الثلاثاء 11 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

العوامل الوراثية ترفع فرص الاتجاه للإدمان 4 أضعاف

الانطوائية والعنف أسرع الطرق إليه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للظروف الاجتماعية والثقافية دور كبير فى تحديد مدى حصانة الفرد أو استجابته عند التعرض لمسببات الإدمان، فالنشأة تلقي بظلالها على قابلية الفرد ومدى تفاعله مع الظروف الدافعة لذلك.. هذا ما يحدثنا عنه الأستاذ الدكتور أحمد البحيرى استشاري الطب النفسي قائلا: الأسباب النفسية التي تؤدي إلى الإدمان، تتضمن التغيرات الشخصية والإصابة ببعض الاضطرابات النفسية.
فبالنسبة للتغيرات فى الشخصية نجد أن مريض الإدمان غالبًا ما يعانى من سمات شخصية تسمى «الشخصية الإدمانية» وتشمل حب البحث والمغامرة والاندفاعية والتردد، ورغم أنها سمات قد تكون إيجابية فى بعض الأشخاص، إلا أنها تورط الشخص فى السقوط بشباك الإدمان. مشيرا إلى أن العلماء وجدوا تزايدا فى معاناة مرضى الإدمان من اضطرابات الشخصية، حيث يزيد معدل الإصابة عندهم مرتين أكثر من الاشخاص العاديين.
ولقد وجد العلماء أن زيادة الإصابة بالإدمان، تزيد ليس عند المصابين باضطرابات شخصية فقط، ولكن فيمن يتعامل ويعيش مع أشخاص لديهم اضطرابات شخصية.
وكأن هناك من لديه اضطرابات شخصية يصدرها لمن حوله وتدفعه للإصابة بمرض الإدمان.
ولذلك فإن علاج مرض الإدمان والوقاية منه لابد من التعامل مع الأسرة ككل وعلاج أفرادها نفسيًا، وتعليمهم مهارات التعامل مع المريض.
ووجد العلماء أن الإصابة ببعض الاضطرابات المزاجية مرتبطة بتعاطى وتدخين النيكوتين، وكذلك مشاعر الإحباط والاكتئاب التى يعانيها الفرد قد تدفعه لعلاج نفسه خطأ بتناول وتعاطى المخدرات، لما لها من تأثير أولى فى إزالة القلق و الاكتئاب.
وأيضا وجد العلماء الصلة الوثيقة بين ظهور الأعراض الذهانية العقلية الشبيهة بالجنون من هلاوس وتهيؤات، مع تعاطى مواد مخدرة معينة مثل الحشيش والأمفيتامينات (الكابتاجون) والكحوليات، وذلك ليس أثناء تعاطيها، ولكن تأثيرها يستمر مع بعض المرضى لشهور رغم توقفهم، أى أنها تسبب أمراضًا عقلية مباشرة.
ومن التغيرات النفسية المهمة فى مرض الإدمان، الشعور بالملل والميل للاندفاعية وعدم القدرة على حسم الأمور، وتأجيل المتعة الحالية للحصول على أهداف أكبر، وهذه الاندفاعية تورط الفرد فى عدم التحقق من العواقب، ودخوله للإدمان بمنتهى السهولة.
وعن الأسرة ودورها فى إصابة الشخص بالإدمان، يقول الدكتور أحمد البحيرى: العوامل الاجتماعية والثقافية تشمل العنف فى التربية من الأهل، والمحن والمشاكل أثناء التربية وضغوط الحياة، ومدى الارتباط الاجتماعى للفرد مع أسرته أو مجتمعه، وأخيرا المفاهيم الثقافية الخاطئة عن الإدمان التى تورط الأفراد فيه.
ويتابع: كما يزيد عنف الأفراد الذين يتعاطون أو يدمنون مواد مخدرة عن الأفراد العاديين أو حتى المرضى النفسيين. كما أن أكثر القائمين بالعنف فى سن البلوغ يتعرضون لسوء التعامل من الوالدين، وكذلك من تربوا فى أسر منفصلة. وتعتبر الخمور وتناولها من أكثر المواد التى تؤدى للعنف والسلوكيات المضادة لقيم المجتمع والجرائم والعنف.
والنقطة الأساسية هنا هو عدم وجود دفء أسرى مع المصاعب المادية والميل لاستخدام العنف، مما يزيد الإصابة بخطر الإدمان للتعامل بسهولة. كما يتعرض الأطفال والنساء أكثر للعنف من مرضى الإدمان نظرًا للكبت المجتمعى وقلة فرص التواصل الاجتماعى.
ووجد علماء الاجتماع المهتمون بمرض الإدمان أنه كلما قل اندماج الأفراد فى المجتمع فى الأسرة أو المدرسة، زاد ميل حدوث الإدمان، ولذلك الاندماج مع الأنشطة الأسرية أو الألعاب الرياضية أو الهوايات المشتركة مع آخرين، من أهم عوامل الوقاية من الإدمان. ومن أكبر أسباب تعاطى المخدرات، أن تكون بعض المواد مثل الحشيش، والقات مقبولة اجتماعيًا كظاهرة فى حال تعاطيها.
ويضيف الدكتور البحيري: على النقيض نجد انتفاء صفة العلاج من الإدمان والإحباط فى نتائج العلاج يقلل التقدم فيه، وكأن لسان الحال يقول إن الإدمان ليس له علاج. فضلا عن عدم تعلم النشء والشباب مهارات التمتع بالحياة بطريقة صحيحة، مثل الرياضة والثقافة ومعرفة قدراته العلمية والعملية، أو افتقادهم لمهارات التكيف والتغلب على المشاعر السيئة والحزن والقلق، وفى كلتا الحالتين يؤدى هذا لتغيرات نفسية تجعل الشباب يرغبون فى الكحوليات مثلًا.
وعن كون الإدمان كمرض له علاقة بالعوامل الوراثية، يقول الدكتور البحيري: هذا السؤال شغل العلماء والباحثين ومازال، ودائما ما كانوا يفكرون فى هل أسباب الإدمان وراثية أم نابعة فقط من التربية والبيئة المحيطة، أم العاملان لهما تأثير فى ظهور المرض.
ويضيف: فى العقد الأخير، ظهرت نتائج تحسم الإجابة على هذا السؤال وتفتح مفاتيح العلاج للمستقبل، فقد اكتشف العلماء أن نسبة الإصابة وراثيًا لإدمان مختلف المواد تتراوح بين ٥٠ إلى ٧٠٪ أكبر فى الأفراد لأهالى مصابين بالمرض عن الأفراد لأهالى لا يعانون من الإدمان.
فمثلًا أبناء المتعاطين للكحوليات لديهم درجة إصابة أكبر ٤ مرات للإصابة بالإدمان للكحوليات عن الآخرين ، حتى إذا تمت تربيتهم تحت رعاية آخرين غير متعاطين.
إذا فهناك علاقة وراثية للإصابة بالمرض، ولكن البيئة فى شكلها النفسى والاجتماعى والتربوى تغير وتؤهل الشخص لاختيارات أفضل، وهنا تصبح الوراثة غير حتمية، ولكن تحتاج لمجهود فى تغيير نظام الحياة وعدم التعرض للمواد الإدمانية والوقاية الأكيدة من المرض للوقاية من الإدمان ومخاطره.