالغرض الذي نسعى إليه من البقاء(في بلادكم) هو أن نستغلها لمصلحة صناعاتنا!
لم يبقَ لكم عذر إذا انخدعتم في نيّاتنا، بعد أن وضح الأمر فيها وضوحًا تامًّا، فاحذروا أن تنساقوا إلى الرضا باستعباد بلادكم ودمارها!“,”.