السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

والدول مواقف أيضًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائمًا نقول إن "الرجل موقف" وهذه حقيقة لا مراء فيها.. وأيضًا فإن "الدول مواقف".. ونحن نعتز بكل دولة كان لها موقف مشرف معنا ومساند لنا خاصة فى وقت الشدة.
مستحيل أن ننسى مواقف السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان الداعم لنا خلال حرب أكتوبر المجيدة.. ولا دعمها لنا سياسيا واقتصاديا بعد ثورة 30 يونيه وضد إرادة أمريكا وأوروبا.. ولا مواقف إمارات زايد منذ بداية ثمانينيات القرن الماضى حتى هذه اللحظة.. أنها مواقف مشرفة أدخلت هذه الدول الشقيقة قلوب المصريين من أوسع الأبواب.
من نفس المنطلق.. فمن المستحيل أن ننسى المواقف المخزية لأمريكا وقطر وتركيا مهما حاولت تجميل وجوهها القبيحة.. لن ننسى تآمرها علينا لإسقاط الدولة وتفكيك الجيش.. لن ننسى استخدامها للإخوان الإرهابيين لتنفيذ هذا المخطط الحقير.. لن ننسى إصرارها حتى الآن على زعزعة استقرارنا ومساندتها للإرهاب ضدنا وقتل أولادنا من الجيش والشرطة والمدنيين.. لن ننسى موقفها العدائى من إرادة الشعب فى 30 يونيه.
لقد كان المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ صفعة مدوية على وجوه الدول الثلاث وقادتها اشباه الرجال.. فقد أربكهم وكشف عارهم أمام العالمين حتى إن جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى جلس مذهولاً من عظمة ما يرى وأخذ يهزى بتصريحات مساندة لمصر نعلم جميعا أنها من وراء قلبه، ونتيجة للورطة التى وجد نفسه فيها والغل الذى يأكل جسده.. ولما لا وهو يرى العالم كله قد جاء إلى مصر فاتحا ذراعيه وقلبه وعقله وخزائنه للاستثمار على أرض السلام، ومساندة قوية ورائعة من السعودية والإمارات والكويت.. اليس ذلك اعترافا جديدا وصريحا ومدويا بشرعية ثورة يونيه وبالنظام القائم الذى اختاره الشعب؟ فليعمى المكذبون وليخسأ المضللون.
إن فرحتنا لا تُوصف بالمساهمات الاستثمارية الخليجية وبالعقود النهائية الموقعة مع عشرات الشركات العالمية للاستثمار فى مصر والتى بلغت 60 مليار دولار سوف ترتفع إلى 175 مليارا عندما نضيف القيمة الاستثمارية للعاصمة الإدارية ويتم التوقيع النهائى على مذكرات التفاهم خلال 3 شهور.
لكنى وغيرى لم نفرح بأن أمريكا ستسهم فى مشروعات للنقل مثل رصيف تداول الحاويات بميناء شرق بورسعيد وخط السكة الحديد بين العين السخنة وحلوان وميناء 6 أكتوبر الجاف.. ولم نفرح بوعود كيرى بقرب صدور قرار استئناف المساعدات العسكرية ولا بتصريحاته بأن واشنطن تدعم مصر فى مكافحة الارهاب أو ان امريكا تساعد مصر فى توفير فرص استثمارية من خلال 260 رجل أعمال حضروا المؤتمر الاقتصادى يمثلون 70 شركة وقدموا عروضاً للعمل بمشروع قناة السويس الجديدة .. لم نفرح بكل هذا لأنه جاء متأخراً جداً وندرك تماما نوايا أمريكا الخبيثة.
يا كيرى.. لن تسرقوا فرحتنا بما تحقق فى المؤتمر .. الدول مواقف .. ومواقفكم مخزية قبل واثناء وبعد 30 يونيه وحتى اليوم .. فمازالت المساعدات العسكرية المنصوص عليها فى اتفاقية السلام محظورة ، ومازلتم تتحدون الارادة الشعبية للمصريين ، ومازلتم تساندون الاخوان وتستقبلونهم رسمياً ، وما زلتم تتعاملون بمعايير مزدوجة فى قضية الإرهاب .. ورغم ذلك فنحن لانرفض مستثمريكم .. فليأتوا ويستثمروا اموالهم فى مصر مثل غيرهم دون مفاضلة لهم ووفق رؤيتنا نحن وارادتنا نحن ومصالحنا المشتركة.
فقط نناشد الرئيس السيسى وحكومة المهندس إبراهيم محلب إلا يشارك الأمريكان فى مشروع قناة السويس الجديدة .. انهم دائماً يدخلون بالفتات ويلهفون المليارات بل وينسبون الفضل لأنفسهم .. وليست حرب الخليج ببعيدة .. فمن حارب لتحرير الكويت من صدام هى الجيوش العربية وفى مقدمتها مصر .. جنودنا هم الذين انتصروا وهم الذين استشهدوا .. ثم نسبت امريكا فضل الانتصار لنفسها فقط .. انهم لصوص انتصارات ونجاحات فاحذروهم .
نحن نحترم المانيا جداً رغم انها كان لها موقف متشدد من مصر عقب 30 يونيه .. واحترامنا لها ينبع من ان قادتها ناقشوا ماحدث عندنا بينهم وبين انفسهم بحيادية ودون تأثر أو ضغوط لا من امريكا أو الاتحاد الأوروبى رغم ان بلادهم عضو بالاتحاد وحسبوها " صح " ووصلوا الى قناعة راسخة بأن 30 يونيه لم يكن انقلاباً عسكرياً بل ثورة شعبية ضد حكم نازى وفاشى فرجعت المانيا الى الحق الذى هو فضيلة وشاركت بقوة فى المؤتمر الاقتصادى وبوفد رفيع المستوى يضم اكثر من 60 شركة بل ووجهت الدعوة للرئيس السيسى لزيارة برلين .. وقالت انجيلا ميركل المستشارة الألمانية فى دعوتها للرئيس : صداقتنا ستستمر دائماً .. وسنساعدكم ليس اقتصادياً فقط ولكن سياسياً ايضاً .
ألم أقل.. الدول مواقف أيضا؟؟.. مواقف مشرفة فى العين والقلب أو مواقف مخزية تحت أحذيتنا.. وشتان الفارق.