رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جون كيري وإجهاض الانتفاضة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة يوم السبت ٢٤ أكتوبر لبحث عدد من القضايا، أهمها الأوضاع فى القدس ومحاولة إحياء عملية السلام (المفاوضات) بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. 
ولكن الواقع الحالي ومع تمدد مساحة هبة الشعب الفلسطيني، وظهور مؤشرات اندلاع الانتفاضة الثالثة.
وفى الحقيقة فإن زيارة جون كيري ما جاءت إلا لمحاولة إنقاذ حكومة نتنياهو التي مارست علي مدار ثلاثة أسابيع أبشع أشكال العدوان علي الشعب الفلسطيني، ودفعت جنود الاحتلال لاستخدام حق الإعدام المباشر، وممارسة الانتهاكات بالمسجد الأقصى المبارك، وتشجيع المستوطنين اليهود علي اقتحام المسجد الأقصى والسماح للمتطرفين اليهود بممارسة شعائرهم الدينية دون غيرهم من المسلمين.
وقد أسفر اجتماع جون كيري مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو علي موافقة الأخير علي الاقتراح المقدم بتركيب كاميرات مراقبة للمسجد الأقصى تعمل علي مدار الساعة، بالإضافة إلي الالتزام للسماح للمسلمين بالصلاة فى الأقصى ولغير المسلمين بزيارته. 
علي أن يتم وضع الترتيبات اللازمة بين الجانب الإسرائيلي ومسئولي الأوقاف التابعين للمملكة الأردنية.
ولقد رحب العاهل الأردني الملك عبدالله بهذه المقترحات خلال اجتماعه مع جون كيري، وأكد أن هذه فرصة لتهدئة الأوضاع.
وعقب اجتماع كيري بالرئيس الفلسطيني عباس فى العاصمة الأردنية صرح الدكتور صائب عريقات بأن الرئيس طلب من كيري خلال اللقاء ضرورة العمل علي تأمين وحماية الشعب الفلسطيني حماية دولية من الجرائم الإسرائيلية، وأشار عريقات فى تصريحات صحفية إلي أن الرئيس عباس عرض علي كيري مجلدات توثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني من بينها إعدامات نفذتها قوات الاحتلال ضد فلسطينيين لم يشاركوا فى الهبة الفلسطينية، مطالبا بإرسال لجنة تحقيق دولية فى الجرائم الإسرائيلية، وعقب مغادرة جون كيري المنطقة عادت الأوضاع لما كانت عليه. 
فقوات الاحتلال عادت لاستخدام حق الإعدام المباشر، وكان من بين الشهداء الفلسطينيين فتاة استشهدت برصاص جنود الاحتلال. كما قامت قوات الشرطة الإسرائيلية بمنع مسئولي الأوقاف بالمسجد الأقصى من تركيب كاميرات المراقبة التي أعلن عنها سابقا، كما عاد التضييق علي الفلسطينيين فى دخول المسجد الأقصى باستخدام لائحة الأعمار السنية وخلافه، أما أخطر القرارات فهو إعلان الولايات المتحدة بخفض مساعداتها السنوية للفلسطينيين متهمة الجانب الفلسطيني بالتحريض علي العنف. فقد أعلن مجلس النواب أنه جمد طلب وزارة الخارجية الأمريكية بتحويل ٣٧ مليون دولار للسلطة الفلسطينية، وطالب المجلس من وزارة الخارجية بالحصول علي معلومات بشأن ما عرف (بتحريض السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل.
إن هذا القرار بلا شك يدعم إسرائيل ويدفعها للاستمرار فى حملتها العدوانية ضد الفلسطينيين، خاصة تواكب هذا القرار مع تلقي لجنة العلاقات الخارجية توصيات بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن وعدم السماح بفتحه حتي يتم التوقف عما وصف بالتحريض).
وكذلك قطع التحويل الذي يستفيد منه أشخاص فى ظل الفساد الذي يسود أعمال السلطة الفلسطينية. مع الربط بين قضايا الفساد والمعونة، أما آخر التوصيات فهي مراقبة الأشخاص إعلاميا خاصة المتهمين بالتحريض والكراهية.
إذن لم تكن زيارة جون كيري سوي للضغط علي الجانبين الأردني والفلسطيني لفرض التهدئة وبأن الانتفاضة قد تجاوزت هذه الأطراف.
وجاءت ردود أفعال الجانب الفلسطيني علي هذه الإجراءات، بالرفض حيث أكدت حركتا الجهاد الإسلامي وفتح رفضهما المقترحات الأمريكية المنحازة للاحتلال بشأن المسجد الأقصى وأكدتا دعم الانتفاضة وتأكيد ضرورة التنسيق فى إطار وضع أهداف محددة للانتفاضة مع ضبط الخطاب الوطني الإعلامي بما يخدم ويقوي الجبهة الداخلية فى مواجهة الإرهاب الصهيوني.. ومن ناحية أخري فقد استنكرت الأوقاف الإسلامية فى القدس المحتلة علي لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب، ما قامت به قوات الاحتلال بنزع كاميرات المراقبة التي تم تثبيتها بمعرفة الأوقاف صباح يوم الإثنين عند باب المغاربة فى المسجد الأقصى.
وجاءت تصريحات رابح مهنا عضو المكتب السياسي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «أن الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني لا يثق بكيري ولا بالسياسة الأمريكية المنحازة لإسرائيل بشكل دائم» ثم أضاف مهنا أن مقترحات كيري ضبابية ومنافقة ولا يمكن أن تؤتي بشيء لصالح الشأن الفلسطيني، وما يحدث ما هو إلا محاولة إخراج إسرائيل من المأزق، ومحاولة إحباط الانتفاضة الفلسطينية. وطالب بتشكيل قيادة موحدة من أجل الانتفاضة ومواجهة الكيان الصهيوني. وقد صرح فايز أبو عيطة المتحدث الرسمي باسم حركة فتح بأن القضية سياسية بالدرجة الأولي وتحتاج إلي حل سياسي، مشيرا إلي أن الحل يتمثل فى إنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطينية بشكل كامل، وأن استمرار الاحتلال سيعمل علي انفجار الأوضاع فى وجهه بشكل كامل، وأن كيري يبحث عن تهدئة بالمنطقة لإخماد الانتفاضة الفلسطينية. 
هذا ولم تخرج تصريحات حماس علي النص، مؤكدة أن القرارات التي أعلنت مهدت إلي تثبيت السيطرة الصهيونية علي المسجد الأقصى من خلال منح الاحتلال الحق بالسماح والمنع بالنسبة للمسلمين بالصلاة. 
وعلي خلفية إعلان نتنياهو بشأن غير المسلمين، فقد اقتحمت مجموعة من المستوطنين الصهاينة صباح الأحد باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال وكانت منظمة «طلاب من أجل الهيكل» دعت إلي إسراع اقتحام المسجد الأقصى بعد توقيع ١٠٠ حاخام يهودي علي فتوي تجرم اقتحام المستوطنين اليهود للأقصي، حرصًا علي حياتهم. 
إذن كل الشروط السابقة الذكر تدفع الفلسطينيين إلي الانتفاضة الثالثة بكل قوة. عاش كفاح الشعب الفلسطيني.