الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فرج فودة قطعة ذهبية من تراب الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت مكالمة تليفونية من الدكتور رفعت السعيد يأتى إليكم فرج فودة خلى بالكم عليه 
وجاء فرج استقبلته فى مطار موسكو كنت أتحسس مسدسى خوفا من هذا القادم قالوا عليه بتاع تطبيع وقالوا إنه الوجه الآخر للصهيونية وقالوا كلام كتير لكنى من أول نظرة ومن أول كلمة عرفت أنه ابن بلدى عاشق لتراب مصر حاسس بغربة بعد وصوله إلى موسكو، كان فرج فودة مثل السمكة التى لا تعرف أن تعيش خارج محيطها المصرى، قضيت معه أجمل ٣٠ يوما فى عمرى حتى وداعه إلى بلد المحبوب لم أعرف شيئا عن حياته الشخصية أو أسرته أو أبنائه رغم أنه كان لا يتوقف عن الكلام تعلمت منه كيف تكون صاحب فكرة بغض النظر عن الدوجما الأيدولوجية كان فرج فودة مثالا نادرا لكل من يحب هذا الوطن كان حرا فى بلد يكره الأحرار فى الفكر والسياسة والعقيدة.
تقول الموسوعة الحرة: فرج فودة كاتب ومفكر مصرى علماني، ولد فى ٢٠ أغسطس ١٩٤٥ ببلدة الزرقا بمحافظة دمياط فى مصر، وهو حاصل على ماجستير العلوم الزراعية ودكتوراه الفلسفة فى الاقتصاد الزراعى من جامعة عين شمس، ولديه ولدان وابنتان، تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية فى ٨ يونيو ١٩٩٢ فى القاهرة.
أثارت كتابات د. فرج فودة جدلا واسعا بين المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حولها الآراء وتضاربت، فقد طالب بفصل الدين عن السياسة والدولة وليس عن المجتمع.
كانت جبهة علماء الأزهر تشن هجوما كبيرا عليه، وطالبت لجنة شئون الأحزاب بعدم الترخيص لحزبه.
شارك فى تأسيس حزب الوفد الجديد، ثم استقال منه وذلك لرفضه تحالف الحزب مع جماعة الإخوان المسلمين لخوض انتخابات مجلس الشعب المصرى العام ١٩٨٤، ثم حاول تأسيس حزب باسم «حزب المستقبل» وكان ينتظر الموافقة من لجنة شئون الأحزاب التابعة لمجلس الشورى المصري.
أسس الجمعية المصرية للتنوير فى شارع أسماء فهمى بمدينة نصر، وهى التى اغتيل أمامها.
عرف فرج فودة خلال المعارك الحزبية التى اتسمت بها الفترة الرئاسية الأولى للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك «١٩٨١-١٩٨٧». ولقد كانت أولى معاركه داخل حزب الوفد الجديد نفسه، خاضها [٦] لمنع تحالف الحزب مع الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية فى عام ١٩٨٤، أورد فرج فودة أفكاره السياسية خلال هذا الصراع فى كتابه الأول «الوفد والمستقبل» «١٩٨٣»، وفشل فرج فودة فى منع ذلك التحالف، والذى قاده داخل الحزب الشيخ صلاح أبوإسماعيل «١٩٢٧-١٩٩٠»، ونجح بفضله الوفد فى الحصول على ٥٨ مقعدا «١٥٪ من مجلس الشعب»، واستقال فرج فودة من الحزب فى ٢٦ يناير ١٩٨٤.
ألّف فرج فودة عددا من كتبه الهامة خلال تلك الفترة، هى «قبل السقوط» «١٩٨٤»، و«الحقيقة الغائبة» «١٩٨٤»، و«الملعوب» «١٩٨٥»، و«الطائفية إلى أين؟» «١٩٨٥» بالاشتراك مع يونان لبيب رزق «١٩٣٣-٢٠٠٨» وخليل عبدالكريم «١٩٣٠-٢٠٠٧»، و«حوار حول العلمانية» «١٩٨٧»، ولقيت الكتب اهتماما، فطبع بعضها أكثر من مرة ودرس بعضها فى الجامعات والمعاهد الأجنبية.
حاول تأسيس حزب سياسى أسماه «المستقبل» غير أن لجنة شئون الأحزاب فى مجلس الشورى رفضته مرتين، فخاض انتخابات برلمان ١٩٨٧ مستقلا عن دائرة شبرا وخسر، حيث حصل على ٢٣٩٦ صوتا، بينما وصل مرشحا الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم وحزب الوفد الجديد إلى جولة الإعادة بعد حصول مرشح الوفد على نحو ٣٠٠٠ صوت.
رأى فرج فودة انتصار التحالف الإسلامى ونجاح الإخوان المسلمين خطرا حقيقيا على الدولة، لا يقل عن إرهاب الجماعات الإسلامية فى السبعينيات الذى انتهى بإسقاط رأس الدولة وأشار فودة إلى أن التيار الإسلامى قد تعلم من خطئه فى انتخابات ١٩٨٤ التى خاضها تياره التقليدى «الإخوان» الساعى فى رأيه إلى «تحقيق الإرهاب بالشرعية» بدون تأييد تياره الثورى «جماعات الإرهاب المسلح» الساعى إلى «ضرب الشرعية بالإرهاب»، ليتوحد التياران فى انتخابات ١٩٨٧: «ويمكننا أن ندرك حجم ما حدث من تغيير فى فكر أعضاء تنظيم الجهاد، إذا قارنا ما سبق، بحديث مفتيهم ومنظرهم وإمامهم عمر عبدالرحمن لجريدة الشعب قبيل الانتخابات عن أنه يؤيد التحالف.. وأكثر من ذلك فإن أشهر أمراء الجماعات فى المنيا قد رشح نفسه على قائمة التحالف ودافع عن شعاراته وراياته، وأصبح عضوا فى المجلس بالفعل، وزامل فى عضويته أعضاء آخرين، كانوا أمراء للجماعات الإسلامية وقت أن كانوا طلابا، وأصبحوا ممثلين لهذا التيار فى نقاباتهم المهنية»، كذلك فإن الحملة الانتخابية للتحالف تم تمويلها عن طريق بيوت توظيف الأموال الإسلامية والتى تمثل ما أسماه فرج فودة باسم «التيار الثوري».
كتب فرج فودة كتابه «النذير» «١٩٨٩» كدراسة لمعالجة الدولة لنمو التيار الإسلامى ما بين عامى ١٩٨٢ و١٩٨٧، خلص منها إلى أن التيار الإسلامى «قد نجح بالفعل فى تكوين دولة موازية» لها اقتصادها المتمثل فى بيوت توظيف الأموال، وجيشها المتمثل فى الجماعات الإسلامية المسلحة، وكيانها السياسى المتمثل فى مكتب إرشاد الإخوان المسلمين رغم حظر الجماعة قانونيا، كذلك اخترق التيار الإسلامى المؤسسة الدينية الرسمية مثل دعوة شيخ الأزهر الناخبين لإعطاء أصواتهم للمطالبين بتطبيق الشريعة «أى مرشحى التحالف الإسلامي»، ومطالبة جريدة «اللواء الإسلامى» التى يصدرها الحزب الحاكم الحزب «الوطنى الديمقراطي» للمواطنين بعدم التعامل مع البنوك القومية وقصر تعاملاتهم على البنوك الإسلامية، كما اخترق أيضا الإعلام الحكومى حيث زادت الجرعة الدينية فيه من صحف ومسلسلات وخطب تليفزيونية مثل خطب الشيخ محمد متولى الشعراوى «١٩١١-١٩٩٨» التى عرّض فى بعضها بعقيدة المواطنين المسيحيين، ولقد رأى فرج فودة أنه قد «تم هذا التنامى الهائل فى ظل الإعلان الدائم عن تصدى الدولة لهذه التيارات، وتحت شعارات ورايات مواجهة التطرف السياسى الديني، وأن ينجح تيار ما فى التنامى فى ظل الغفلة، فإن ذلك يعتبر نجاحا مبررا.. أما أن ينجح فى ظل التنبيه وإعلان المواجهة، فإن النجاح هنا يعتبر نجاحا مضاعفا للتيار السياسى الدينى، بقدر ما هو فشل مضاعف للدولة»، ووجد فرج فودة تشابها بين التيار السياسى الدينى فى مصر والنازية فى ألمانيا من حيث «نظرات الاستعلاء والعنصرية واستخدام العنف والعودة إلى الجذور»، محذرا من أن «ما يحدث فى مصر الآن، وما اعتمدته التجربة النازية للوصول إلى الحكم بعد فشل المواجهة، يتمثل فى التسلل إلى المؤسسات القائمة، واستخدام الديمقراطية لإسقاطها فى النهاية، واستغلال ضعف هيبة الدولة، واستثمار المعاناة من الأزمة الاقتصادية، والجدير بالذكر أن النازية قد وصلت إلى الحكم فى ألمانيا دون أن تحصل على الأغلبية التى تؤهلها لذلك، لأن خطوات النظام لإسقاط نفسه، كانت أوسع بكثير من خطوات النازية لإسقاطه».
ألف رحمة ونور أيها الغالى ولنا لقاء آخر إذا سمحت «البوابة».