الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

البابا تواضروس.. خير خلف لخير سلف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- تبادر إلى ذهنى، وأنا أكتب عن البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعن مواقفه الوطنية تجاه مصر والمصريين، أنه يشبه كثيرًا فى تصرفاته وأخلاقه البابا شنودة الذى أحبه المصريون أقباطًا ومسلمين، بسبب حبه الشديد للوطن والشعب المصري، وستظل عبارته الخالدة التى كان دوما يرددها: «مصر وطن يعيش فينا ونعيش فيه»، نبراسًا يضيء لنا الطريق من أجل أن نظل نحن المصريين- مسلمين وأقباطا- على قلب رجل واحد، لا يفرق بيننا الأعداء من أجل الحفاظ على الدولة المصرية، ومن أجل مواجهة كل التحديات والمؤامرات التى تريد النيل من مصر وأمنها القومي.
- لقد كان للكنيسة القبطية فى مصر دور رائد مع الأزهر فى الحفاظ على وحدة المصريين فى مواجهة الأعداء والاستعمار على مدى تاريخ نضال مصر ضد العدو المحتل، سواء الفرنسى أو الإنجليزى وحتى ثورة ١٩١٩ التى كانت ملحمة مى النضال الوطنى والوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين، ثم فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ عندما اختلطت دماء شهداء الوطن فى أرض سيناء بين المسلمين والأقباط، وبفضلهم وإرادتهم انتصر العرب على العدو الإسرائيلى واستعادت مصر كامل ترابها الوطني.
- وقد شدد القرآن الكريم على أن المسيحية دين سماوى، وأن سيدنا عيسى- عليه السلام- هو نبى الله، وقد كرم الله عز وجل والدته السيدة مريم البتول بأن جعل فى القرآن سورة تحمل اسمها.. والرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» تزوج من السيدة مارية القبطية، ليؤكد لنا جميعًا أن هناك نسبًا وصهرًا بين المسلمين والأقباط، وحذر النبى «صلى الله عليه وسلم» من إيذاء الأقباط أو الإضرار بهم، وقال فى الحديث النبوى الصحيح: «من آذى ذميا فقد أذاني، وأنا خصيمه يوم القيامة».
- ومواقف البابا تواضروس والأقباط الوطنية هى نفس مواقف البابا شنودة- طيب الله ثراه- وفى ثورة الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو تجسدت ملاحم الوطنية بين أبناء الشعب الواحد أقباطًا ومسلمين، فقد خرجوا إلى ميادين الثورة وهم يهتفون مع إخوانهم المسلمين: «يسقط.. يسقط حكم المرشد»، والهتاف العبقرى للملايين: «الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة»، ولم يخش المصريون رصاص الغدر والخيانة من الجماعة الإرهابية، كما كان الأقباط سندًا لمصر فى الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور والبرلمان، ودفعوا الثمن غاليًا هم والمسلمون عندما استشهد العديد منهم، وحرقت ودمرت كثير من دور العبادة من الكنائس المصرية، وكانت كلمة البابا الحكيم الوطنى حاسمة وحارقة، عندما قال: «إذا هدمت الكنائس سوف نصلى فى مساجد إخواننا المسلمين.. تدمر الكنائس ولا تدمر مصر...».
هذه هى عقيدة البابا تواضروس وأقباط مصر.. مثل كل المصريين.. الوطن أهم من المسجد والكنيسة.
- وقد كانت مواقف البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من كل القضايا المتعلقة بالوطن واضحة وجلية.. ولم يخش فى الحق لومة لائم، وقد عمل على توطيد صلات المحبة والإعزاز مع شيخ الأزهر، ودافع عن مصر وثورتها وقائدها فى كل زيارة قام بها فى المشرق أو المغرب، لأنه يؤمن أن مصر ملك للمصريين ولم يسمح لمسئول غربى أو أمريكى أن ينال من الوحدة الوطنية فى مصر المحروسة.
- وقد كان موقف البابا تواضروس والكنيسة القبطية من تنظيم الإخوان الإرهابى واضحًا وجليًا، فهو يرى أن هذا التنظيم الإرهابى اتخذ من الدين وسيلة للقتل والتخريب والتدمير، وهذه ليست طبيعة المصريين.. فالمصريون- أقباطًا ومسلمين كما يرى البابا تواضروس- متدينون ويحبون الدين، ولكننا نحن المصريين لا نقبل أى حكم باسم الدين، ويرى أن الشعب المصرى قام بتصحيح مساره، ورأينا ملايين المصريين يعبرون عن رأيهم بحرية ويختارون حياتهم، وبدأت صفحة جديدة فى مصر، وبدأت مصر فى تصحيح مسارها بإقامة المشروعات العملاقة، حيث تم افتتاح قناة السويس الجديدة كهدية من مصر للعالم، من أجل التجارة العالمية، ثم استكمل بمشروع أكبر وهو تنمية إقليم شرق بورسعيد الذى افتتحه الرئيس، وأكد البابا تواضروس أن مصر تقدم للعالم شهادة صادقة للسلام والبناء لكل شعوب العالم.. إن مواقف البابا تواضروس الوطنية هى جزء أصيل من مبادئ الكنيسة المصرية.. ويعتبر البابا تواضروس بحق خير خلف لخير سلف.. البابا شنودة.
- وكل سنة والشعب المصرى بأقباطه ومسلميه بخير وسعادة بمناسبة أعياد الميلاد.. وللبابا تواضروس كل التحية والتقدير لأنه بحق ابن بار لمصر.