الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أخطر فضيحة فكرية وأخلاقية لـ"فهمي هويدى"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انزعجُ بشدة من أى مناقشة جادة لكتابات فهمى هويدى، سواء كانت هذه المناقشة سياسية أو فكرية أو حتى منطقية، لأننى بوضوح تام أرى أن الرجل يجب أن يناقش على أرضية أخلاقية وقيمية، بل إذا أردت الدقة المطلوب ليس مناقشة هويدى بل تجريده من مسوح الحكمة المزيفة، وكشف ضلاله، ثم توجيه نصائح أخلاقية له ولفت نظره إلى أن هناك قيما وأصولا يجب أن يتحلى بها المرء كائنا من كان، فما بالك بمن يدعى الحكمة ويتصدر المشهد للنصيحة، رغم سقوطه الأخلاقى المريع. وبعيدا عن الكلام المجرد، ندخل مباشرة إلى التفاصيل، وسيكون الموضوع على هيئة دروس أخلاقية لهويدى لتذكيره أو لتعليمه بعض الأخلاقيات الغائبة عنه.
ترفض فطرة الإنسان السوية سرقة الآخرين، لذلك كان نبذ السرقة سلوكا إنسانيا بحتا قبل معرفة الأديان.
طبعا هويدى لم يعتل أسطح المنازل، ولم يقفز من النوافذ، ولم يتسلق الجدران الخلفية -لا سمح الله- لكنه أيضا لا يختلف كثيرا عمن قام ويقوم بذلك، فمدعى الحكمة الكاذبة سرق كلام يوسف القرضاوى عن جماليات القرآن فى كتابه «الإسلام والفن»، ونسبه لنفسه فى موضوع بمجلة «المجلة» السعودية عام ٢٠٠٤ م.
والقصة مسجلة بالنص والصورة على موقع «لصوص الكلمة» الذى خصص نافذة كاملة للصوصية هويدى، حيث يقول كاتب مادة «ملف سرقة فهمى هويدى»: «أثار استغرابى عدم تحرك الأستاذ فهمى هويدى للدفاع عن فكره ومقالاته التى انتهكت وتم السطو المسلح عليها من قبل زميله فى نفس الصحيفة النائب وليد الطبطبائى، ولكن زال استغرابى حين تبينت لى الأمور واتضحت، فالأستاذ فهمى هويدى سطا هو الآخر على عبارات وفقرات من أجزاء من كتاب الشيخ يوسف القرضاوى والمعنون بـ«الإسلام الفن»، والمنشور فى موقع الشيخ يوسف القرضاوى، فقد نشر موقع الشبكة الإسلامية مقالة للأستاذ هويدى ذكر الموقع أنها نقلا عن مجلة «المجلة»، وكان ذلك بتاريخ ٨/١٢/٢٠٠٤، عنوان المقالة هو «نظرة فى جماليات القرآن الكريم»، ولكن الجماليات كانت فى فن هويدى من خلال سرقته لنصف مقالته من كتاب للشيخ يوسف القرضاوى «الإسلام والفن»، فقد سطا هويدى حرفيا على أربع فقرات ونصف الفقرة من كتاب القرضاوى، وضمّنها فى مقالته المحتوية على تسع فقرات، أى أن نصف مقالة هويدى بالتمام والكمال هى مسروقة حرفيا... هذه صور لمقالة هويدى... مع مقتطفات من كتاب القرضاوى... وسنرى كيف سطا الأستاذ على الشيخ...».
ثم يقدم الموقع رابطا لسبع صور تطابق بين كلام هويدى وكلام القرضاوى ويمكن للقارئ مطالعة توثيق لصوصية هويدى على هذا الرابط:
bader٥٩.com/fahmi١.htmطبعا من يقرأ لهويدى يعلم أنه عند نقل أى معلومة يذكر قبلها اسم المصدر، فمثلا هو دائم النقل عن محمد الغزالى والقرضاوى، عند النقل تجده يقول: «كما يقول شيخنا الغزالى أو القرضاوى».. وهو ما تفتقده فى هذه المادة التى أدمجها إدماجا فى مقالته كأنها من بنات أفكاره.
يا فهمى، ألا تعلم أن سرقة الآخرين حرام؟ ألم تسمع من والديك وأنت صغير أن من يسرق يدخل النار؟ ألم تدرس وأنت طالب ذلك فى مادة الأخلاق؟ أم أنك قد تغيبت يوم الدرس المخصص للتحذير من السرقة... يا رجل صدعت رءوسنا بالحديث عن «الفساد وسنينه»، ألا تعلم أن السرقة أيضا فساد؟ ألم تدرس ذلك فى كلية الحقوق؟ وصفتك أجهزة مبارك وإعلامه الفاسد بالكاتب الإسلامى، ألا تعلم أن هناك آية فى القرآن تتوعد من يسرق أفكار الآخرين وينسبها لنفسه بالعذاب الأليم؟ قال تعالى: «لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ».
يقدم هويدى نفسه كخبير فى الملف الخليجى، فتارة يرصد تغيرات فى السياسة السعودية، وتارة أخرى يتوقف عند سياسة أبوظبى، وثالثة يثنى على موقف سلطنة عمان.. إلخ لكن هناك ملفا خليجيا آخر يلزم الصمت تجاهه، ونحن نطلب منه أن يحدثنا عنه، وهو المتعلق بعمله فى مجلة العربى الكويتية.
الجميع يعرف أن هويدى عمل بالعربى عام ١٩٧٦ م مع الراحل أحمد بهاء الدين، لكن قليلين جدا يعرفون أن الرجل لم يترك المجلة عام ١٩٨٣ بإرادته بل «ُطُرد» منها، ومن قام بطرده هو رئيس تحرير المجلة الكاتب الكويتى د. محمد الرميحى، بل قال لى قدامى العاملين بالمجلة إن الرميحى بمجرد علمه بعودة هويدى من الإجازة أبلغه فى المطار بأنه تم «تفنيشه»- إنهاء خدمته- والسؤال هنا للخبير بالملف الخليجى: يا فهمى لماذا طردك الرميحي؟ هل كررت فعلتك السابقة وسرقت مقالات الآخرين، فكان جزاؤك الطرد؟ يا رجل هذه هى المسألة الخليجية الأكثر إلحاحا لتحدثنا عنها، دعنا من تحليلاتك الفشنك والمضروبة للمشهد السياسى فى الخليج... الله يكرمك يا شيخ هو الرميحى طردك ليه؟ لكن رجاء لا تكذب وقل الصدق.
فى حدود عام ٢٠٠٤ وعلى شاشة فضائية الجزيرة، أثار محمد سليم العوا ضجيجا فارغا حول ملابسات وفاة الشيخ محمد الغزالى فى المملكة العربية السعودية عام ١٩٩٦، وقال العوا: «إن الغزالى مات كمدا بسبب هجوم واحد اسمه فهمى جدعان مش عارفينه إسلامى ولا ليبرالى ولا شيوعى».
طبعا فهمى جدعان مفكر إسلامى أردنى له كتابات عبقرية فى الفكر العربى والإسلامى، وهو رجل معتدل يؤمن بأن للإسلام رؤية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لذلك له موقف رافض من الشيخ على عبد الرازق وكتابه «الإسلام وأصول الحكم»، والرجل أيضا يدافع عن الإسلام ضد المستشرقين والمتغربين، بل ويا للمفارقة، فالعوا كان ينقل كلام الرجل فى كتاباته التى قدم العوا نفسه خلالها بأنه كاتب معتدل.
أثار اتهام العوا غضب جدعان، خاصة أن الرجل خجول وليس من رواد الفضائيات، ولا من كتاب الصحف الدائمين أمثال هويدى والعوا.
التقيت جدعان فى الكويت عام ٢٠٠٩، حيث يعمل أستاذا للفلسفة بجامعة الكويت، وسألته عن ملابسات وفاة الغزالى، فأكد كذب العوا، وقص على القصة كاملة، لكن هذه ليست موضوع حديثنا الآن، المثير حقا ما أخبرنى به الرجل من أنه بعد «كذبة العوا» التقى فهمى هويدى فى العاصمة الأردنية عمان وأخبره بانزعاجه من كلام العوا، وأن ما قاله غير صحيح، فرد عليه هويدى: «أنا مصدقك أنت ومكدب العوا»، فسألت جدعان: هل صدقت هويدى؟ فأجاب: «أعلم أنهم يقومون بتوزيع الأدوار فيما بينهم». والأمر بوضوح تام أن الجميع فى مصر وخارجها يعرف أن هويدى مجرد شقلباظ، وأن هذه الحركات البهلوانية لم تعد تنطلى على أحد. يا فهمى، إذا كان النفاق حراما دينيا وممجوجا أخلاقيا، فعندى لك نصيحة حياتية: يا فهمى أنت مفضوح أمام الجميع فاستر نفسك وغط عورتك.