الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رفع القُبعة لعلي سالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يُحسب للكاتب الجميل على سالم أنه قال كلمته ومضى عندما لجأ كثيرون إلى سياسة إمساك العصا من المنتصف أو تبديل المواقف والتحوط من سوء الظن الذى صار ديدن المُجتمع الثقافى فى العالم العربى.
برحيل الرجل ينتابنى شعور غريب بالغربة والوحشة فى زمن تتهاوى فيه كثير من العقول الخلاقة التى مهما كان خلافنا معها، فإنها تختطف إعجابنا واحترامنا.
كان على سالم واضحاً كالنهار، يرى أنه لا يُمكن تحقيق النهضة والتنمية والحرية ونحنُ أسرى قضية الصراع العربى الإسرائيلى التى أكلت أرواح أجيال وأهدرت أوقات صفوف من المُفكرين والمُنظرين دون طائل، قال الرجل إنه لا بد من السلام ولا بديل عنه، لأن الحرب لا تصنع مجدا، إنما تُنتج خراباً، وأن القتل والتصفية لا يُنهى وجود القُبح وإنما لا بد من التعايش والتفاهم.
وسواء اختلفنا مع الرجل أو اتفقنا فإننا لا شك نحترم صراحته ومُجاهرته بما يرى وإصراره على موقفه رغم قذائف من البُهتان رماه بها الحنجوريون وتوصيفات أقلها الخيانة حاول إلصاقها به المُشككون وتُجار الشعارات والمُتكسبون من مواقفهم، وبدا الرجل وسط موجات التكفير السياسى وحملات التخوين صلبا، هادئا، مُصرا على عدم استدراجه إلى مُستنقعات الشتائم واللعائن التى يُعدها تُجار الشعارات مُنذ حرب فلسطين سنة ١٩٤٨.
احترم الرجل عقله، وآثر أن يكون القلم وحده هو سلاحه فيما يرى، فتحمل محاكمات المُثقفين عندما سافر إلى إسرائيل وكتب عنها، ورضى الوقوف بصبر وصلابة وطيب خاطر أمام رصاص المُخونين، والغريب أن الرجل لم يتكسب بمواقفه الداعية إلى التطبيع، ولم يُعبر فيما يرى عن توجهات السُلطة، وإنما هى قناعاته الشخصية التى مات عليها، موقناً أننا أهدرنا أكثر مما ينبغى فى قضية فلسطين، وأننا فى سبيل ذلك أهملنا قضية الإنسان الأساسية وهى التحرر والتحضر والانحياز إلى العلم.
فى دار الحق سبقنا على سالم، راضيا بما كتب، مُقتنعا أن فكره وتوجهه كان اجتهادا فى سبيل تحديث المُجتمع وتنميته، واستحق عن محبة احترام خصومه قبل مؤيديه، لذا كتبت هذا المقال.
فعليه الرحمة ولنا القدوة الطيبة.
والله أعلم.