رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"هاني" الأب قتل "أمينة" ابنته "٦ سنوات" وهرب إلى الإسكندرية

بعد ارتكابه الجريمة بعام ونصف العام

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظاهرة الإساءة للأطفال ليست حديثة في مجتمعنا هذا، بل هي موجودة منذ القدم، وتتزايد يومًا بعد يوم، حيث تظهر كل يوم العديد من جرائم التعدى على الأطفال بالضرب والتعذيب والقتل أيضا.
رصدت «البوابة» جريمة طفولة جديدة ضحية الخلافات الزوجية التي هي بطبيعة الحال تؤثر على الأبناء، حيث يكون الأبناء هم الأكثر تضررًا بطلاق الزوجين وهدم الحياة الأسرية، «أمينة هانى محمد» ٦ سنوات، بعد انفصال أمها وأبيها بسبب مشادات وخلافات بينهما على المال والحياة المادية الصعبة، كانت هي الضحية بينهما ولم يفكرا فيها للحظة واحدة.
كانت الطفلة «أمينة» تعيش مع والدها بعد أن تركتها أمها معه، والذي لم يتمهل كثيرا على طلاق أمها فقام بالزواج من امرأة أخرى، ولكن لم تجد «أمينة» من يتحملها وظلت محرومة من حنان الأم وأمان أبيها، ولم تجد غير الإساءة والمهانة من زوجة أبيها ومن أبيها شخصيا.
الزوجة الثانية لم تتحمل وجود ابنة زوجها في البيت، وكانت تجعلها خادمة لها في البيت، وكانت تهتم بابنها فقط، وعندما كانت تعصى لها أمرا كانت تتعدى عليها بالضرب، ولا تكتفى بذلك فكانت تذهب إلى أبيها وتشكو له من ابنته حتى تنال نصيبا من العذاب الذي كان يفعله بها كالحرق أو الكهرباء، و«أمينة» لا حول لها ولا قوة ولا تستطيع أن تتكلم ولا تشكو، وتظل جالسة بغرفتها تبكى وترى بعين محرومة الزوجة وهى معها ابنها الذي تعامله برفق وحنان وتعطيه المال ليشترى كل ما يريده.
في يوم قامت الزوجة «مرات الأب» بعد أن طلبت من «أمينة» بأن تقضى بعض طلبات المنزل فحدث خلافات بينهما، حيث طلبت الزوجة من الأب تعنيف ابنته لأنها لا تبالى بكلامها ولا تساعدها في المنزل، فاستجاب لرغبات زوجته واستبدل قلبه بحجر فقام بربط ابنته وعلقها في السقف وعذبها بالكهرباء حتى فقدت حياتها في الحال، وبعد ذلك أخذها إلى المستشفى إلا أن الطبيب قال له إنها توفت إثر تعرضها لصدمات كهربائية.
قام الأب عديم الرحمة بترك ابنته في الشقة وقام بتغطيتها ولاذ بالفرار هوه وزوجته وذهب إلى الإسكندرية، وبعد مرور يومين تعفنت الجثة وظهرت رائحتها الكريهة، فقام الأهالي بإبلاغ مركز شرطة البدرشين بوجود رائحة عفنة كريهة تخرج من منزل مغلق منذ عدة أيام، واقتحمت قوات الأمن المنزل واكتشفت وجود جثة الطفلة «أمينة».
بعد مرور عام ونصف العام على تلك الواقعة، جاء الأب وزوجته إلى حلوان واللذان قاما بتنفيذ العديد من عمليات السرقة في حلوان وفى إسكندرية، وبعد ذلك رجعا إلى مكان سكنهما في قرية «أبو رجوان» التي نفذا فيها جريمة القتل من قبل، ظنا منهما أن القصة قد انتهت، ولكن بعد أن وردت معلومات لمباحث مركز البدرشين بوجود المتهمين بأحد المنازل بقرية «أبو رجوان».
قامت قوات المباحث بعمل تحريات ومُراقبات ميدانية للتأكد من وجود المُتهمين بأحد المنازل، فقامت بتشكيل فريق بقيادة المقدم محمد على خاطر ومعاونه النقيب أحمد كامل، وتمكنت من إلقاء القبض على هانى محمد عبده ٣٥ عاما، سائق، وزوجته راندا النادي بدوى ٣٠ عاما، أثناء اختبائهما في أحد منازل أقارب زوجته.
وبمواجهة المتهمين أقرا بالواقعة وأنهما فعلا قاما بتعذيبها، وأقر الأب بعد أن جاءت ابنته من عند أمها التي لا تطيق وجودها معها كانت دائما هناك خلافات بين ابنتى وزوجتى، حيث طلبت منه زوجته تعنيف ابنته لأنها لا تبالى بكلامها ولا تساعدها في المنزل، فاستجاب لرغبات زوجته وعذب ابنته بالكهرباء حتى فقدت حياتها، وأنه كان لا يقصد قتلها، وأن زوجتى هي من كانت تطلب منى ضربها لأنها غير مطيعة.
وتم تحرير المحضر رقم ٣٠٢٤ لسنة ٢٠١٣ جنح البدرشين، وتم عرض المتهمين على النيابة العامة التي أمرت بحبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيق.
وعندما ذهبت «البوابة» للتحدث مع الأم «نوال مجدى إبراهيم» ٢٨ عاما، مقيمة بأبو رجوان، التي نفت أنها قامت بإرسال ابنتها، وأنكرت تماما ما قاله زوجها عنها بأنها قامت بحلق شعرها، وأكملت حديثها قائلة: «بعد أن انفصلت عن والدها حدثت بيننا خلافات كثيرة بسبب المال وكان دائم التقاعد بالمنزل وماكنش بيصرف علينا، والفلوس اللى كانت بتجيله كان بيضيعها على الحشيش، وكان دائما يتعدى علىّ بالضرب بالحديدة، ووقتها «أمينة» كان عندها سنتين فقط».
بكت الأم وأكملت حديثها: « هو السبب في تدمير حياتنا وقتل ابنتى الوحيدة، لو كنت أعلم أنهم كانوا سيفعلون فيها ذلك ما كنت تركتها له ولكنه أجبرنى عند الطلاق أن أترك ابنتى وأترك كل شيء، ولم يكن يسمح لى أن أراها أبدا، من وقت الانفصال وأنا لم أرها».
انهارت الأم في البكاء وقالت: «٤ سنين ومكنتش قادرة أشوفها ولما ييجى اليوم اللى سمحولى أشوفها فيه أشوفها وهى مقتولة»، واختتمت حديثها قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل فيه هو وزوجته التي تزوجها ويحرق قلبهم مثل ما حرقوا قلبى على ابنتى».
وطلبت الأم «نوال» من وزير الداخلية أن يأخذ لها حقها من المجرمين ويعاقبهما بالإعدام ويشفى غليلها، وطلبت أيضا مساعدتها في إيجاد أي مصدر رزق، حيث إن والدها كبير في السن ومعاشه قليل لا.
من النسخة الورقية