الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

نقاد الموسيقى: ألبوم "عمرو دياب" في وادٍ والجمهور في واد


الفنان عمرو دياب
الفنان عمرو دياب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما ما يتسبب صدور ألبوم “,”عمرو دياب“,” في ضجة كبيرة، سواء من الناحية الجماهيرية أو من جانب نقاد الموسيقى، ولعل صدور الألبوم هذا العام جاء في وقت مليء بالمشكلات أولها تسريبه قبل طرحه الرسمي من الشركة المنتجة، وأيضا الضجة التي أثارتها حفله الأخير باليونان لحضور فتيات عاريات، وإلغاء حفله بالساحل الشمالي لأكثر من مرة، هذا بخلاف الناحية السياسية للبلاد وعلى رغم كل هذه العوامل السلبية حاولنا أن نضع هذا الألبوم في ميزان النقاد لنعرف تقييمهم للألبوم الحادي والثلاثين في مشوار “,”عمرو دياب“,”.
الناقد “,”محمود فوزي السيد“,” أكد أن هذا الألبوم أقل بكثير من المتوقع، وفسر ذلك قائلا: “,”ألبوم عمرو كان بمثابة الشخص العائد من إحدى الدول الأوروبية، فالكل متلهف ليرى ماذا حمل في حقيبته ليتعرف على جديد لم يره من قبل موجودا سوى فقط في بلاد أوروبا“,”.
وأضاف: “,”كان المعتاد وحتى بضع سنوات ماضية أن يكون الجميع متلهفا لطرح ألبوم دياب، لسماع كل الأغنيات وهو منبهر بها سواء على مستوى الكلمة أو اللحن والتوزيع الموسيقي، ويظل الألبوم حديث الشارع المصري والعربي لفترة طويلة، ولكن للأسف هذه المرة لم يأت دياب بجديد في الألبوم“,”، مشدداً على أن غياب كل من “,”أيمن بهجت قمر“,”، و“,”محمد يحيى“,” و“,”عمرو مصطفى“,” و“,”حسن الشافعي“,” كان له أثر كبير في مستوى الألبوم، وهم الرباعي الذي أطلق عليهم أهم أعمدة النجاح في ألبومات “,”عمرو“,”.
وأنتقد أغنية “,”لفيتها بلاد“,” وهي الأغنية الوحيدة التي كتبها الشاعر “,”خالد تاج الدين“,” موضحاً أن هذه الأغنية لم تقدم جديدا فهي “,”تيمة قديمة“,” ومستهلكة سبق وغناها “,”فارس“,” في أغنيته “,”بنت بلادي“,”.
كما غنى “,”مصطفي قمر“,” مؤخرا “,”هي“,” بنفس الفكرة والمفردات، وأرجع السبب في اختياره لهذه الأغنية لضمها في الألبوم بحسب رؤيته أن “,”عمرو“,” سبق وقدم تجربة مماثلة عندما كان يريد أن يقتحم المنطقة الغنائية التي أبدع فيها “,”منير“,” فحاول اختراق هذا اللون فأتي بـ“,”عصام كاريكا“,” وقدم أغنية “,”وهي عاملة إيه دلوقت“,” والتي نجحت كثيرا وقتها وحتى الآن، فلعل “,”دياب“,” حاول أن يغير من جلده.
فيما هاجم الموسيقار “,”حلمي بكر“,” ألبوم عمرو دياب، قائلا: “,”على دياب أن يدرس الحالة الراهنة على أرض الواقع، قبل أن يصدر أي جديد له، فلقد قدم عمرو في ألبومه تشابها صريحاً وواضحاً في الألحان والكلمات لما سبق وقدمه، وكأن عمرو يخشى المغامرة، ولذلك يلعب على فكرة اللعب على المضمون“,”.
وأكد أن “,”عمرو“,” يتعمد تقديم نمط واحد في كل ألبوماته مثال تقديم أغنية الألبوم السريعة لكي تناسب أجواء حفلاته وأنه غير مراع للظروف التي تمر بها البلاد سياسيا، وأضاف أنه يعطي لعمرو 6.5 من 10 في هذا الألبوم، وذلك ليس معيارا لجودة الأغاني، وإنما تاريخ “,”دياب“,” الطويل وقيمته تحتم عليه أن يعطيه هذا التقييم، كما أن “,”عمرو“,” يعيش على رصيد السنوات الطويلة الماضية، ويجب أن يسحب من فائدة هذا الرصيد، بدلا من أن يسحب من الرصيد الأساسي.
أما الناقد “,”فوزي إبراهيم“,” فكانت له ملاحظات عدة على الألبوم أولها كان لاختيار “,”عمرو“,” هذا الألبوم، فيرى أنه “,”اختيار ممل ورتيب، فهو دائما يختار مفردات مستهلكة متصوراً أنه يجذب بها أذن المستمع سريعا، ف يحرص على استخدام كلمة بها حروف اللام، والنون، والعين، لما حققته هذه الحروف من نجاح في استخدامها قديما مثل أغنيات “,”لاللي لالي، ع البال، ناديني، بناديك، الليالي“,”، وكلها كلمات مستهلكة قدمت منذ أكثر من 20 سنة“,”.
مضيفاً: “,”أصبح الموضوع هو البطل وليس اللعب بالأحرف والجرس لجذب الأذن، فلا بد من أن يعود عمرو لتقديم موضوع قادم ومتجدد سواء إنسانيا أو عاطفيا، إضافة إلى افتقادنا للأغنيات ذات الدخول الميلودي القوي والمبهر، وللأسف لم يتجاوز دياب هذا الفكر وهو ما يقلل من قيمة اللحن مهما كان جماله، وهو الشيء الذي يقدمه عمرو كنوع من الاستسهال في اللعب في المضمون“,”.
ويضيف “,”فوزي“,” أن الجمهور المصري الآن أصبح منقسما ما بين جمهور ناضج واع بما يدور بالشارع المصري، وهو النصف الذي يرى بواقعية، ولذا فهو ينتظر من مطربي مصر فنا كبيرا بما يوازي أحلامه، أما النصف الآخر فهو الجمهور المتوتر، وهذا النصف هو الذي يهرب من الواقع بالموسيقى ولكنه يذهب لنوعية أغاني “,”أوكا وأورتيجا“,” بحثا عن أغان إيقاعية للرقص، بصرف النظر عن مضمونها، فأصبح “,”عمرو“,” تائها بين الجزء الناضج من الجمهور والجزء المتطرف في سطحيته، فلم يستطع أن يتواصل في وسط هذه المتاهة مع جمهوره.